فى ذكرى وفاة سيد الخلق.. مصير أصحاب الإساءات في حق النبي محمد؟

الاربعاء 08 يونية 2022 | 02:47 مساءً
كتب : صافي عبد الصادق

يمر اليوم ذكرى وفاة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، على حسب التقويم الميلادي في 8 يونيو من العام 632 ميلاديا، حيث أثارت موجة غضب شديدة الجدل في الآونة الأخيرة حول الإساءة إليه وأنهم لن يتعظوا إلى كل من أساء إليه فيعاقبه الله بحدث شنيع يؤدي إلى الوفاة.

يذكر أن أساء المتحدث الإعلامي في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، نافين كومار جيندال، في تغريدات عبر "تويتر" اُعتبرت مُسيئة عن زواج النبي محمد من السيدة عائشة.

وأعرب الأزهر الشريف عن إدانته واستنكاره الشديد لما نشره المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا في الهند على صفحته على" تويتر" من تطاول وسوء أدب في الحديث عن رسول الله محمد وزوجته أم المؤمنين الطاهرة المطهرة السيدة عائشة، وما كشفه كلامه من جهل فاضح بتاريخ الأنبياء والمرسلين وسيرتهم، وكيف أنهم كانوا يمثلون القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق، وأن الله عصمهم من الوقوع في الرذائل وما تكرهه النفوس الطاهرة المستقيمة.

وتخدث الأزهر في بيان: إذ يعد ما قاله هذا الجاهل المستهتر بعظماء الإنسانية سخفًا من القول الذي يُردِّدُه بين الحين والآخر كل حاقد على الإسلام والمسلمين، فإنه يؤكد في الوقت نفسه أن مثل هذا التصرف هو الإرهاب، الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولي أن يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين.

وأوضح الأزهر، أن ما يلجأ إليه بعض المسؤولين السياسيين مؤخرًا من إساءة للإسلام وإلى نبيه الكريم، نبيِّ العفة والأدب والطهارة، لكسب تأييدِ أصوات في انتخابات الأحزاب، وتهييج مشاعر أتباعهم ضد المسلمين، هو دعوة صريحة للتطرف وبث الكراهية والفتنة بين أتباع الأديان والعقائد المختلفة، وهو أمر لا يصدر إلا من دعاة التطرف وأنصار الكراهية والفتنة؛ وأعداء سياسة الحوار بين أتباع العقائد والحضارات والثقافات المختلفة.

بينما عبّرت وزارة الخارجية السعودية عن شجب واستنكار المملكة تصريحات المتحدث باسم الحزب الحاكم في الهند عن النبي محمد وزوجته السيدة عائشة.

وقالت الخارجية السعودية في بيان، الأحد، إنها تعرب عن شجبها واستنكارها للتصريحات الصادرة عن المتحدث باسم حزب بهاراتيا جانات الهندي، من إساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وأكد البيان رفض المملكة، المساس برموز الدين الإسلامي، كما ترفض المساس بالشخصيات والرموز الدينية كافة.

في حين رحبت الخارجية السعودية بوقف الحزب الحاكم المتحدث باسمه عن العمل.

في وقت سابق الأحد، أعلنت وزارتا خارجية قطر والكويت بشكل منفصل استدعاء سفيري الهند في البلدين، في احتجاج رسمي على تصريحات المسؤولة في الحزب الحاكم، وطالبت قطر والكويت باعتذار علني وإدانة فورية لهذه التصريحات من قبل حكومة الهند.

ووجه أحمد الخليلي، مفتي سلطنة عُمان، السبت، انتقادات لاذعة للمتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند والذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وذلك بعد تصريحات إساءة للنبي محمد.

جاء ذلك في بيان للخليلي نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قال فيه: "إن الاجتراء الوقح البذيء من الناطق الرسمي باسم الحزب المتطرف الحاكم في الهند على رسول الإسلام صل الله عليه وسلم وعلى زوجه الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حرب على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وهو أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة".

