يأتي اليوم الأربعاء الموافق 8 يونيو، ذكرى وفاة الفنان الراحل نجيب الريحاني، الذي ترك مكانة كبيرة في قلوب الجماهير ، من خلال أعماله التي كانت تميل إلى طبقة الفقراء الذى كان واحدا منهم في يوما من الأيام.
" الضاحك الباكى" هذا اللقب الذي أطلق على نجيب الريحاني، رغم ملامحه الكئيبة والحزينة الا أنه صنع الإبتسامة على وجوه محبيه من خلال أعماله الكوميدية الطريفة.
نجيب إلياس ريحانة، ولد لأب عراقي يتاجر بالخيول العربية، وأم مصرية، قضى طفولته في وسط القاهرة بحي باب الشعرية، ثم انتقل لحي الظاهر القريب من معظم مسارح القاهرة ببدايات القرن الماضي، وكان لذلك الأثر الأكبر في اهتمام الطفل نجيب بالفن، وخصوصًا أنه كان ملما باللغة الفرنسية لتعليمية بمدرسة الفرير، وحصوله على البكالوريا والتي كانت تؤهل للجامعة، ولكن لظروف والده المالية اكتفى بتلك الشهادة، ليبحث عن عمل يساعد به عائلته، لتبدأ المعاناة بصور متعددة حتى بلغ من العمر 30 عامًا.
وقبل أن يصل لمنتصف العمر، عمل نجيب الريحاني، بشركة السكر بمدينة نجع حمادي مرتين بفترتين متباعدتين، الأولى تم رفده بسبب عدم شغله واستهتاره، والثانية قدم استقالته، بعدما قرر أن يحترف الفن تحت أي ظروف، وخلال تلك الفترة اختلف مع والدته بسبب عدم عمله، مما أجبره على ترك بيت عائلته والتنقل بين المسارح والكباريهات الفنية بمنطقة وسط البلد، وعمل بتلك الفترة مع عزيز عيد زميله بشركة السكر كومبارس بدار الأوبرا مع الفرق الأجنبية التي كانت تقدم عروضها فترة الشتاء فقط، وأول مسرحية اشترك فيها الريحاني كانت "الملك يلهو" بجانب كبار الفنانين الفرنسيين، واستمر ذلك لمدة موسم واحد قبل أن يقرر صديقه عزيز عيد، تكوين فرقة مسرحية خاصة تقدم الأعمال العالمية، وقام بنفسه بتعريبها، ومع أن اسكتشاته كانت تعتمد على الكوميديا إلا أن ذلك لم يغر الريحاني بالاستمرار، وذلك لأنه كان يبحث عن الدراما الجادة والتي انقلب عليها فيما بعد.
نجيب الريحاني، جسد في أول أدواره الهامة بحياته شخصية الإمبراطور الأوروبي شارلمان، وكان تألقه بهذا الدور سببًا مباشرا لفصله من الفرقة لأن نجاحه بالدور الثانوي تعدى دور البطل الذي كان يقوم به صاحب الفرقة
ومع عودة الريحاني للقاهرة من جديد وحتى لا يكرر إحباطات الماضي والنوم أسفل كوبري قصر النيل، وفِي تلك الفترة لم يجد سوى القيام بترجمة المسرحيات العالمية لفرقة الشيخ أحمد الشامي المتنقلة والتي كانت تجبره على التجول معهم والنوم على الأرض بجانب المسرح المصنوع من ألواح خشبية أعلى براميل معدنية، كما أن راتبه كان عبارة عن لبن وبيض، ثم قرر العودة للعمل بمصنع السكر من جديد، وبعد عامين متتاليين، كاد أن يقدم استقالته ليشارك مع فرقة جورج أبيض العائد من باريس، ولكن معاناة الماضي جعلته يستمر في عمله عامين أخرين ، على الرغم من عدم التحاقه بأي فرقة مسرحية، ليعود إلى الجلوس على المقاهي من جديد، وبعد بضع شهور من اللا عمل واللا حياة وجد الريحاني أمامه استيفان روستي، صديقه السابق بفرقة عزيز عيد، والذي كان يعمل كخيال ظل بملهى ليلي يملكه يوناني، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة مبدعة للريحاني.
وقد بدأ عمل الريحاني في ملهي "الأبيه دي روز" من خلف الستارة البيضاء كخيال ظل بدور صبي راقصة تؤدي المواقف الكوميدية والمغرية، وحاول الريحاني مع استيفان تقديم كوميديا باللغة الفرنسية من فصل واحد أمام جماهير الملهى، ولكن توقفا سريعا لعدم متابعة أحد من الرواد لهما.
ومن أبرز أعمال نجيب الريحاني السينمائية والمسرحية هي:"ياقوت، بسلامته عاوز يتجوز، سلامة فى خير ، سي عمر، لعبة الست، أحمر شفايف، أبو حلموس، غزل البنات، صاحب السعادة كشكش بيه،مسرحية الجنيه المصري،
الدنيا لما تضحك، الستات مايعرفوش يكدبوا، حكم قراقوش، قسمتي، لو كنت حليوة، الدلوعة، استنى بختك".