تعرضت مدينة هندية إلى غزو مخيف من آلاف القردة، التي شنت على مدار أسابيع هجمات متكررة على السكان والمزراع، بعد أن فشلت كل المحاولات لوقف زحفها.
وتحدث قرود المكاك الجائعة في شيملا عاصمة ولاية هيماتشيل براديش شمالي الهند، فوضى عارمة، بالمدينة التي تعد مقصدا سياحيا مهما بسبب اعتدال جوها صيفا لوقوعها قرب منطقة جبال الهيمالايا.
وبدأ انتشار القردة في المدينة مع فترة الإغلاق التي قررتها الحكومة إبان انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أن تكاثرها بأعداد كبيرة ومهاجمتها للسكان جعل السيطرة عليها أمرا مرهقا، وفق "فرانس برس".
وقالت سيدة تدعى ناند لال (46 عاما) إنها تعرضت لهجوم من قرد أدى إلى إصابتها بجروح، تطلبت حصولها على حقن مضادة لداء الكلب.
وأوضحت: "مررت بمجموعة من القرود عندما هاجمني زعيمهم فجأة وتبعه 3 آخرون. لحسن الحظ تمكنت من التقاط عصا ومواجهتهم. تلقيت كدمات في وجهي ورأسي وكنت أنزف من عضة في ظهري".
كما قال القاضي المتقاعد كولديب تشاند سود، إن "السكان خائفون للغاية ولا يعرفون ماذا يفعلون" في مواجهة الحيوانات، كاشفا عن عضة قرد في ساقه تعرض لها أثناء جلوسه في شرفة منزله.
وذكر: "كنت أتصفح كتابي عندما هاجمني قرد كبير فجأة وعضني".
ولجأ العديد من سكان المدينة إلى تركيب الألواح الحديدية على الشرفات والنوافذ لمنع دخول "الغزاة"، الذين يقتحمون المنازل أحيانا بحثا عن الطعام، ويعرفون حتى كيفية فتح الثلاجات.
وقالت راجيش شارما مسؤول الحياة البرية في حكومة شيملا، إن صناديق القمامة المليئة ببقايا الأطعمة تجذب الحيوانات، مشيرة إلى أن تحسين عملية جمع القمامة يصعّب مهمة القرود.
وتابعت: "عادات القردة واحدة. تحاول انتزاع أي شيء من يد أي شخص. وإذا لم تجد معه شيئا فإنها تحاول عضه".
وحتى السياح في معبد جاخو، الذي يضم أحد أكبر التماثيل للإله القرد هانومان في الهند، تعرضوا للسرقة، حيث فقد بعضهم نظارات وأشياء أخرى.
وتقدر الخسائر المادية لهجمات القرود في أنحاء ولاية هيماتشيل براديش سنويا بملايين الدولارات، بين مفقودات وإتلافات.
وأدى الغزو بالسكان والمزارعين إلى محاولة التخلص من القردة، حتى لو كان ذلك عن طريق تسميمها، بعد أن أعلنت الحكومة أنه يمكن قتل الحيوانات إذا هددتهم.
وفي شيملا وبلدات أخرى في الولاية، سعت السلطات إلى تعقيم القردة لمنعها من التكاثر وبالتالي تقليل أعدادها، حيث يرى خبراء البيئة أن هذه هي "الطريقة الوحيدة" للسيطرة على الأزمة.