أعلنت وزارة الزراعة المصرية، الأسبوع الماضي، أنها وافقت على الهند مصدرا لاستيراد القمح لكنها وضعت عدة شروط مثل التفتيش عن الآفات قبل التصدير واستخدام مبيد حشري معين فقط، وذلك حسب وثيقة من الوزارة.
تحديات عديدة تواجه تصدير القمح الهندي إلى مصر، منها تكاليف الشحن المرتفعة وانتشار عدد من الآفات غير المنتشرة في مصر حاليا، إذ أبدى عدد من الخبراء مخاوفهم من انتشار الفطريات الخطيرة وانتقالها إلى مصر عبر أي من الشحنات القادمة من دولة الهند، لكن وحسب الدكتور أحمد العطار، رئيس إدارة الحجر الزراعي المصري، فإن الموافقة على المنشأ لا تعني القبول بأي شيء، مضيفا أن هناك شروطا فنية وضعتها الإدارة.
ووفق عدد من خبراء الصحة يحتوي الإرجوت علي مركبات كيميائية تزيد من فرص الإصابة بعدد من أمراض الكلى وأمراض الكبد والتي تجعله يتكون في الجسم ويتراكم ما يزيد من فرص التسمم على المدى الطويل كما يؤدي الإرجوت إلي تضيق الأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم وعدم وصوله إلى معظم أعضاء الجسم.
وقالت الدكتورة منيرة محمد الفاتح، رئيس بحوث بمعهد بحوث وقاية النباتات بوزارة الزراعة، إن محصول القمح يتعرض كغيره من المحاصيل الاقتصادية إلى الإصابة بالآفات المختلفة سواء أكانت آفات حشرية أو حيوانية.
وتمثل مجموعة "آفات ما قبل الزراعة" كثير من أنواع حشرات المن التي تتخذ الحشائش كعائل بديل لتحافظ على حياتها لحين خروج بادرات المحصول الأساسي، كما الحال في حشرات من النجيليات التي تصيب بعض المحاصيل النجيلية الاقتصادية الهامة كمحصول القمح، والذي يتعرض للإصابة طوال فترة زراعته لهجمات مختلفة من أنواع عدة من حشرات المن والتي تتخذ من الحشائش النجيلية عوائل بديلة لحين ظهور بادرات القمح، ومن هذه الحشائش حشيشة الفرس والزمير والفلارس ورجل الحرباية وأبو ركبة، وغيرها من الحشائش النجيلية سواء الموسمية أو المعمرة.
ويمكن أن يوفر القمح الهندي خيارا أرخص لمصر، حيث تعد مصر أكبر مستورد للقمح، لكن سيتعين عليه، القمح الهندي، تخطي ضوابط الجودة التي وضعتها وزارة الزراعة المصرية بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن.
وأكد خليل أن هناك أيضا الفطر الأسود وهو من الفطريات الخطيرة التي تصيب القمح، محذرا من انتقالها إلى مصر وهو موجود في الهند أيضا.
وتشريعات الحجر الزراعى المصرى، الصادرة بالقرار الوزارى رقم 3007 لسنة 2001، فى مادتها الأولى، تؤكد أنه لا يجوز إدخال النباتات والمنتجات الزراعية المصابة بإحدى الآفات غير الموجودة بجمهورية مصر العربية، والمدرجة بالجدول رقم "1" بهذا القرار إلى الأراضى المصرية، وجاء فطر "الإرجوت" الذى يصيب محاصيل القمح والشعير والذرة الشامية فى قائمة الجدول.
مخاوف الجودة المرتبطة بمرض التفحم الفطري وأيضا الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية ألحقت الضرر في السابق بصادرات القمح الهندية، إذ تلقى بعض الموردين شكاوى قبل بضع سنوات، لكن التجار والمسؤولين الحكوميين في الهند قالوا إنهم لم يتلقوا أي شكاوى عند تصدير كميات كبيرة هذا العام إلى دول مثل بنجلادش وسريلانكا.
وقال راجيش باهاريا جين، وهو تاجر كبير مقيم في نيودلهي، إن تكلفة شحن القمح الهندي لمصر ستبلغ نحو 70 دولارا للطن مقابل 30-40 دولارا للطن للإمدادات من منطقة البحر الأسود.
وبلغت صادرات القمح الهندية 7.85 مليون طن في السنة المالية المنتهية، في أعلى مستوى على الإطلاق وتمثل زيادة حادة من 2.1 مليون طن في العام السابق.
واشترت مصر العام الماضي 80% من القمح، ورحب البلدان مصر والهند بأنباء إضافة الهند كمصدر معتمد من مصر للاستيراد، وتحاول الهند جني الأموال من فائض الإنتاج، وتتطلع مصر إلى أسعار أقل.
وتم توقيع أحدث صفقات التصدير من الهند بما يتراوح بين 330 دولارا و335 دولارا للطن على أساس التسليم على ظهر السفينة، وهو أرخص بأكثر من 100 دولار من العروض الأوروبية التي اشترتها الهيئة العامة للسلع التموينية، مشتري الحبوب الحكومي في مصر، في أحدث مناقصة لها.
وقال التجار أيضا، إن تكاليف الشحن ستشكل تحديا للموردين الهنود، مضيفين أن أقل تكلفة شحن يوم الثلاثاء الماضي بلغت 70 دولارا للطن.
وألغت الهيئة مناقصتين قبل أحدث عملية شراء الأسبوع الماضي، ولم تطرح الهيئة بعد مناقصة منذ الموافقة وليس واضحا ما إذا كانت ستضيف الهند كمنشأ في دفتر المناقصات التالي.
ويتخوف الدكتور سعيد خليل، المستشار الفنى لوزارة الزراعة السابق ورئيس قسم زراعة الأنسجة ونقل الجينات بمركز البحوث الزراعية، من انتقال فطر الإرجوت الخطير إلى مصر عبر إحدى الشحنات الواردة من الهند، لافتا إلى أن القمح الهندي أقل في قيمة البروتين من القمح المصري، حيث تصل نسبة القمح الهندي 10% فقط بينما القمح المصري نسبة البروتين به 17.6% وتعد مخاطر انتقال فطر الإرجوت ليست خطيرة فقط على القمح بل هناك خطورة لانتقالها للمحاصيل النجيلية مثل الشعير والذرة الشامية والأرز.