قامت الفنانة الراحلة كريمة مختار، بأداء الأم بامتياز في السينما والدراما المصرية، والتي لقبت بـ"ماما نونا" من خلال دورها في مسلسل "يتربى في عزو" مع الفنان يحيى الفخراني، بعد تألقها في أكثر من دور مثل فيلم"الحفيد".
تعتبر كريمة مختار، من أشهر الفنانات في تجسيد دور الأم بعد الفنانة فردوس محمد، في سينما الأبيض والأسود، ولكن أهم ما يميز "ماما نونا" في تجسيدها لدور الأم أنها تقدمه بتنوع فريد، فقد قدمته بشكل كوميدي مع عادل إمام وفريد شوقي في فيلم "الرجل الذي فقد عقله" ، وفي فيلم "يا رب ولد" قدمت نفس الطعم الكوميدي، لكنها أيضا قدمته بشكل إنساني كبير في عدة أعمال منها مثلا فيلم "الفرح"، حينما جسدت أم الفنان خالد الصاوي.
"ماما نونة"، اسمها الحقيقي "عطيات محمد البدري"، وهي شقيقة الإذاعية عواطف البدري، حازت على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعدها عملت بعدها مع بابا شارو في برامج الأطفال، واشتُهرت كصوت إذاعي يُجيد تقديم الأعمال الدرامية.
كريمة مختار، من مواليد 16 يناير 1934، بمنطقة "ساحل سليم" بمحافظة أسيوط، وقدّمت العديد من المسلسلات الإذاعية في تلك الفترة، منها: "أدهم الشرقاوي، أبو الحسن العبيط، الأستاذ حلياط، المليونير الفقير، والعسل المُرّ" وغيرها.
في بداية مشوارها عملت لسنوات بصوتها فقط في اﻹذاعة ولم تستطع العمل في السينما بسبب رفض عائلتها، حتى جاءتها الفرصة بعد زواجها من المخرج والممثل نور الدمرداش.
وقال نور الدمرداش، خلال لقاء قديم لهما في برنامج "نجوم على العرش"، إنه حينما ذهب لخطبتها اشترط عليه والدها ألا تعمل معه
الفن وتظل صوت إذاعي فقط، وقبّل هذا الشرط، حتى وجد أن لديها كبت فني شديد، فأصرّ وزوجته بعدما أنجبت نجليهما "شريف ومعتز" على أن تشارك في أعمال مسرحية، رغم أن والدها وأهلها قابلوا ذلك بالرفض، وحينما جاء التليفزيون انتقلت له بعدما تغيّرت نظرة أهلها للفن.
حصلت كريمة مختار، بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في "يتربى في عزو"، من مهرجان القاهرة للإعلام العربي الثالث عشر عام 2007، ودرع التكريم من مهرجان أوسكار السينما المصرية عام 2008، كما أن اسم الشخصية
"ماما نونا" انضم إلى قائمة الألقاب التي تحملها.
لديها أربع أبناء من زوجها نور الدمرداش وهما الإعلامي " معتز الدمرداش وشريف وهبة وأحمد".
أثارت كريمة مختار، ضجة كبيرة أثناء مشاركتها في مسرحية "العيال كبرت" عام 1979، خلّدت اسمها الفني خلود المسرحية التي تُعد أحد أهم الأعمال الكوميدية في تاريخ المسرح المصري، والمفارقة أن الفنانة نبيلة السيد، كانت تؤدي الدور قبلها واستمرت في تقديمه 3 سنوات، ثم اعتذرت عنه لتحل محلها كريمة مختار ويتم تسجيل المسرحية ببطولتها.