أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء في بيان رسمي، اهتمامه برصد التقارير الدورية الصادرة عن مختلف الهيئات والجهات الدولية التي تصف وتحلل واقع المجالات والقطاعات المختلفة على كافة المستويات سواء المحلية أو الإقليمية أو العالمية، ومنها التقارير المختلفة المرتبطة بواقع العملية التعليمية.
وتابع أنه على الرغم من أن بعض الدول بادرت بإتاحة الفرص للتعلم عن بُعد، فقد كان هناك تفاوتًا كبيرًا في جودة هذه المبادرات ونطاق تغطيتها، وكانت على أفضل تقدير مجرد تعويض جزئي عن التعلم المباشر داخل الفصل الدراسي.
وذكر في هذا الإطار، أنه قام بمتابعة ورصد التقرير الصادر عن تعاون مشترك بين اليونسكو واليونيسف والبنك الدولي في ديسمبر 2021 تحت عنوان : “حالة التعليم في العالم: من الأزمة إلى التعافي”، والذي أشار إلى أن جائحة “كوفيد-19” تسببت في حدوث اضطرابات غير مسبوقة في العملية التعليمية على مستوى العالم، وأثرت بدرجة كبيرة على نواتج التعلم، بعد أن أدت إلى توقف الأنظمة التعليمية في مختلف أنحاء العالم، وأثر إغلاق المدارس على أكثر من 1.6 مليار طالب.
وتابع بيان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أنه بعد مضي 21 شهرًا على بداية الجائحة، فإن العديد من المدارس لا تزال مغلقة أمام العديد من الأطفال حول العالم، وأصبح ملايين آخرون معرضون لخطر عدم العودة مرة أخرى إلى التعليم، حيث يعيش أكثر من 200 مليون متعلم في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط غير مستعدين للتعلم عن بعد أثناء إغلاق المدارس في حالات الطوارئ.
وبحسب التقرير، فإنه حتى الآن تم تخصيص أقل من 3% من حزم التحفيز الحكومية للتعليم، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من التمويل من أجل التعافي الفوري للتعلم، كما أوصى بإعادة فتح المدارس.
وتمت الإشارة إلى أنه يجب أن تظل إعادة فتحها وانتظام العملية التعليمية بها أولوية قصوى وعاجلة على مستوى العالم، لوقف خسائر التعلم وعكس مسارها، ويجب على الدول وضع برامج استعادة التعلم، بهدف ضمان حصول الطلاب من هذا الجيل على نفس الكفاءات على الأقل من الجيل السابق.
وتناول التقرير الآثار السلبية لإغلاق المدارس بخلاف التعلم، وذكر أن صحة الأطفال وسلامتهم تعرضت للخطر مع ازدياد تعرضهم للعنف الأسري وعمالة الأطفال، فأثناء إغلاق المدارس، حُرم أكثر من 370 مليون طفل على مستوى العالم من الحصول على الوجبات المدرسية، وفقد بعض الأطفال المصدر الوحيد المنتظم للتغذية اليومية، وأدى إغلاق المدارس إلى تعرض ما يقدر بنحو 10 ملايين فتاة لخطر الزواج المبكر في العقد القادم.
وأشار التقرير إلى أن الجائحة فاقمت أوجه عدم المساواة في التعليم، حيث استمر الإغلاق الكلي والجزئي لمدة 224 يومًا في المتوسط، وفي الدول منخفضة ومتوسطة الدخل استمر إغلاق المدارس لمدة أطول مقارنة بالدول مرتفعة الدخل.
وتلقى المعلمون في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل دعمًا محدودًا لتطويرهم المهني من أجل الانتقال إلى التعلم عن بعد، إضافة إلى ضعف قدرة الأطفال على الاستفادة من التعلم عن بعد بسبب ضعف الحصول على الكهرباء والوصول إلى شبكة الإنترنت.
وأضاف أن الجيل الحالي من الطلاب معرض لخطر فقدان ما قيمته 17 تريليون دولار من دخولهم مدى الحياة بسبب إغلاقات المدارس، وفي الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، من المحتمل أن تزداد نسبة الأطفال الذين يعانون من فقر التعلم بمقدار 14 نقطة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.