كتبت: تغريد علام
التفكير الإبداعي هو النظر إلى الأشياء بمنظور جديد والخروج من أسلوب حياة الفرد المعتاد وتغيير القواعد ونظرته ونسيان أفكاره النمطية وأحكامه المسبقة، وهذا يعني إيجاد أفكار جديدة لم نكن سنجدها أبدًا في التفكير النمطي المعتاد وذلك مافعل محمد صادق.
قد تتساءل من هو محمد صادق؟
إنه رسّام في العقد الثاني من عمره، أحد أبناء محافظة المنيا، يدرس بأكاديمية الفنون، بدأ مشواره في مجال الرسم منذ الصغر ولكنه بدأ خطوته الفعلية حين التحق بأكاديمية الفنون، حينما أشاد له الكثير من حوله بتميزه في الرسم .
يقول محمد صادق إن أكثر مايلهمه للرسم هو خلق فكرة أو موضوع أو إضافة جديدة لأن هذا ما يشعل الحماس بداخله ليكمل طريقه للتألق.
وأضاف أنه من عشاق رسم الأشخاص أو كما يسمى"البورتريه" ، لذا قرر أن يطلق لعقله العنان لخلق فكرة إبداعية لإنتاج البورتريه ، وبالفعل اتبع مساراً مختلفًا لإنتاجه حيث استطاع أن يدمج الزجل بالرسم، وكان إخراجه له أكثر إبداعاً من نمطيه المعتاد .
أوضح محمد صادق أن لذكرى عيد ميلاد صديقه المهاجر إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية الفضل في إخراج فكرته الإبداعية هذه إلى النور ، عندما قرر أن يرسل له هدية غير تقليدية وبالفعل قام بصنع هدية أدت به للتألق خارج حدود جمهورية مصر العربية .
وذكر صادق أن الهدية كانت عبارة عن رسمه بورتريه ولكنه لم يكن بورتريه عادياً، فقد رسمه على ورق بردي و وضع رمسته في زجاجة كزجاج رسائل البحر و أيضا رافقها بورقة أخرى كتب عليها اسم صديقة بالخط العربي وبعض من أبيات الشعر ولكن ليست أبيات شعر متداولة، لكنها كانت من صنع كلمات أباه رحمة الله عليه، وبعد استلام صديقة للهدية رآها بعض أصدقائه و نالت إعجاب الكثير منهم وصارت فكرة البورتريه كحديث على ألسنتهم مما أدى لبدء بعضهم بطلبها كأوردار لتقديمها كهدية أو تذكار للمقربين لهم.
وقال صادق أن هذه الفكرة تم طلبها منه في المحيط الجغرافي من حوله وأصبحت تُستخدم كهدايا مميزة غير منتشرة كثيراً .
وعندما سُئل صادق عن الدافع وراء حبه للإبداع في الفن قال : "حبي وعشقي للرسم وكافة الفنون التشكيلية كان يشعل طموحي دائما للارتقاء و التعلم محطما لكل الصعوبات، فالفن التشكيلي فن راق يسمو بالروح والفكر ، ولكن كان ذلك أيضاً بفضل شقيقي الأكبر كريم الذي كان يشاركني الأفكار وقد كان الداعم الأول ليا ، وكان أبي رحمة الله عليه يشجعني هو وأمي واخوتي و اصدقائي المخلصين، وأيضاً لا أنسى فضل الأشخاص الذين كانوا يحاولوا إملائي باللا أمل و بالاحباط ، حيث كانت محاولات تثبيطهم لي بمثابة وقود نووي لسفينة أحلامي، فكلامهم لي كان يشعل إصراري أكثر و أكثر و أن اتفوق في كل فترة في حياتي وأن أخذ خطوة تقدم و إن صغرت للأمام دائما ."
ذكر صادق أنه يتقن استخدام الكثير من الخامات مثل الألوان الزيتية والاكريلك وأيضاً الجاف والرصاص والفحم، ولا ننسى إبداعه الفكري في إنتاج بعض اللوحات مثلما استخدم أوراق الذهب في رسم الكثير من لوحاته وأيضا عمله لبعض اللوحات بأساليب مبهرة للمتلقي مثل رسمته للمغنية اللبنانية نهاد وديع حداد المعروفة بالاسم الفني فيروز باستخدام فرشاة وكنز فيروز المشروب الغازي وقليل من البودر الأبيض ليلتصق بمشروب الفيروز والتي أبدع فرسم وجهها بالشقلوب، وأيضاً رسمته للاعب الكرة الأشهر محمد صلاح لإظهار القوة ضد المخدرات.
وعن أخر ابداعاته الفنية كانت مشاركته ببعض من أعماله في فيلم "تحت تهديد السلاح" إخراج عمرو عرفة وإنتاج أحمد السبكي وبطولة حسن الرداد ومي عمر وشرين رضا وعمرو عبد الجليل وأحمد بدير الذي يذاع في الفترة القادمة.
لذا أطلق العنان لعقلك ولا تدعه يقف عند حد معين من التفكير والإبداع.