توجد أفكار كثيرة حيال أمر الكليات من الأهالي بعد نتيجة الثانوية العامة والتنسيق ودائما يفكرون في أنهم لم يحصلوا على كليات القمة بأن هذه النهاية وأن لا يوجد لهم مستقبل فهناك أيضا من يعاملون أبنائهم بطريقة خاطئة ومنهم من يقاطعون أولادهم وهناك من يفكر في الانتحار .
ولكن كل هذا خاطئ تماما، فهل يوجد شيء اسمه كليات قمة وكليات قاع؟
يجب أن ترضى وتتيقن بأن أي شيء قد كتبه الله لك خير ويجب أن تضع دائما خطط بديلة .
لا نعرف متى ظهر مصطلح كليات القمة ولا من الذي اخترعه، ولكن ما أعلمه أنه أصبح عرفًا عامًّا ومصطلحًا أشبه بقاعدة متفق عليها، حتى إن كثيرًا من المسؤولين يردده وكأنه مصطلح علمي ولوضوح المقصود بالمصطلح لا يحتاج سامعه إلى تفسير المراد به، فكليات القمة عند إطلاقها يتبادر إلى الذهن كليات الطب والهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية، وقد يتوسع المصطلح ليشمل كليات تكون غالبًا في المرحلة الأولى من تنسيق الجامعات العامة
ينبغي أن ينظر إلى هذا المصطلح على أنه مصطلح مقيت وغير منضبط ويضر أكثر مما ينفع، بل لا يجانبنا الصواب إذا قلنا إنه مصطلح طبقي عنصري دوني بغيض، يرسخ للطبقية الاجتماعية والعلمية ويغذى مشاعر الحقد والكراهية في النفوس، فمصطلح كليات القمة يقتضي بالمقابل وجود كليات القاعالتى لا يلتحق بها إلا البلداء ضعاف التحصيل، وهذا بلا شك يؤثر سلبًا على معنوياتهم وهمتهم في التعامل مع مقررات كلياتهم التي يلتحقون بها، ولعل ذلك يرجع إلى نظرة المجتمع لخريجي هذه الكليات وشرف الأعمال التي يباشرونها كأطباء ومهندسين... إلخ، بينما تختلف النظرة إلى خريجي كليات مثل الآداب والحقوق أو الكليات النظرية .
ومن المفروض الالتحاق بالكليات التي تحبونها دون النظر للمجموع حتى تحافظون على التفوق وكونوا والعين لأنفسكم ففي الآخر لا ينفع المرء إلا نفسه سواء نجاحه في عمله والمساهمة في نهضة الوطن أو نفعه لمجتمعه.