استعرضت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة جهود مصر لدعم الإبداع ورعاية الموهوبين في الجلسة الثالثة من مؤتمر نابولي لوزراء الثقافة في المنطقة الأورومتوسطية- الاجتماع الأول لوزراء الثقافة للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجنوب - والتي جاءت بعنوان " الثقافة والعالم في تحول" ودارت حول الاستراتيجيات الإقليمية والإجراءات المتخذة لدعم التقدم في الثقافة والقطاعات الإبداعية، من خلال تنمية قدرات ومهارات الفنانين والمتخصصين وتبادل الخبرات الفنية إلى جانب الاستفادة من التحول الرقمي وتعزيزه في القطاع الثقافي .
وفي كلمتها وجهت عبد الدايم، الشكر لوزارة الثقافة الإيطالية على الدعوة للمشاركة فى المؤتمر مثمنة أهدافه الرامية إلى دعم أوجه حماية وتعزيز الإرث الثقافي المشترك بين دول الاتحاد الأوروبي وحوض البحر المتوسط والمنظمات المتخصصة والتي تؤكد أهمية دور القوى الناعمة كلغة للتواصل وجسر لتبادل الخبرات وتحقيق التنمية في ظل التحول الرقمي والذي يأتي أيضا ضمن أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2030.
وتابعت أن الموضوعات المطروحة للنقاش وما تشمله من محاور تعد من الأهداف العامة لإستراتيجية عمل وزارة الثقافة المصرية وخاصة ما يتعلق بدعم مواهب الفنانين وصقل مهاراتهم ونقل وتبادل الخبرات إلى جانب برامج العمل المعنية باليات التحول الرقمي والتي أصبحت ضرورة ملحة لجميع مناحي الحياة حيث باتت التكنولوجيا والرقمنة طريقا رئيسا للتطور والتقدم وهو ما يعد من الأولويات العامة للدولة المصرية وبدعم مباشر ورعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت أن وزارة الثقافة المصرية تضم 14 قطاعا وهيئة تعمل جميعها من خلال ما يقرب من 878 موقعا ثقافيا على مستوى كافة المحافظات بهدف تقديم أنشطة فنية متنوعة ووصول المنتج الثقافي لكافة المدن والقرى بالدولة في كافة المجالات الفنية والإبداعية ومنها فنون المسرح، السينما، الموسيقى والغناء، الترجمة والنشر، معارض الكتاب المحلية والدولية، الفنون التشكيلية، جمع وحفظ الوثائق الوطنية بالإضافة إلى ورش العمل المتخصصة وبرامج التدريب المختلفة على الحرف التراثية واليدوية ومهارات تعزيز القدرات للعاملين بمجال التراث الثقافي غير المادي واللامادي.
وتابعت أنه بالتوازي مع الأنشطة تقام برامج لاكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين في كافة مجالات الإبداع من خلال مراكز تنمية المواهب التابعة لوزارة الثقافة والمنتشرة بربوع مصر والتي تعد حاضنة للمتميزين من عمر 6 سنوات حتى مرحلة الشباب وما بعدها ، وأكدت حرص وزارة الثقافة على إطلاق العديد من المبادرات والمشروعات الثقافية والتي تشمل الجولات الفنية المحلية والمسارح المتنقلة وتنظيم المسابقات للأطفال وشباب الجامعات ومختلف الفئات العمرية، في أفرع الفنون المختلفة كالعزف، الغناء، التأليف، التمثيل، الشعر، الكتابة وعناصر الفن التشكيلي كالرسم، النحت، التشكيل الزخرفي وكل مجالات الإبداع الفني ، ونوهت أنه في مجال الدراسات المتخصصة تلعب أكاديمية الفنون بالقاهرة وهي الأقدم والأعرق على المستوى الإقليمي دورا بارزا في تدريس مجالات الفنون المختلفة ومنح الدرجات العليا للماجستير والدكتوراة في الفنون ، أما فيما يخص تعزيز القدرات الفنية والإبداعية للفنانين والنابغين وتبادل الخبرات الدولية واكتساب المهارات أشارت أن الدولة المصرية تتمتع برصيد متميز من بروتوكولات التعاون الثقافي والفني والعديد من الشراكات النوعية مع دول العالم المختلفة، وعلى رأسها الدول الأورومتوسطية ولعل من أبرز مجالات التعاون تبادل الأنشطة الثقافية والفنية دوليا ودعم وتشجيع مشاركة الفنانين والفرق الفنية في المهرجانات ومعارض الكتاب والمعارض الفنية المختلفة، التعاون في مجال الترجمة المتبادلة والنشر والكتاب للاطلاع على ثقافة الآخر، وتبادل استضافة المتخصصين وتبادل تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة في كافة مجالات الفنون.
