كما اتفقنا أن نتجول معكم ، كل يوم ، خمسة سياحة ، في أماكن سياحية واثرية في أجزاء مهمة ومجهولة في مصرنا الحبيبة ، واليوم سنسافر الى الجزء الجنوبي الغربي من مصر حيث مطروح وتحديدا الى سيوى القديمة العريقة التي بطياتها عوالم قديمة ساحرة وجولتنا الان في :
قلعة " شالي" أو" قرية شالي القديمة"
تم بناء قلعة شالي في القرن الثالث عشر باستخدام الطوب الطيني أو “الكرشيف”، تعتبر ذات موقع مثالي ومناسب لهؤلاء الأشخاص الذين يرغبون في التعرف على أماكن جديدة ومختلفة،تقع القلعة تحديدًا في سيوة القديمة، وهي بارزة وسط المباني المجاورة وقد تهالك حزء كبير منها بسبب الأمطار الغزيرة، ورغم ذلك لازالت تحتفظ بعنفوان جمالها
وتم بناء القلعة على يد أربعين رجلاً من أهالي الواحة، وقد أقيمت على قمة صخرة عملاقة من طابق واحد، قبل أن تضاف إليها طوابق أخرى وصلت إلى خمس، فضلاً عن بناء سور عظيم يحيط بالمبنى؛ أما عن مادة بناء القلعة؛ فكانت من نفس مادة بناء القرية؛ فقرية شالي مبنية بشكل كامل من مادة الكرشيف، وهو عبارة عن خليط من الملح والطين ودعامات النخيل وأشجار الزيتون، وهذه الخلطة كانت عندما تجف تصبح شديدة الصلابة وعصية على الهدم والانهيار، وكان البناء بهذه المادة، يمنح المساكن الدفء في الشتاء والرطوبة .
واستمرت القلعة تؤدي دورها في حماية المنطقة، إلى أن جاء عصر محمد علي، عام 1805 فلم تعد هناك حاجة لها، فهُجرت، وقام سكان القرية بإقامة مبانٍ أخرى بالمناطق الأكثر اتساعاً، حول واحة سيوة، بل وقاموا بتفكيك الأبواب والنوافذ، والعناصر الحيوية الأخرى التي كانت بمنازلهم في شالي القديمة، ودفع هذا كله إلى تدهور قلعة شالي بشكل واضح على مر السنين.
وقد تعرضت قلعة شالي لتدمير كبير في العام 1926م، جراء سيول غزيرة هطلت على الواحة واستمرت ثلاثة أيام، وتسببت هذه السيول في انهيار بعض المنازل وتصدع أخرى داخل قلعة شالي التي تحول قطاع كبير منها إلى طلل بعد هذه السيول.
يذكر أن وزارة السياحة والآثار، قد قامت العام الماضي بمد إعفاء مستأجري محلات المنتجات التراثية في من دفع القيمة الإيجارية لمدة ستة أشهر، وذلك في إطار حرص الوزارة على تشجيع أصحاب الحرف التراثية وتقديم الدعم اللازم لهم لا سيما في ظل الآثار الاقتصادية الناتجة عن أزمة فيروس كورونا المستجد.
قد وافق وزير السياحة والآثار في نوفمبر قبل الماضي بمناسبة افتتاح قلعة شالي التاريخية بعد الانتهاء من أعمال ترميمها على طلب هؤلاء المستأجرين بإعفائهم من دفع القيمة الإيجارية لهذه المحلات كمساهمة من الوزارة في التنمية المجتمعية لقرية شالي وإتاحة فرصة لعرض المنتجات التراثية للأهالي بها ولا سيما في إطار مشروع إحياء الطابع التراثي لها.