"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" .. "يا بخت من وفق راسين في الحلال"، حديث شريف ومثل شهير، تغير كثيرًا مفهومهم أمام قصص محاكم الأسرة التي لا تنتهي، رغم وجود العديد من المحاولات للتوفيق والصلح بين الأزواج المتنازعين، لكن هناك من ينتظهر كتابة تلك القصص والحكايات التي يرويها الزوج أو الزوجة، لقراءتها.
سرد الخلافات الزوجية أمام محكمة الأسرة تنبى على اتهام كل منهما الآخر، فالرجل دائمًا ما يصف زوجته بـ"طماعة، والزنانة"، بينما تصف الزوجة الرجل بـ"بارد ولا يبادلها الاهتمام".
لاشك أنا المستفيد الوحيد هو القارئ لأنه يتشوق بمعرفة قصص تلك الخلافات وسبب حدوثها، لكن الزوج والزوجة أمام محكمة الأسرة في "الهم سواء"، وهذا يقف أمام القاضى يروى مأساته مع زوجته، التي لا يرضيها شىء، وكأن مصالحتها حلم بعيد المنال، وآخر يشكو زوجته التي لا تكف عن طلب الهدايا كإظهار حبه لها، متهمًا الزوجة بـ"النشوز".
وهذه السيدة التي تقف أمام محكمة الأسرة تروى حكاية ما تعتقد أنه خيانة "زوجى ضيّع دبلته"، مطالبةً بخلعه، وقائمة المنقولات الزوجية "لا تنقص قشة واحدة"، والزوج المخلوع يردد: "أنا أخذت واحدة مش من توبى"، وإلى جوار هذه السيدة تقف أخرى ربما نستطيع وصفها بـ"عاطفية" شاكية الزوج المطلوب "خلعه" قائلة: "مش بيفتكر لنا مناسبة حلوة".
زوجة ترفع قضية "خلع" والسبب: أضاع "دبلته"
في واحدة من أغرب قضايا الأسرة، لم يتوقع "إبراهيم" أن زوجته سوف تقيم ضده دعوى "خلع" بعد فترة زواج دامت 6 أشهر فقط، دون سبب معقول للخلاف بينهما، حتى إنه سألها عن السبب، ففوجئ بها تخبره بأنها قررت خلعه كما خلع خاتم خطبتهما "الدبلة" من يده، متهمةً إياه بـ"الإهمال"، ولم يشفع له اعتذاره، وقسمه بأنه فقده دون أن يتذكر كيف حدث هذا، كما فشلت محاولات إرضائها بشراء خاتم جديد.
الزوج المتهم بـ"أهمال زوجته" حسب كلامها، قال، إن والد زوجته متوفى، وهى أصغر أشقائها، ووالدتها تدللها كثيرًا إلى حد غير معقول ولا ترفض لها طلبًا، شاكيًا: "للأسف مفيش حد يعقلها"، لذلك لم يجد الزوج وسيطا متعقلا لحل تلك المشكلة، إلى صدر حكم المحكمة بخلعه.
شرح الزوج المخلوع بقرار محكمة الأسرة: "أنه كأى خطيبين كانا يعتزان بخاتم الخطبة "الدبل"، وكان يتشاجر مع محبوبته على ألا تنسى ارتداءه خاصة حال خروجها من المنزل، وتعاهد كليهما على ذلك، و"ياريتنى ما عملت شغل العيال ده لأنه خرب بيتى في الآخر" على حد قوله.
كشف الزوج أنه غير متعود على لبس الـ"دبلة" وأن خاتم الخطبة كان يخدش وجهه خلال الوضوء، بما يضطره إلى خلعه حال غسل وجهه، ويعيد ارتداءه مرة أخرى، لكن الزوج فجأة نسيه أثناء تأدية إحدى الفروض، واكتشف يديه دون خاتم الخطبة، وظل يبحث عنه في المنزل والعمل دون جدوى، ولاحظت زوجته سريعًا، وحينما سألته أجاب صادقًا بأن الخاتم ضاع رغمًا عنه.
فوجئ الزوج بأن زوجته بدأت تصيح بالبكاء، وتتهمه بأنه لا يعبأ بعلاقتهما، ويريد أن يصاحب فتيات بعد الزواج، وهجرت مسكن الزوجية قاصدة منزل أسرتها.
