"حرامي غشيم".. قتل سائق سيارة وترك المسروقات في الشارع (تفاصيل)

الاحد 06 مارس 2022 | 07:58 مساءً
كتب : عمر يوسف

يحاول الكثير من الناس، توفير معيشة كريمة لهم ولأسرهم، فهناك من يعمل بجد واجتهاد من أجل توفير ذلك، ومنهم من يتبع الشيطان وطرقه، سعيا في توفير أكبر كم من الأموال في أقل وقت ممكن، وفي تلك القضية نجد مثالين غير متشابهين، فأحدهم حاول توفير المال لأسرته عن طريق العمل والجد لاكنه دفع حياته ثمنا، نتيجة لوجود آخر قبل أن يكون عبد لرغبات الشيطان، حيث قرر الكسب السريع على حساب حصد الأرواح، ليقوم هو الآخر بدفع حياته ثمنا لما قام به.

البداية:

دخل المتهم هاني محمد أحمد السيد السجن، لإتهامه في قضية ايصالات أمانة، متشائما كارها لما حوله، لا يقدر على العيش بشكل طبيعي، لما يمر به من أزمة مالية صعبة، ألقت به في السجن.

وسوسة الشيطان:

لظروف مادية صعبة أحاطت بالمتهم، هاني محمد السيد أحمد ، لم يستطع الخروج منها، كونه عاطلا وحال حبسه على ذمة إحدى القضايا، تعرف على أحد المتهمين المحبوسين، ودار بينهم حوارا حول تلك الظروف، وأثناء ذلك الحوار أشار ذلك المتهم عليهم بأن يقوم بسرقة إحدى سيارات الأجرة وإحضارها، لتزوير أوراقها كونه مختص في التزوير وبيعها، والتحصل على النقود المتحصلة من بيعها.

عقب خروج المتهم هاني محمد السيد من محبسه، شب شجارا بينه وبين والده، قام على إثرها والده بترده وزوجته من مسكنه، مما وضع المتهم تحت ضغوط نفسية ومادية عجز عن التوصل إلى حل لها، فظفرت في خاطره فكرة سرقة إحدى السيارات الأجرة، للخروج من تلك الأزمة الطاحنة.

وتوجه المتهم لتنفيذ ما اختمر في ذهنه فقام بشراء سلاح أبيض عبارة عن كتر، وهو من الأسلحة البيضاء الحادة، وتوجه إلى إحدى الشوارع بجوار قصر الصقافة ببور سعيد، وتصادف مرور المجني عليه فؤاد محمد عطية، قائد إحدى سيارات الأجرة، فأشار له المتهم وقام باستيقافه، طالبا منه توصيله إلى قرية المنصرة، لبعدها عن العمران وحتى يتمكن من ارتكاب ما انتوى عليه، وسرقة السيارة الأجرة، وبالوصول إلى وجهته، بقرية المنصرة، فوجئ المتهم بوجود ازدحام شديد، رغم أن الساعة تجاوزت الرابعة فجرا، فطلب المتهم من المجني عليه العودة إلى مدينة بور سعيد، وفي طريق العودة وعند قرية الفردوس، علم المتهم بإمكانية ارتكاب فعلته وسرقة السيارة لخلو الطريق، فطلب من المجني عليه التوقف بسيارته على جانب الطريق بحجة قضاء حاجاته، وهبط النتهم من السيارة وأخرج السلاح الأبيض، من بين طيات ملابسه، ثم عاد واستقل السيارة، وأشهر السلاح الأبيض في وجه المجني عليه سائق السيارة، مهددا إياه بالإيزاء طالبا منه ترك السيارة له والهبوط منها، إلا أن المجني عليه استطاع انتزاع السلاح الأبيض من يد المتهم، وتعدى عليه محدثا إصابته، فأصيب المتهم بحالة من الزعر، وقام بشد السلاح الأبيض من يد المجني عليه، وإستطاع إسترداده وضرب المجني عليه بالسلاح الأبيض في رقبته فأحدث إصابته التي أودت بحياته.

وعقب قيام المتهم بإحداث إصابة المجني عليه قام بجذبه خارج السيارة تمهيدا لسرقته، إلا أنه فوجئ بمرور إحدى سيارات النقل الصغير، فخشيا المتهم من افتضاح أمره، ففر من مكان ارتكاب الواقعة، بعد أن تحصل على مفاتيح السيارة والسلاح الأبيض، ونظرا لإرتباكه وخوفه، نسى هاتفه وفر داخل الزراعات بجانب الطريق، وتخلص من السلاح الأبيض ومفاتيح السيارة بإحدى الترع المائية، والحزاء الذي كان يرتديه بقدميه، وفر هاربا حتى استطاع التحصل على ملابس من إحدى الورش، والتخلص من ملابسه الملطخة بالدماء، والإختباء إلى أن تم القبض عليه وإحالته للنيابة العامة، واعترف بإرتكابه الواقعة تفصيلا حال سؤاله بالتحقيقات.

وبإحالته إلى محكمة جنايات بور سعيد، بتهمة قتل السائق، والشروع في سرقة السيارة الأجرة، وإحراز سلاح أبيض، قضت المحكمة برئاسة المستشار هاني مطاوع وعضوية المستشارين السعيد إسماعيل ومجدي شفيق وبحضور المستشار أنور فؤاد وكيل النائب العام، بمعاقبته بالسجن المؤبد، وبعرض طعن المتهم أمام محكمة النقد، أيدت الحكم المتقدم.