علق الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية قائلا، بأن هروب الفتيات من المنازل ليست ظاهرة جديدة، بل هي ظاهرة قديمة ولكنها كنت غير متكررة، وكنت تلك الظاهرة مقصرة فقط على الفتيات التي تترعرع في بيئات المستوي المنخفضة من المعيشة، وكنت الفتيات تقوم بالهروب بهدف أن تحظي بمستوى أرقي من التى نشئت فيه كما أنها كنت تبحث عن تحقيق حلمها و ذاتها وتحقيق الأموال والشهرة، وكنت تلك الظاهرة منتشرة في البيئات الريفية أكثر من البيئات الحضرية، و تم تجسيد الكثير من المشاهد في السينما المصرية كـ فتاة تقف أمام القطار و تبدأ في تخيلات لشكل حياتها عندما تهرب من المنزل.
واستكمل" هندي" قائلا، مع تطور العصر بدأ مفهوم الهروب يأخد أشكال وأسباب ودوافع أخرى وأبرزها حاليا هي الهروب من المنزل بسبب الخلافات الأسرية و عدم الشعور بالأمانة مع الأهالي وفقدان الثقة بالنفس بسبب كثرة العتاب بين الأبناء والأباء والأمهات، ومع كثرة تلك المشاكل و التراكمات تبدأ الفتيات فى التفكير بالهروب، مشيرا إلي أن تلك القرار ليس قرار لحظى أنما هو قرار تراكمى بسبب التعرض للكثير من المشاكل والضغط على نفسية الأبناء، ويعتقد الكثير من الفتيات أن الهروب هو الحل للتخلص من جميع المشاكل والضغط النفسي الموجودة في البيت.
وتابع " هندي"، و يعد أبرز الأسباب التى تجعل الفتيات تفكر في الهروب من منازلهن، هو ممارسة العنف كـ الضرب المبرح أو السب و القذف والتنصت عليها في جميع أمور حياتها و عدم ترك المساحة الكفاية لممارسة حياتها الطبيعة، كل هذه العوامل تجعل الفتاة تبدأ التفكر البحث عن شريك و طرف أخر تشعر معاه بالأمان العاطفي و الحب و الأحتواء التى فقدته منذ ولادتها، وفي هذه الحالة لا يمكننا أبدا أن نلوم الفتاة لأن تعد الضحية.
وأضاف " هندي"، مع تطور العصر انعدمت الراقبة لدى الأباء و الأمهات لـ أبنائهم، وأصبح دورهم يقتصر فقط على متابعهم وهم يمارسون حياتهم دون الدخول فيها أو التعديل عليها، وأصبح السويشال ميديا هو المعلم الأول لـ الأبناء و الفتيات، لذلك نرى بعض الفتيات الصغار يقومون بنشر فيديوهات خادشة للحياء و لا يعلمون مدى خطورتها لأنهم لأ يجدون من يقول ليهم الصح من الخطأ وغرس القيم والأخلاق منذ نشأتهم، وموخرا تم القبض على الكثير من تلك الفتيات، مشيرا إلي أنه يرى أن القبض على تلك الفتيات ما هو إلا مؤشر انذار لـ الأباء والأمهات.
وأضاف"هندي"، لا شك أن هناك أعمال كثيرة جسدتها السينما المصرية افتراضية وغير موجودة، فهناك بعض الأعمال كونا نرى طفل يشبر سجائر هو في سن صغير أو يحمل"مطواة" أو ينظر على فتاة تمشي في الشارع، فكل تلك المشاهد بالطبع تترك أثارا سلبيا في نفوس الأطفال و تجعلهم يقومون بتنقذيها وتقليد تلك المشاهد فيما بعد اعتقادا منهم بأنها صح وليست خطأ وأن فعلها لا يسبب لهم أى ضرر، مشيرا إلي أنه كان وقت من الأوقات ظهر فيه فنان بقص شعر مميزة لنرى بعد الأيام تقليد معظم الأطفال و الشباب في العديد من المحافظات، مما يؤكد أن أيضا السينما و الأعمال الدرامية تلعب دورا في تربية و نشأة الأطفال، ولكن يجب على الأهالى أن تكون واعية بما يحدث و ان تنتبه للأطفال حتى لا يقعون في تلك الأخطاء.
واختتم "هندي"، بتقديم نصيحة لـ الأهالي، وهي بأن الأباء و الأمهات يجب أن يستغلون حوداث ظاهرة الهروب المنتشرة في تلك الأيام، ومناقشة تلك الحوداث مع الأبناء أخبرهم بمخاطر التى سوف تحيط بيهم عند الهروب، مشيرا إلي أنه يجب على الأعلام تسليط الضوء على تلك الحوادث ومعرفة أسباب هروب الفتيات من المنازل، وحث الأهالى على التحدث مع الأبناء بالين و الرفق وليس بالعنف، وأحث على أنه حتى الفتيات التى هربت من منازلهن لا يجب وصفهم بانهن جلبن العار للعائلة، ولكن يجب التعامل معهم والتحدث معهم برفق عند عودتهم مرة أخرى إلي منزلهن.
العلماء يوضحون الأسباب وراء ارتفاع الإصابة بمرض السكر في عهد كورونا
مسن يعزف لزوجته المريضة بكورونا تحت المستشفى