من جابنها، حاول الزوج مصالحتها بشتى الطرق، وطالب رفقتها ليشتريا معًا خاتما على ذوقهما لا يخلعه مطلقًا، لكنها رفضت وأخبرته بأنها تريد الطلاق، وفوجئ بوالدتها توافق ابنتها على ذات الأمر، بدعوى أن نجلتها حساسة، وأن الأمر أتعبها نفسيًا، وأنها باتت تتشاءم من حياتها معه، خاصة مع سابقة زواج والدها قبل وفاته من سيدة أخرى، بدأ علاقته معها بالتخلى عن خاتم الخطبة.
ورفض الزوج في نقل أثاث شقة الزوجية أملًا في الصلح، بعد أن طلبت الزوجة قائمة المنقولات، لكنه فوجئ بعروسه تتابع دعوى الخلع، وأقامت بعدها دعوى تبديد منقولات الزوجية بما يمكن أن يعرض الزوج للحبس، وهنا حضر للمحكمة لإبداء استعداده لتسليم مطلقته المنقولات، قائلًا: "ربنا يعوض عليا.. أنا أخذت واحدة مش من توبى".
زوج: "كل شوية تتخانق وتطلب هدية"
لا تختلف تلك القصة عن سابقتها، حيث قام "هشام" بمصالحة زوجته بعد نشوب أول مشاجرة لهما في الزواج، بأن آتى لها بهدية لمصالحتها، ومنذ ذلك الحين وحياته تحولت إلى جحيم.
بعد أول مشاجرة وقعت بين الزوجين وقيام الزوج بمصالحة زوجته بهدية اعتادت زوجته التشاجر معه، وهو يصالحها حتى ملّ من الأمر وكفّ عن شراء الهدايا، ليفاجأ بنفسه متهمًا بمضايقتها، علاوة على تهمة تجاهل حزنها وعدم مصالحتها والامتناع عن جلب هدية لها، ليستقر الأمر على لجوء الزوج لمحكمة الأسرة في الجيزة.
تدرجت الزوجة على مستوى من الغضب لديها، ففى البداية كانت تقاطع زوجها لكي تلقى اهتمام منه، ثم زادت دلالها عليه بالنوم في حجرة منفصلة، وبدأت لا ترد على حديثه معها، وهي تقول: "أنت زعلتنى ومجبتليش هدية".
وقال الزوج أمام محكمة الاسرة، أنها حدث زوجته بوضوح أن المصالحة لا علاقة لها بالهدايا، وأن الأخيرة ليست شرطًا للوفاق الزوجى، وأن الهدايا لا يتم طلبها، ووجهها إلى التفريق بين الود والجشع "أنا مش ماستر كارت"، وأن الحب ليس مقرونًا بالمادة مطلقًا.
وأضاف الزوج، أنه بدلًا من تراجع زوجته عن تفكيرها وطريقة تعاملها، حولت حديث زوجها معها إلى حرب شعواء، إذ اتهمته بالبخل، والتجنى عليها والإساءة إليها واتهامها بالطمع والجشع، لمجرد طلبها هدية منه، وهجرت مسكن الزوجية.
من جانبها، تدخل والد الزوجة، وطالبه بترضية زوجته والتوافق بينهما، وحينما ذهب لمحادثتها، وجدها مصممة على طلب هدية، ووبخته بقولها: "حتى مهنش عليك تجيبلى وردة"، بما دفع الزوج للتشاجر معها، وتوجيه تهمة الطمع لها صريحة هذه المرة، ولما سمع حماه صراخه طرده من المنزل، وأخبره بأن ابنته لن تعود له مرة أخرى، بعدما فضحهم في محيط سكنهم، لمجرد طلب ابنته وردة.
هذا، وقد أمهل الرجل زوجته وأسرتها وقتًا، ثم أنذر زوجته بالطاعة، وبعدها أقام دعوى نشوز ضدها، وردت هي بدورها بإقامة دعوى طلاق للضرر، زاعمة أنه يسبها ويهينها، مستشهدة بجيران لها، قالوا إنهم سمعوا إهانته لها وهى في منزل والدها.
