منذ عدة أيام تصدرت الكويتية "روان بنت الحسين" مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان انفصالها من زوجها رجل الأعمال الليبي يوسف المقريف، مشيرة إلى أن الانفصال تم بسبب نقل إليها فيروس الورم الحليمي البشري، ففي السطور التالية سوف نعرض كل ما تود معرفته عن "فيروس الورم الحليمي البشري".
ماهية فيروس الورم الحُليمي البشري؟
فيروس الورم الحليمي البشري هو العدوى الفيروسية الأكثر شيوعاً في المسالك التناسلية.، فمعظم النساء والرجال من الناشطين جنسياً سيصابون بالعدوى عند نقطة ما من حياتهم، وبعضهم قد تعاوده الإصابة.
ويأتي وقت الذروة لاكتساب العدوى لدى كلٍّ من النساء والرجال بعد الانخراط في النشاط الجنسي بفترة وجيزة، ورغم أن فيروس الورم الحُليمي البشري ينتقل جنسياً، فإن الممارسة الجنسية الإيلاجية ليست شرطاً لانتقال العدوى. ويعدّ التلامس الخارجي للأعضاء التناسلية طريقة شائعة تماماً لانتقال العدوى.
وثمة أنواع كثيرة لفيروس الورم الحُليمي البشري، والعديد منها لا يسبِّب مشاكل، وعادة ما تتلاشى حالات العدوى بالفيروس دون أي تدخّل في غضون بضعة أشهر بعد اكتسابها، ويزول نحو 90% منها خلال سنتين وقد تستمر نسبة ضئيلة من حالات العدوى بأنواع معينة من الفيروس وتتطور إلى سرطان عنق الرحم.
ويعد سرطان عنق الرحم أكثر الأمراض المتعلقة بفيروس الورم الحُليمي البشري شيوعاً حتى الآن ويمكن أن تعزى جميع حالات سرطان عنق الرحم تقريباً إلى العدوى بالفيروس.
كما تسبّب العدوى بأنواع معينة من فيروس الورم الحُليمي البشري نسبة من سرطانات الشرج والفرج والمهبل والقضيب والبلعوم الفموي، التي يمكن تفاديها باستخدام استراتيجيات للوقاية الأولية تماثل تلك الخاصة بسرطان عنق الرحم.
ويمكن أن تنجم عن أنواع فيروس الورم الحُليمي البشري غير المسبِّبة للسرطان (خاصةً النوعين 6 و11) ثآليل في الأعضاء التناسلية وورم حُليمي تنفسي (مرض تنمو فيه الأورام داخل المسالك التنفسية المُفضية من الأنف والفم إلى الرئتين). ورغم أن هذه الحالات قلما تؤدي إلى الوفاة، فإنها قد تتسبّب بدرجة كبيرة في الإصابة بالمرض. أما ثآليل الأعضاء التناسلية فهي بالغة الشيوع ومُعدِية للغاية وتؤثر على الحياة الجنسية.
الأعراض:
معظم المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري ليس لديهم أي علامات، أو أعراض، أو مشكلات صحية البتة. كما أن معظم إصابات فيروس الورم الحليمي البشري تختفي في غضون عامين، لكن في بعض الأحيان قد تستمر عدوى فيروس الورم الحليمي البشري لفترة أطول، ويمكن أن تسبب بعض أنواع السرطان وأمراض أخرى.
كيف تؤدي العدوى بفيروس الورم الحُليمي البشري إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم
رغم أن معظم حالات العدوى بفيروس الورم الحُليمي البشري تزول من نفسها وأن معظم الآفات تتلاشى تلقائياً، فإن الخطر الذي يتهدّد النساء كافة هو أن تصبح العدوى بالفيروس مزمنة وأن تتطوّر الآفات السابقة للتسرطُن إلى سرطان غازٍ لعنق الرحم.
ويستغرق تطور سرطان عنق الرحم لدى النساء صاحبات النظم المناعية العادية ما بين 15 و20 عاماً. وقد لا يستغرق سوى فترة تتراوح بين 5 و10 أعوام لدى النساء اللاتي يعانين من ضعف نظمهن المناعية، كأولئك اللائي لم يعالَجن من العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية.
