ذكرت فصائل مسلحة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، الثلاثاء، أن دمشق حشدت مزيدا من القوات في ريف إدلب الجنوبي، في خطوة ربما تكون تمهيدا لتصعيد كبير في المحافظة.
وذكر قيادي في فصيل مسلح موال لتركيا في إدلب أن القوات الحكومية السورية والمجموعات الموالية لها دفعت بحشود كبيرة صوب مناطق محافظتي إدلب وريف حلب المجاور، حيث مواقع خطوط التماس مع فصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مناطق مجاورة.
وقال القيادي، بحسب ما أورد موقع "أحوال" المتخصص في الشؤون التركية إن دمشق تسعى لتصعيد كبير في عدة مناطق من بعد نجاح الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية الشهر الماضي.
وأوضح أن قوات حكومية معززة بدبابات ومدفعية وصلت إلى خطوط التماس ربما للضغط على تركيا وكذلك قوات "قسد" بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة منبج.
وفي المقابل، ذكرت وسائل إعلام تركية أن الجيش التركي سارع إلى تعزيز قواته المنتشرة في مناطق عدة في إدلب، لمواجهة خروقات الجيش السوري المتزايدة في الآونة الأخيرة من خلال القصف المدفعي ومحاولات التسلل.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه رصد قصف كثيفا من جانب قوات الجيش السوري استهدف مناطق متفرقة في جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي.
وقال إن الجيش السوري أطلق أكثر من 100 قذيفة صاروخية، الاثنين، على هذه المناطق مما أدى إلى سقوط قتيلين على الأقل.
وإدلب هي آخر معاقل الفصائل المسلحة في سوريا، بعدما خسرت الغالبية العظمى من مواقعها في وسط وجنوبي البلاد، منذ الحرب الأهلية المندلعة منذ 2011.
وتسيطر على معظم محافظة إدلب جبهة النصرة الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وتتصارع مع فصائل أخرى مسلحة هناك.
وتكرر الحديث منذ سنوات عن احتمال وقوع "معركة إدلب الكبرى"، التي تسعى دمشق من خلالها إلى استعادة السيطرة على هذه المحافظة وطرد الفصائل المتطرفة منها، ولا سيما المرتبطة بتركيا.
لكن المحادثات بين روسيا وتركيا كانت تؤدي إلى تفادي هذا الهجوم منذ خضوع إدلب إلى اتفاق "خفض التصعيد" في 2017.