وأثارت التصريحات موجة استياء عبر الشبكات الاجتماعية، وسط دعوات لمقاطعة المنتجات الهندية. وتركزت أغلب التعليقات عبر وسم" إلا رسول الله يا مودي"، في إشارة إلى ناريندا مودي رئيس وزراء الهند.

وتشهد تصاعدًا في التوترات الطائفية في الهند منذ وصول حزب بهاراتيا إلى الحكم، ودعت مجموعات حقوقية، بينها منظمة العفو الدولية، السلطات الهندية إلى ضمان عدم إفلات المتورطين في جرائم قتل دون محاكمة بحق منتمين إلى الإسلام على يد جموع غاضبين. وتشتبه العفو الدولية أن تكون هذه الوقائع جرائم كراهية.

اضطرت الهند إلى السعي لتهدئة شركائها في العالم الإسلامي بعد تزايد الغضب من التعليقات المثيرة للجدل التي أدلى بها اثنان من كبار المسؤولين في الحزب الحاكم في البلاد بشأن النبي محمد.

وقد أدلت المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم، نوبور شارما، بهذه التصريحات في مناظرة متلفزة الشهر الماضي، بينما قام نافين جيندال، الذي كان الرئيس الإعلامي لوحدة دلهي بالحزب، بنشر تغريدة حول هذه القضية. وأثارت التعليقات - وخاصة تعليقات السيدة شارما، غضب الأقلية المسلمة في البلاد، مما أدى إلى احتجاجات متفرقة في بعض الولايات. وتتحفظ بي بي سي عن تكرار تصريحات شارما كونها مسيئة بطبيعتها.

وأصدر الزعيمان اعتذارا علنيا وقام الحزب بإيقاف السيدة شارما وطرد السيد جيندال.

وجاء في بيان أن "حزب بهاراتيا جاناتا يدين بشدة إهانة أي شخصيات دينية تحظى بتقدير أتباع أي ديانة. كما يشدد الحزب على رفضه أي أيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين. ولا يروج حزب بهاراتيا جاناتا لمثل هؤلاء الأشخاص أو لمثل هذه الفلسفة".

ويقول النقاد إن تعليقات شارما وجيندال تعكس الاستقطاب الديني العميق الذي تشهده البلاد خلال السنوات الأخيرة. وقد ارتفع خطاب الكراهية والهجمات ضد المسلمين بشكل حاد منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة في عام 2014.

ويضيف الخبراء أيضا أن استجابة حزب بهاراتيا جاناتا قد لا تكون كافية بعد ما بدا أن الأمر قد اتخذ منحى دوليا، فقد استدعت الكويت وقطر وإيران سفراء الهند لتسجيل احتجاجهم يوم الأحد. كما نددت السعودية بالتصريحات يوم الاثنين.

وقالت قطر إنها تتوقع اعتذارا علنيا من الهند.

وقالت وزارة الخارجية القطرية: "إن السماح لمثل هذه التصريحات المعادية للمسلمين باستمرار دون عقاب، يشكل خطرا جسيما على حماية حقوق الإنسان وقد يؤدي إلى مزيد من التحيز والتهميش، والذي سيؤدي إلى حلقة من العنف والكراهية".

كما استخدمت المملكة العربية السعودية بعض الكلمات القوية في بيانها. وأضافت أن "وزارة الخارجية أعربت عن إدانتها واستنكارها لتصريحات المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا".

سبق أن توفي رسام الكاريكاتير الدنماركي، كورت ويسترجارد، الذي أثارت رسوماته المسيئة للنبي محمد غضبًا واسعًا في أوساط المسلمين في جميع أنحاء العالم.

ولقي الرسام السويدي لارش فيلكس، صاحب الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، مصرعه محروقاً وتفحم جثته بعد اصطدام سيارة شرطة مدنية كان يستقلها برفقة ضابطي شرطة من أجل حمايته بشاحنة.