زوجة في دعوى خلع: "لا يذكر أي مناسبة لنا"
طريقة تعارفهم كانت تقليدية، لكن قررا الارتباط والزواج، الزوج كان يصر على إهدائها أشياء مؤرخة، بتواريخ تقابلهما، قائلًا: "كتبت لك التاريخ كى لا تنسيه"، لكن بعد الزواج فوجئت الزوجة به ممحى الذاكرة من التواريخ وتفاصيل أحداثها.
على أثر ما سبق ذكره، أقامت الزوجة دعوى خلع ضده أمام محكمة الأسرة بالجيزة، لأن زوجها كما وصفته بـ"مخادع".
تقول الزوجة أمام هيئة محكمة الأسرة بالجيزة: "ليست مشكلة إنه بينسى تواريخ المناسبات، لأن أغلب الرجال طبعهم كه، لا يتذكرون المناسبات الرسمية، واعتبرت الزوجة أن "الخداع)"هو أزمتها مع زوجها، معتبرة اهتمامه بالتفاصيل في البداية خداعًا، إذ أوهمها أنه بخلاف الآخرين يذكر الأحداث السعيدة ويخلدها ويكرم ذكراها عن ظهر قلب".
وضعت الزوجة زوجها تحت الاختبار لمدة عام كامل وكأنه امتحان ومنتظر نتيجته، وأخذت تسأله عن تاريخ أول لقاء لهما، وفى يوم مميز تسأله عن ذكراهما المميزة، بينما هو كالصفحة البيضاء التي لم يمر عليها أي حدث، ولذلك طلبت الطلاق منه.
وصف الرجل زوجته بـ"المجنونة"، معتبرًا ذلك نوعًا من المدح، دون أن يقدر ضيقها من تشديده عليها ألا تنسى تاريخا معينا، ليجعله كالصداع في رأسها، بينما هو لا يعبأ بتلك الأيام وأحداثها، وبلغت حدة الأمر معها إلى لجوئها لمحكمة الأسرة لإقامة دعوى خلع، قائلة: "أقمتها في تاريخ الذكرى الثانية لأول لقاء بيننا، عله يذكره فيما بعد".
زوج في محكمة الأسرة: "قلبها أسود وكرهت حياتى"
"أقل كلمة تضايقها، حزنها شديد للغاية، وأبدًا لا تتجاوز ولا تغفر".. بتلك الكلمات سرد "محمد" خلافه مع زوجته أمام محكمة الأسرة، حيث قال، إنه كره حياتى بسبب زوجته، ولما سئم من محايلتها وفشل في إسعادها، أرسلها إلى منزل أسرتها، ليجدوا معها حلًا، وطلب الزوج منهم أن تنسى كل شىء وأن يفعل ما يرضيها، بشرط ألا تعيد فتح المشكلات القديمة، لكنها رفضت العودة ولجأت إلى محكمة الأسرة بتاج الدول في الجيزة.
وأضاف الزوج خلال دعوى النشوز الذي قدمها ضد زوجته، لهجرها مسكن الزوجية، ورفضها العودة إليه لما يقارب الـ5 أشهر: "زادت أزمة ردها إلى أهلها بعض الوقت، إذ أخذت الأمر على محمل الكبرياء، وقررت العودة إلى المنزل، وبعدما ذهبت لترضيتها أكثر من 3 مرات، لجأت إلى المحكمة، وأنذرتها بالطاعة، فلم تستجب، ومن ثم أقمت بعد ذلك دعوى النشوز ضدها".
وأوضح الزوج: "قد يعتقد البعض أنها شخص حساس، يحتاج إلى إحسان وحسن معاملة، لكن زوجتى فاقت كل الحدود، حيث ينطبق عليها وصف صاحبة "القلب الأسود"، وهيّ قنبلة ذرية، وحياتى كرهتها بسبب وجودي معها وباتت مستحيلة، ولما لم تبد أي تفاهم في التعامل معى، وبعد فشل أسرتها في إصلاح تفكيرها وطريقة تعاملها، أقمت دعوى نشوز، لإسقاط مستحقاتها لدىّ قبل تطليقها".
إقرأ أيضًا..
"خلع أظافرها بالكماشة".. مشهد مرعب لـ شاب يُعري زوجته ويعذبها (فيديو)
قتل ودعارة.. قيادى إخوانى منشق: "الجماعة تستحل كل المحرمات"
الأمن يُخرس ألسنة الإخوان في قضية "فتاة الإسكندرية"