قالت الدكتورة أميرة تواضروس مدير المركز الديموغرافي التابع لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن الاستراتيجية القومية للسكان تهدف إلى إدارة ملف السكان وليس تنظيم الأسرة فقط، لتحسين جودة حياة المواطن من خلال العمل على هدفين، وهما ضبط النمو السكاني ورفع الخصائص السكانية.
وأضافت تواضروس خلال حواره ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، الذي يعرض عبر القناة الأولى، الفضائية المصرية، وon ، وتقدمه الإعلامية هدير أبو زيد، أن أساس الاستراتيجية وأساس عمل الوزارة هو الارتقاء بحياة المواطن، من خلال التحقيق التنمية الحقيقية، لكن هذا الأمر سيكون صعبا جدًا في ظل الزيادة السكانية إذا ما استمرت مصر بنفس المعدل.
وتابعت: "تعداد مصر 100 مليون نسمة تقريبًا، وإذا استمرينا على نفس المعدل حتى عام 2030 سنصبح 130 مليون نسمة، وبحلول عام سنصبح 194 مليون نسمة في عام 2050، لكننا إذا ضبطنا عملية النمو السكاني سنصل إلى 150 مليون نسمة بحلول 2050، أي أن الفارق بين الرقمين يحتاج إلى إنفاق تريليونات الجنيهات من أجل تحقيق التنمية وهو أمر صعب جدًا على موارد الدولة".
وأشارت، إلى أن الاستراتيجية تعالج بعض المحاور، منها الجزء الخدمي المرتبط بالعيادات الصحية إذ تحتوي وزارة الصحة على 5400 وحدة على مستوى الجمهورية، وتهدف الاستراتيجية إلى ميكنة الوحدات وربطها بقاعدة بيانات واحدة للوصول إلى كل سيدة تحتاج إلى الخدمات الصحية: "المسح الصحي يعرفنا خصائص كل محافظة وقرية وشياخة ومركز ويمكننا من الوصول إلى الأسر التي تريد عمل تنظيم الأسرة".
وواصلت: "لدينا محور خدمي ويخص توفير وسائل تنظيم الأسرة بالمجان بعدما كانت بأسعار رمزية، والمحور الثالث وهو مرتبط بالوعي، ففي بعض الأحيان يجرى إتاحة الخدمات لكن المواطنون لا يتفاعلون بسبب الموروثات الثقافية مثل العيل بيجي برزقه والعيال عزوة، وتعتبر محافظات الصعيد هي الأعلى في معدلات المواليد".
وشددت تواضروس، على أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة، إذ تستهدف الاستراتيجية المرأة من الفئة العمرية "18 إلى 45 عاما"، لمنحها الاستقلالية المادية، وجعلها أكثر قدرة على إدارة حياتها: "لما الست بتجيب دخل مش هتبقى فاضية تخلف وتربي عدد كبير ومش هيبقى عندها وقت، وهتخرج بره البيت يوميًا وفي يديها فلوس بيفرق معاها ماديا ونفسيا ومعنويًا، كمان الراجل بيتعود إنها جزء من دخل البيت".
وحول تجربة بنجلاديش في تنظيم الأسرة، قالت، إنه تم عمل تجربة على ربط العمل بهذه الفئة العمرية من السيدات من خلال تمكينهن اقتصاديا عبر تخصيص مصانع لهن، إذ جرى توفير حضانات لهن لرعاية أولادهن، كما حصلن على بعض الرسائل الثقافية في الراحة: "كانت تجربة متكاملة وتأثيرها كان رائعًا وسنستفيد من هذه التجربة بشكل ما في مصر".