يمكن أن يوفر القمح الهندي خيارا أرخص لمصر، حيث تعد مصر أكبر مستورد للقمح، لكن سيتعين عليه، القمح الهندي، تخطي ضوابط الجودة التي وضعتها وزارة الزراعة المصرية بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن.
و اشترطت مصر ممثلة في الحجر الزراعي المصري التابع لوزارة الزراعة ضرورة استخدام مبيد فوسفيد الألومنيوم لتبخير شحنات القمح الواردة من دولة الهند بجرعات محددة .
ويعد فوسفيد الألومنيوم من المبيدات وهو مركب كيميائي يستخدم بشكل أساسي في مكافحة الحشرات، كما أنه مصدر لغاز الفوسفين ولكنه أحد المركبات المعروفة بسميتها العالية لذلك يجب الحذر عند التعامل معه واتباع الارشادات الصحيحة لتجنب الإصابة بالتسمم، ويستخدم فوسفيد اللومنيوم كمبيد للحشرات والقوارض، وكذلك في عمليات تبخير الحبوب.
ووضع الحجر الزراعي المصري عددا من الشروط والمواصفات قبل استيراد القمح الهندي، بشأن اشتراطات الصحة النباتية لاستيراد الأقماح من الهند فقد نص المنشور الموقع من رئيس الحجر الزراعي المصري الدكتور أحمد كمال العطار والموجه لرئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي على الآتي: "بناء على نتائج تحليل مخاطر الآفات لاستيراد القمح الهندي والمنتهية بإيفاد لجنة فنية إلى دولة الهند للاطلاع على نظم فحص الحبوب والتفتيش عليها وإجراءات الصحة النباتية المتبعة بالمنشأ الهندي وعلى تقرير اللجنة المعروض علينا تقرر الآتي: اعتماد المنشأ الهندي لاستيراد الأقماح وعليه يتم ادراجه ضمن قائمة المناشئ المعتمدة لاستيراد القمح.
ووضع الحجر الزراعي المصري عددا من الشروط لاستيراد القمح الهندي حيث نص المنشور على أنه: يشترط الحصول على إذن استيراد مسبق من الحجر الزراعي موضحا به الاشتراطات الفنية الآتية:
واشترط الحجر الزراعي المصري بخصوص معالجة الصحة النباتية على أنه يجب تبخير الشحنة بـ فوسفيد الألومنيوم فقط بجرعة 1.2 جم غاز/ م 3 قبل التصدير ويجب إرفاق شهادة التبخير بشهادة الصحة النباتية.
وتستعد مصر لاستقبال أول شحنات القمح الهندي خلال الفترة المقبلة للمرة الأولى بعد اعتماد الحجر الزراعي بوزارة الزراعة الهند كمنشأ جديد للاستيراد،
وأعلن السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، اعتماد دولة الهند كدولة منشأ لاستيراد القمح وفقا للتقرير الذي تلقاه من الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي المصري.
واشترط أيضا القرار على أنه يجب أن تكون الشحنة مصحوبة بشهادة الصحة النباتية وفقًا للمعيار الدولي لتدابير الصحة النباتية رقم 7 والمعيار الدولي رقم 12، وأن يذكر رقم تصريح الاستيراد في شهادة الصحة النباتية وفقًا للقرار الوزاري رقم 562/2019 والملحق رقم 8، ونص القرار على أنه يجب أن يتم التفتيش على الشحنة قبل التصدير ويتبين أنها خالية من الآفات المصرح بها في الملحق رقم 11 للقرار الوزاري رقم 562/2019.
مخاوف الجودة المرتبطة بمرض التفحم الفطري وأيضا الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية ألحقت الضرر في السابق بصادرات القمح الهندية، إذ تلقى بعض الموردين شكاوى قبل بضع سنوات، لكن التجار والمسؤولين الحكوميين في الهند قالوا إنهم لم يتلقوا أي شكاوى عند تصدير كميات كبيرة هذا العام إلى دول مثل بنجلادش وسريلانكا.
وقال التجار أيضا، إن تكاليف الشحن ستشكل تحديا للموردين الهنود، مضيفين أن أقل تكلفة شحن يوم الثلاثاء الماضي بلغت 70 دولارا للطن.
وقال راجيش باهاريا جين، وهو تاجر كبير مقيم في نيودلهي، إن تكلفة شحن القمح الهندي لمصر ستبلغ نحو 70 دولارا للطن مقابل 30-40 دولارا للطن للإمدادات من منطقة البحر الأسود .
وتم توقيع أحدث صفقات التصدير من الهند بما يتراوح بين 330 دولارا و335 دولارا للطن على أساس التسليم على ظهر السفينة، وهو أرخص بأكثر من 100 دولار من العروض الأوروبية التي اشترتها الهيئة العامة للسلع التموينية، مشتري الحبوب الحكومي في مصر، في أحدث مناقصة لها.
ويتخوف الدكتور سعيد خليل، المستشار الفني لوزارة الزراعة السابق ورئيس قسم زراعة الأنسجة ونقل الجينات بمركز البحوث الزراعية، من انتقال فطر الإرجوت الخطير إلى مصر عبر إحدى الشحنات الواردة من الهند، لافتا إلى أن القمح الهندي أقل في قيمة البروتين من القمح المصري ، حيث تصل نسبة القمح الهندي 10% فقط بينما القمح المصري نسبة البروتين به 17.6% بينما الأوكراني 12%، وتعد مخاطر انتقال فطر الإرجوت ليست خطيرة فقط على القمح بل هناك خطورة لانتقالها للمحاصيل النجيلية مثل الشعير والذرة الشامية والأرز.
وأكد خليل أن هناك أيضا الفطر الأسود وهو من الفطريات الخطيرة التي تصيب القمح، محذرا من انتقالها إلى مصر وهو موجود في الهند أيضا.
وتشريعات الحجر الزراعي المصري، الصادرة بالقرار الوزاري رقم 3007 لسنة 2001، في مادتها الأولى، تؤكد أنه لا يجوز إدخال النباتات والمنتجات الزراعية المصابة بإحدى الآفات غير الموجودة بجمهورية مصر العربية، والمدرجة بالجدول رقم 1 بهذا القرار إلى الأراضي المصرية، وجاء فطر الإرجوت الذى يصيب محاصيل القمح والشعير والذرة الشامية في قائمة الجدول.
ووفق عدد من خبراء الصحة يحتوي الإرجوت علي مركبات كيميائية تزيد من فرص الإصابة بعدد من أمراض الكلى وأمراض الكبد والتي تجعله يتكون في الجسم ويتراكم ما يزيد من فرص التسمم على المدى الطويل كما يؤدي الإرجوت إلي تضيق الأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم وعدم وصوله إلى معظم أعضاء الجسم.