"مواقف أثبتت بطولته".. أسرة الشهيد عمرو صلاح ضابط العمليات الخاصة: نداء الواجب كان هدفه الرئيسي

الاحد 30 مايو 2021 | 09:58 مساءً
كتب : دينا سليمان

-قصة حياة شهيد شارك في جميع العمليات القتالية ضد الإرهاب

-«كلمي عمرو».. حكاية جملة ترددت على لسان الجميع بسبب رجولة الشهيد

«كلمي عمرو».. كلمة كانت تتردد على لسان أصدقاء وجيران شخص سجل اسمه بماء الذهب في قلوب أهله وأصدقائه وجيرانه، بسبب رجولته وشهامته فهو لم يكن السند والعون والقوة لوالده ووالدته وشقيقه الأكبر منه فقط، ولكنه كان هكذا مع الجميع في حالة سفر أحد من جيرانه كان يطلب من أهله الاعتماد على «عمرو»، وهكذا زملاءه المتزوجين كانوا لا يطلبون من أهاليهم قضاء متطالبات زوجاتهم وأبنائهم بل الاعتماد على «عمرو».. وهو ما يجعلنا نتسأل من هذا الشخص الذي يحمل كافة صفات الرجولة والشهامة؟

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

إنه الشهيد البطل النقيب عمرو صلاح، ضابط العمليات الخاصة بقطاع سلامة، أحد شهداء عملية الواحات التي وقعت يوم الـ20 من شهر أكتوبر 2017، التي استشهد فيها 16 ضابط وجندي، وأصيب 13 آخرين.

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

روت والدة الشهيد في لقاء خاص مع «بلدنا اليوم» أن نجلها البطل من الضباط الذين شاركوا في كافة العمليات القتالية ضد الإرهابيين والمخربين من عام 2010 حتى يوم الاستشهاد في 2017 ومن أبرزهم (فض اعتصام رابعة، والعمليات القتالية في الإسماعيلية للقبض على الإرهابي هشام عشماوي، وعمليات الصعيد، وأحداث جامع الفتح، وواقعة قسم الأزبكية) وغيرهم الكثير من العمليات، فكان نجلها يتلقى التكريم على اللاسلكي أمام كل زملائه من اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية آنذاك، على بطولاته.

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

عاشق التضحية

وذكرت «والدة الشهيد» أنه كان ينام غامض العينان فقط ولكن ذهنه مستيقظ بسبب عمله مجرد يتم النداء عليه «ياعمرو» في لحظة يستيقظ ويلبي نداء قائده بالذهاب لعمله، كان يعشق عمله لدرجة كبيرة جدًا، متابعة: «دائمًا كنا في قلق دائم عليه بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد».

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

وبسؤال الأم التي رنين بكاها ألم قلبي عن أخر لقاء بينهما قبل استشهاده، فذكرت أن أخر لقاء بينهما كان يوم الأربعاء قبل نزوله لعمله أخطرته إنها سوف تذهب لزيارة شقيقه في أكتوبر، فطلب منها أن تنتظر حتى ينزل لشراء الحلوى لأبناء شقيقه وبعدها تركها وذهب للقطاع.

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

صدمة

ومن يوم الأربعاء لم تعلم عنه شيء سوى يوم الجمعة عندما قررت زوجة شقيقه اصطحابها والعودة إلى منزلهم بدون أن تذكر لها السبب، وعند دخولها لشارع منزلهم الكائن بشارع الحجاز في مصر الجديدة الذي أغلبه أصدقاء للشهيد، وجدت الجيران جميعهم أمام المنزل ولا تعلم سبب تلك التجمعات، ورفض الجميع صعودها للمنزل وقرروا أن تذهب لمنزل شقيقتها التي كانت تسكن بجوارها.

تلك التصرفات التي جعلت قلب الأم يستشعر إشارات مسيطر عليها القلق والخوف، وهذا ما جعلها تسأل «هو عمرو حصله حاجة» وكان الرد بالنفي لتهدئتها ولكن أخبروها أنه يوجد عملية في الواحات ولكن لم يوجد أخبار مؤكدة، وظلت الأم التي امتلاء قلبها الرعب على فلذة كبدها في حيرة كبيرة حتى جاءت الصاعقة التي أودت بها لتكن مريضة على سرير أحد المستشفيات مصابة بذبحة صدرية.

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

وصية الشهيد

لحظة صمت وبكاء بصوت موجوع قالت: «عمرو كان في طريقه للاارتباط وكان بيشطب شقته، ولكن الموت خطفه، ابني كتب ورقة ولزقها في غرفته في القطاع ودون عليها عبارة (الشهيد عمرو صلاح) وتارك وصيته تحت المخدة أيضا في عمله، يوصيني أننا نتحمل صدمة فراقه لأنه رأى مكانه في الجنة وسط زملائه الذين استشهدوا قبله».

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

بدموع الحسرة والألم قالت الأم الملكومة: «ابني كان حاسس أنه هيستشهد، وأنا عمري ما تخيلت إن قلبي هيتوجع بفراقه، ابني كان إنشان جميل كل الناس كانت بتحبه، كان بار بينا نعمة من نعم ربنا علينا اللي اتحرمنا منها، حب عمرو جعل زملائه يأتون إلينا بسيارة كبيرة محملة كراتين تحمل اسم الشهيد تحت المنزل وطلبوا من والده أن تشاركهم في توزيعها صدقة على روح الشهيد في أول رمضان، ورغم فراق البطل من 4 سنوات إلا أن كل جيرانه وزملائه على تواصل دائم بهم».

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

أمنية أم البطل

وفي ختام اللقاء مع «أم البطل» سألتها عن أمنيتها؟ لتجيب بإن أمام منزلهم بمنطقة مصر الجديدة «كوبري» تريد هي وأهالي المنطقة أن يطلق اسم الشهيد عمرو صلاح عليه تخليدًا لذكراه.

والتقط أطراف الحديث والد الشهيد الذي ذكر إنه كان يتمنى التواصل مع زملاء البطل لسماع من هو عمرو صلاح، الذي يحبه الجميع، مشيرًا إلى الجائزة التي تلقاها من الفنان أحمد عز، عن فيلم الخلية الذي قام فيه الشهيد بتدريب الفنان.

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

الأب المكلوم

واستكمل حديثه قائلًا: «ابني مات ولم استطيع سوى قول الحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وأن وقفت على غسل ابني لوداعه لمثواه الأخير».

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

رحل جثمان الشهيد عمرو صلاح ولكن مازالت ذكراه العطرة تذكر على لسان والده ووالدته واهله وأقاربه وزملائه وجيرانه، فقد نجح هذا البطل أن يسجل اسمه في تاريخ أبطال وشهداء من ضحوا بأرواحهم فداء هذا الوطن، وجاء مسلسل الأختيار2 ليوثق هذا بعمل درامي يسلط فيه الضوء على الشهيد البطل.

حوار شهيد الواحات عمرو صلاح

- اقرأ ايضا.."بلدنا اليوم" تحاور أسرة أول شهيد في اعتصام رابعة بعد تجسيد بطولته في "الاختيار 2"

اقرأ أيضا