التقى المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، فيما وصل رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة لطبرق.
وجرى اللقاء في مقر إقامة المشير بمدينة بنغازي شرقي ليبيا، حيث تناول سبل توحيد المؤسسة العسكرية، واتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر الماضي.
وطبقا لوسائل الاعلام الليبية فأشارت الي ان اللقاء يأتي بعد ساعات معدودة من لقاء كوبيش ومنسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ريزدون زينينغا، ومنسقة الشؤون الإنسانية جورجيت غانيون، ووزير الدفاع في حكومة "الوفاق" صلاح النمروش، وكبار المسؤولين بوزارة الدفاع في العاصمة طرابلس، بحسب بيان للبعثة الأممية اطلعت عليه "العين الإخبارية".
ووفق البيان فإن الطرفين ناقشا الوضع الأمني في البلاد، وسبل تسريع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ودعم الجهود المستمرة للجنة العسكرية المشتركة "5+5" كما تناولا سبل التعاون نحو توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، ودعم الأمم المتحدة لجهود إصلاح قطاع الأمن ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج.
وتُشير جميع التحركات السياسية التي يقوم بها المشير بأنه يبحث عن مواضع قوى وإرتكاز لضمان موقعه وإستمرار دعمه شعبياً من قبل الموالين له في الشرق الليبي. فبعد تعاون حليفه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح للمحور المعادي لحفتر ألا وهم ممثلو الإخوان المسلمين في منتدى الحوار الوطني الذي تمخض عنه تشكيل حكومة انتقالية لحين حلول موعد الانتخابات في نهاية العام، وخسارته لمعركة الكرامة، وإتساع نفوذ تركيا في ليبيا، وتخلي بعض الأصدقاء عنه، أصبح مستقبله مهدداً بالعزلة السياسية.
وبالنسبة للدول الخارجية التي تتحالف مع حفتر، فإنها لن تستطيع ضمان الدعم المستمر له. حيث أنها تتعرض للضغوط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ولا تحرك ساكناً إلا بعد نيل رضا العم سام. والتصرفات الأخيرة للإمارات العربية المتحدة تعدّ دليلاً على هذا الكلام، فالحليف الإماراتي بدأ بالتراجع في مواقفه ودعمه المادي لحفتر بعد تأرجح علاقة الأخير بالولايات المتحدة الأمريكية، وعدم وضوح السياسة الأمريكية بقيادة رئيسها الجديد بايدن تجاه ليبيا.
ويترقب الكثيرون موقف مصر الداعم الكبير لحفتر حذو الإمارات وإن استقبال القاهرة الخميس رئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد الدبيبة في أول زيارة رسمية له خارج ليبيا،وتؤكد على أن المشهد السياسي يُعيد تشكيل نفسه بأسماء جديدة.
بالعودة لتحركات المشير السياسية ولقاءاته الأخيرة فإنها ربما تُطيل من مدة بقائه على رأس الهرم في الشرق الليبي، وتعزيز علاقاته مع حلفائه الفعليين الموجودين على الأراضي الليبية، والحديث يدور هنا عن قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر، والدعم السياسي الذي تبذله الجهات الرسمية الروسية لضمان السلم الأهلي ومكافحة الإرهاب في ليبيا.
وما يدور في الأوساط غير السياسية عن تجمعات وتحشيدات للميليشيات المتمركزة في الغرب الليبي يدعو للقلق الشديد، خصوصاً بعدما وجد المقاتلون أنفسهم بدون تمويل من حكومة طرابلس، وأصبحوا مستائين من وضعهم المتأرجح. وهناك تكهنات بأنهم ينوون مهاجمة مواقع الجيش الوطني الليبي بمجرد أن تسنح لهم الفرصة بذلك.
يؤكد الخبراء بأن الفرصة ستسنح للميليشيات بتوسيع رقعة تواجدهم بمجرد أن يغادر الروس ليبيا، فالموارد الموجودة في الشرق الليبي وآبار النفط التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي ستكون هدفاً أساسياً لقادة الميليشيات، وبدون وجود العناصر الروسية المدربة بشكل خاص على أنماط حرب العصابات والدعم والتسليح الذي يجلبونه معهم الى ليبيا لن يستطيع الجيش المقاومة، ليس لقوة الميليشيات وإنما للدعم التركي الهائل المقدم لها.
وبكل الأحوال، فإن الحرب المشتعلة من جديد تشكل خطراً جسيماً على عامة الشعب الليبي من المدنيين، فلاتزال صور الدمار والحرب والخراب والقتل والمذابح الجماعية، راسخة في أذهان الكثير من الليبيين، ولا يريد أحد تكرار التجارب المرّة. والأمل الوحيد يبقى في مقدرة الجيش الوطني الليبي في الحفاظ على الأمن وبقاء قيادته واعية وحريصة على السلم وقوية قادرة على مجابهة المؤامرات والمخططات مع حلفائها الحقيقيين.
ألمانيا تكشف طريقة القضاء على فيروس كورونا