تستكمل منصة "ميدان" مخطط العداء الذي تنفذه قناة الجزيرة القطرية ضد مصر، إذ نشرت فيديو عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، اليوم السبت، تضمن العديد من الأكاذيب حول السعي المصري للحفاظ على ثرواته إقليميا.
وحاولت المنصة القطرية التشكيك في جدوى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي أجراها إلى فرنسا مطلع شهر ديسمبر الجاري، بعد أن نظم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استقبالا حافلا له، وظهرت مدى قوة التحالف بين باريس والقاهرة.
أهمية زيارة السيسي إلى فرنسا:
وتأتي أكاذيب «ميدان» حول أهمية زيارة الرئيس السيسي إلى باريس، بعد ما سببته من رعب لدى تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي يخشى الخطوات الفرنسية التي بدأت لاقتلاع جذوره هناك، وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أصبح معزولا، كما أجهض ذلك التحالف محاولاته للاستيلاء على الثروات النفطية في شرق المتوسط.
ومثلت زيارة الرئيس السيسي إلى باريس أهمية قصوى في دوائر المصالح المشتركة بين مصر وفرنسا، في عدة ملفات، أبرزها ليبيا وشرق المتوسط ومكافحة الإرهاب.
خروج تركيا من ليبيا:
وهناك اتفاق كامل بين مصر وفرنسا على مبادئ تسوية الصراع الليبي، والسعي للتخلص من الوجود التركي هناك، مع السعي لإدانة أنقرة لنقلها المرتزقة والإرهابيين إلى هناك، خاصة مع عودة أجواء التوتر مرة أخرى بالتحركات العسكرية للعناصر الموالية لتركيا، والتي تصدى لها الجيش الليبي أمس، وعودة الخلافات على توزيع عوائد النفط.
ونظرًا لما سببته نتائج الزيارة، وقوة التحالف بين مصر وفرنسا، من غضب شديد لدى أنقرة، فمن المتوقع أن تحاول الأخيرة تسخين الساحة الليبية، بأن تشهد تحركات عسكرية في اتجاه خط «سرت الجفرة» رغبة في تجاوز الخط الأحمر الذي أعلنته مصر من قبل، ردا على الزيارة ودلالاتها.
وقف أطماع أنقرة في شرق المتوسط:
وركزت زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا على موقف الأخيرة بشكل خاصة، وأوروبا عامة، تجاه شرق المتوسط، خاصةً أن هناك أطراف أوروبية أساسية منخرطة بدرجة كبيرة في منظمة غاز شرق المتوسط، أي تتفاهم تماما مع مصر، وتعارض بشكل كامل التحركات التركية الاستفزازية والعدائية هناك، والتي تتأذى منها اليونان بالدرجة الأولى.
وتعمل زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا على تسريع اكتمال عضوية فرنسا في منظمة غاز شرق المتوسط، ونقلها من صفة المراقب إلى العضوية الكاملة مثل إيطاليا، وهو ما قد يجبر تركيا على محاولة فتح قنوات اتصال مع اليونان مرة أخرى بوساطة أممية لتهدثة الموقف الأوروبي نحوها.
دحر تنظيم الإخوان الإرهابي:
ولعل ما قلق تنظيم الإرهابي، وتركيا، هو توقيت زيارة الرئيس السيسي إلى باريس، والذي جاء بالتزامن مه بدء فرنسا، منذ فترة قريبة، جهودا مكثفة لمكافحة الارهاب المتستر خلف الجمعيات الأهلية والمنابر الدينية التابعة للإخوان، وغيرهم من جماعات الاسلام السياسي، خاصةً أن باريس أدركت الانذار الذي أطلقته القاهرة من قبل.
وانخرطت فرنسا بشكل كامل مع التوجه المصري في محاربة الإرهاب، ومن ثم فهي تحتاج إلى الخبرة المصرية في جهود المواجهة مع هذا النمط من الإرهاب الأسود، وظهر هذا في طلب ماكرون إشراف الأزهر على مواجهة المتطرفين لديها.
ومن المتوقع أن تشهد أوروبا، وتحديدا فرنسا، هجوما من جمعيات حقوق الانسان، أكثر شراسة من الوقت الحالي، وربما تشهد أيضًا بعض العمليات الإرهابية داخلها أو ضد مصالحها في الخارج، خاصةً في أفريقيا.
تأكيد الدور الرئيسي لمصر يستفز قطر وتركيا
وأكدت تلك الزيارة على ارتفاع مكانة مصر الاقليمية وأهمية دورها المحوري في مواجهة قضايا المنطقة، والترجيح الأوروبي لمصر كقوة إقليمية مؤثرة في مواجهة تركيا، التي تعد خصم اقليمي مباشر لمصر.
وتؤدي تلك الدلالات إلى إدراك الإدارة الأمريكية الجديدة لأهمية الدور المصري وقدرتها على تهدئة المنطقة، وهو ما يقوض مساعي تنظيم الإخوان الإرهابي، لاستعداء إدارة البيت الأبيض الجديدة ضد مصر.
ونجحت زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا بشكل واضح، خاصةً أنها استفزت العديد من الدول التي تسعى للنيل من الدولة المصرية، وأبرز تلك الدول التي أغضبتها الزيارة هما تركيا وقطر، خاصةً أنهما أدرما التقارب المصري الأوروبي، بل والدول الغربية كافة، وهو ما قد يدفع تركيا أيضًا إلى إيجاد مساحة للتفاهم مع روسيا في شرق اللتوسط، للحد من فرص التباعد الأوروبي عنها.
قرار عاجل من الإمارات بشأن احتفالات رأس السنة