عوامل خطورة استمرار فيروس الورم الحُليمي البشري وتطوّر سرطان عنق الرحم
نوع فيروس الورم الحُليمي البشري -أي قدرته على تكوين أورام أو مدى تسبّبه في الإصابة بالسرطان؛ الحالة المناعية – الأشخاص منقوصو المناعة، كأولئك المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، أكثر عرضةً للإصابة بحالات عدوى مستمرة بفيروس الورم الحُليمي البشري ولتطور المرض بوتيرة أسرع إلى آفة سابقة للسرطان وإلى سرطان؛ العدوى المترافقة مع عوامل منقولة جنسياً، كتلك التي تتسبَّب في فيروس الحلأ (الهِربِس) البسيط والمُتَدَثِّرَة والسيلان؛ عدد المواليد لامرأة واحدة (عدد الرضّع المواليد) وحداثة العمر عند الولادة الأولى؛ تدخين التبغ العبء العالمي لسرطان عنق الرحم.
على النطاق العالمي، يعدّ سرطان عنق الرحم رابع أكثر السرطانات شيوعاً لدى النساء، بما قدِّر بـ 000 570 حالة جديدة في عام 2018 مثّلت 7.5% من جميع وفيات السرطان من الإناث. ومن العدد المقدّر بأكثر من 000 311 حالة وفاة بسرطان عنق الرحم سنوياً، تحدث أكثر من 85% من هذه الحالات في مناطق أقل تقدماً.
وتوجد في البلدان المتقدمة برامج قائمة تتيح تطعيم الفتيات ضد فيروس الورم الحُليمي البشري وفحص النساء بانتظام. ويسمح الفحص بالتعرّف على الآفات السابقة للتسرطُن في مراحل يمكن خلالها معالجتها بسهولة. ويقي العلاج المبكر من 80% من سرطانات عنق الرحم في هذه البلدان.
أما البلدان النامية فهي تعاني من محدودية إتاحة هذه التدابير الوقائية، وغالباً ما يتعذّر التعرُّف على سرطان عنق الرحم إلى أن يبلغ مراحل متقدمة وتتطور الأعراض. وإضافةً إلى ذلك، فإن إتاحة علاج هذا المرض في مرحلة متأخرة كهذه (على سبيل المثال جراحات السرطان والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي) قد تكون محدودة للغاية، مما يسفر عن ارتفاع معدل الوفاة بسرطان عنق الرحم في هذه البلدان.
ويمكن الحدّ من ارتفاع معدل الوفيات بسرطان عنق الرحم عالمياً (المعدل القياسي العمري: 6.9/100.000 في عام 2018) بتدخّلات فعالة.
مكافحة سرطان عنق الرحم:
توصي منظمة الصحة العالمية بنهج شامل للوقاية من سرطان عنق الرحم ومكافحته. وتشمل مجموعة الإجراءات الموصى بها تدخلات طيلة العمر، وينبغي أن يكون هذا النهج متعدد التخصصات، شاملاً مكونات مصدرها التثقيف المجتمعي، والتعبئة الاجتماعية، والتطعيم، والفحص، والعلاج، والرعاية الملطفة.
العلاج:
لا يوجد علاج للفيروس نفسه، لكن يمكن علاج المشكلات التي قد يسببها فيروس الورم الحليمي البشري التي تشمل:
الثآليل التناسلية: قد تبقى مرئية، وقد تنمو أكثر، أو تزول من تلقاء نفسها، ويمكن علاجها عند ظهورها.
خلايا عنق الرحم غير الطبيعية: يمكن علاج هذه الخلايا؛ لمنع سرطان عنق الرحم من التطور، إلا أن العلاج يعتمد على شدة تغيرات الخلية، وعمر المرأة، وتاريخها الطبي السابق، ونتائج الاختبارات الأخرى.
يظل سرطان عنق الرحم أكثر قابلية للعلاج، عندما يتم تشخيصه، وعلاجه في وقت مبكر.
الوقاية:
تبدأ الوقاية الأولية بالتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 و12 عامًا، ومن الممكن بدء التطعيم عند عمر 9 أعوام.
فحص عنق الرحم للنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 21 و29 عامًا، كل ثلاث سنوات، مع إجراء فحص لخلايا عنق الرحم.
فحص عنق الرحم للنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 30 و65 عامًا، كل 5 سنوات، مع اختبار وجود فيروس الورم الحليمي البشري.
إقرأ أيضًا..
بعد "روان بن حسين".. كيفية الإصابة بفيروس "الورم الحليمي البشري"
لـ "تقوية المناعة".. الصحة تنصح بتناول مشروب "البطيخ"