ازدادت حالات الاصابة بمرض السرطان بين المواطنين خلال الاونة الأخيرة بالرغم من أن الدافع الأساسي، وراء انتشار السرطان والذي يعمل على قطع إمدادات الأكسجين، يعد اكتشاف يفتح الباب أمام علاجات أفضل.
وكشفت التجارب التي أجريت على الفئران المصابة بأورام الثدي، أنها عاشت لفترة أطول بعد زيادة إمداد الأكسجين، ما يلقي ضوءا جديدا على "النقائل" أو انتشار المرض، حيث تنفصل الخلايا عن الموقع الأصلي وتهاجر عبر الجسم. وتقلل هذه العملية بشكل كبير من فرص الشفاء، وحيرت الخبراء لعقود.
ولم يُعرف سوى القليل عن سبب مغادرة هذه المجموعات من الخلايا السرطانية المنتشرة (CTCs) في المقام الأول. وحُدد نقص الأكسجين الآن على أنه الدافع.
وقالت المعدة الرئيسية البروفيسورة نيكولا أسيتو، من جامعة بازل السويسرية، إنه يوفر الأمل في تحسين الاستراتيجيات. وقد يشمل ذلك تعزيز تكوين الأوعية الدموية، التي من شأنها أن تحمل المزيد من الأكسجين. ونجحت هذه التقنية، المسماة علاج تولد الأوعية الدموية الجديدة، لدى القوارض.
وشبّهت أسيتو الأمر بتواجد أشخاص في حانة مزدحمة أو ناد يكافحون من أجل التنفس، ويخرجون لاستنشاق الهواء النقي.
وحلل فريقها كمية الأكسجين داخل الأورام لدى الحيوانات (كتلك التي تظهر لدى البشر)، وفصل الخلايا الجذعية السرطانية وخواصها البيولوجية الجزيئية والخلوية.
ووجدوا مناطق مختلفة مزودة بمستويات مختلفة من الغاز، وظهرت الخلايا السرطانية التي تفتقر إلى الأكسجين، حيث تقل الأوعية الدموية.
وشمل ذلك المناطق الأساسية وكذلك المحيطية. واحتوت المجموعات التي انفصلت وانتشرت، على كمية أقل من الأكسجين، ما يدل على مغادرتها إذا لم تحصل على ما يكفي منها.
وأظهرت اختبارات أخرى أن "حشود" CTC المحرومة من الأكسجين، أكثر خطورة من تلك التي تحتوي على محتوى طبيعي. وانتشرت بشكل أسرع - وماتت الفئران عاجلا.
وقالت أسيتو: "إذا كان الورم لا يحتوي على كمية كافية من الأكسجين، فإن مجموعات CTC، التي لديها قدرة عالية بشكل خاص على تطوير النقائل، ستنفصل".
وألهمت النتائج المنشورة في Cell Reports، الباحثين لتحفيز نمو الأوعية الدموية في الفئران بالأدوية.
وعندما حقنوها من خلال وريد الذيل بأوعية دموية معززة للبروتين الموجود في الشرايين، زادت نسبة الأكسجين في الأورام.
وكما هو متوقع، انخفض عدد مجموعات CTC المنفصلة، وشكلت الفئران عددا أقل من الأورام الثانوية وزاد معدل البقاء على قيد الحياة. ولكن في الوقت نفسه، زاد حجم الورم الرئيسي بشكل ملحوظ.
وأضافت أسيتو: "هذه نتيجة استفزازية. إذا أعطينا الورم ما يكفي من الأكسجين، فلن يكون للخلايا السرطانية سببا للخروج والانتشار. ومن ناحية أخرى، فإن هذا يسرع من نمو الورم الأولي".
ويتمثل التحدي التالي في نقل النتائج إلى العيادات الطبية، حيث تختلف خصائص الأورام من مريض لآخر.
وحاول العلماء ذات مرة تجويع الأورام، معتقدين أن إمداد الدم بشكل أكثر استقرارا سيساعد فقط في انتشار السرطان. وأوضحت أسيتو: "نتوقع أن العلاجات التي تهدف إلى تقليل نقص الأكسجين، قد توفر، بمفردها أو بالاشتراك مع عوامل مضادة للسرطان.
كارثة كبرى.. دراسة جديدة تكشف عن خطر يُهدد العالم بسبب البيئة