وأضافت عبد الدايم إن الدولة المصرية لديها منبر ثقافي هام في قلب أوروبا متمثل في أكاديمية الفنون المصرية بالعاصمة روما ومن خلاله يتم تنظيم العديد من الفعاليات والمشاركات الفنية التي تتضمن تقديم النماذج الفنية المصرية ومبدعيها للمجتمع الأوروبي من مشاركات لفنانين وعازفين مصريين والفرق الفنية المصرية المختلفة وتقديم العروض الثنائية المشتركة بين الجانب المصري والإيطالي ومنها ما تم تنظيمه مؤخرا مع كونسرفتوار سانتا سيتشيليا، والمشاركة الهامة أيضا بأحد أهم الفعاليات الفنية وهو بينالي فينيسا وكذلك إتاحة الفرصة للمتميزين من النوابغ المصريين، واستضافتهم لتقديمهم للمجتمع الأوروبي وعقد ورش العمل والتدريب لهم بمقر الأكاديمية والوقوف على أحدث التقنيات والأساليب الفنية المختلفة.
وتطرقت إلى ما يخص مجال التحول الرقمي، موضحة أن وزارة الثقافة المصرية نجحت فى اتخاذ خطوات جادة وسريعة للاستفادة من هذه القدرة التكنولوجية الحديثة التي أصبحت لغة التواصل الموحدة في هذا العصر وخاصة في ظل التحديات التي تعرض لها العالم أثناء الجائحة العالمية كورونا والتى أثرت بشكل كبير على جميع المجالات ومنها العمل الثقافي فقد قامت وزارة الثقافة المصرية بإطلاق المبادرة الإلكترونية (الثقافة بين ايديك) في 24 مارس 2020 ،من خلال بث كنوز الإبداع المصري على قناة وزارة الثقافة باليوتيوب والموقع الرسمي للوزارة، واستهدفت الوصول بالخدمة الثقافية بسهولة للجمهور وحققت ملايين المشاهدات، إلى جانب إتاحة مئات الكتب للقراءة بالمجان، وكذلك العروض الفنية المسرحية والغنائية والصالونات والندوات الثقافية الهامة، وأيضا تم إطلاق المنصة الرقمية المستحدثة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 52 والتي شملت أجندة الأنشطة والفعاليات التي تجرى افتراضيا بالإضافة إلى الجولات الافتراضية للمعرض حيث حققت المنصة أكثر من 225 مليون زيارة ووصل عدد مستخدميها المسجلين عليها بحسابات إلكترونية قرابة مليون و600 ألف زائر وبلغ عدد الجولات الافتراضية بها أكثر من 270 ألف جولة وتجاوزت أعداد مشاهدات الكتب بها أكثر من مليون ونصف المليون مشاهدة.
واختتمت كلمتها: بالتأكيد وزارة الثقافة المصرية ستمضى قدما في جهودها للسعي الدائم لعقد المزيد من الشراكات والاتفاقيات الدولية التي تتيح فرص تبادل الخبرات الإبداعية والاطلاع على ما وصلت إليه وسائل التكنولوجيا الحديثة في العمل الثقافي وتحقيق أقصى استفادة من التحول الرقمي الذي أصبح ضرورة ملحة لكافة مناحي الحياة .