يعد الكاتب الصحفي الذي غاب عن عالمنا منذ قليل اليوم الأربعاء، من أبرز الصحفيين في مصر.
ولد "ياسر رزق"، يوم 12 من شهر يوليو عام1965، وكان من عائلة مصرية معروفة وغنية لحد ما، وهذا الأمر ساعده إلى السفر للولايات المتحدة الأمريكية لإكمال تعليمه وحصل على شهادة الدبلوم في إدارة وتشغيل مراكز المعلومات، ومن ثم عاد إلى جمهورية مصر العربية لاستكمال تعليمه الجامعي وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية.
وبدأ" ياسر رزق "عمله الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم القومية، لمدة 30 عامًا، وذلك منذ أن كان طالبًا في السنة الأولى بكلية الإعلام التي تخرج فيها عام 1986، حيث تنقل بين أقسام متعددة لصحيفة «الأخبار»، قبل أن يستقر على العمل محررا عسكريا، ثم مندوبًا للصحيفة في رئاسة الجمهورية، حتى 2005، وهو العام الذي شهد توليه، ولأول مرة، منصب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون الحكومية أيضًا.
ثم قضى" رزق"، 6 سنوات في إدارة شؤون المجلة الصادرة عن «ماسبيرو»، عاد «رزق» إلى مؤسسة أخبار اليوم مرة أخرى، لكن كرئيس لتحرير صحيفتها اليومية، وذلك في 18 يناير 2011، أي قبل نحو أسبوع من اندلاع ثورة «25 يناير»، ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك، واستمر في قيادة العمل بها بنجاح تمكن خلاله من رفع توزيعها، حتى تمت «الإطاحة» به من رئاسة تحريرها، على يد المجلس الأعلى للصحافة، الذي كان له صبغة «إخوانية»، آنذاك
ويروي الكاتب صبري غنيم، في مقال له منشور بـ«المصري اليوم» بتاريخ 17 فبراير 2011 أن ياسر رزق كان ممنوعا من دخول رئاسة الجمهورية أيام مبارك، فقد سحبوا منه بطاقة الدخول لمجرد أنهم تلقوا معلومة من جهاز أمن الدولة أنه «ضد النظام»، بحسب «غنيم»، بعد أن رفض التأييد في إرسال برقية للرئيس مبارك في أول اجتماع لمجلس نقابة الصحفيين بعد تشكيله الجديد في الانتخابات التي أصبح فيها مكرم محمد أحمد نقيبا للصحفيين.
وللمرة الأولى بعيدًا عن كنف الصحافة الحكومية، انتقل ياسر رزق إلى الصحافة الخاصة والمستقلة، بعد اختياره من قِبل مجلس أمناء مؤسسة «المصري اليوم» في 22 أغسطس 2012، رئيسًا لتحرير صحيفتها اليومية، ليستمر على مقعد رئاسة تحريرها لمدة سنة و3 أشهر، خلفًا لأسماء صحفية أخرى تولت ذات المنصب ومنهم، أنور الهواري، ومجدي الجلاد، حتى عاد «رزق»، لبيته مرة أخرى، لكن هذه المرة رئيسًا لمجلس إدارة «أخبار اليوم».
وجاءت أولى مقالات «رزق» في «المصري اليوم» تحت عنوان «الرئيس والمشير.. وصلاة مودّع» وتناول فيها كواليس إقصاء الرئيس المعزول محمد مرسي للمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق، ورئيس الأركان، سامي عنان، لتتوالى بعدها المقالات التي تقترب من كواليس المؤسسة العسكرية، ورجالها ومنها مقالات بعنوان «وما أدراك ما الجيش إذا غضب» ويسرد فيه وقائع ومعلومات لديه عن «غضب» الجيش وقياداته السابقة والحالية من تصرفات بحقهم في عهد الرئيس «الإخواني».
كان أول حوار مع القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي وبعد «ثورة 30 يونيو»، التي أزاحت حكم جماعة الإخوان المسلمين، كان هذا الانفراد من نصيب «رزق»، الذي تمكن خلاله وعبر 3 حلقات من كشف الكثير من الوقائع، التي سبقت عزل محمد مرسي في موجة غاضبة تحمل النقمة على الرئيس الإخواني وجماعته، بخلاف الكشف عن جوانب أخرى إنسانية في حياة «السيسي».
الحوار مع القائد العسكري لم يمر مرور الكرام، فبعد أيام من نشر الحوار الذي لاقى صدى واسعًا على مستوى العالم، زعمت شبكة «رصد» المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين امتلاكها تسريبات «غير منشورة» من الحوار، الأمر الذي واجهته «المصري اليوم» بمقاضاة الشبكة الإخوانية بتهمة «الفبركة».