قبل تفشي فيروس كورونا في العالم، وإعلان كثير من الدول عن إجراءات وتدابير العزل والإغلاق، كانت تعاني كثير من الدول من التلوث عموما، وتلوث الهواء، على وجة الخصوص.
وبعد إجراءات العزل والإغلاق، تبين حجم الاختلاف في التلوث قبل وبعد، فأصبحت المدن أقل تلوثا وأفضل هواءا، ولكن يظل التلوث موجودا في غالبية مدن العالم.
أين يوجد أنظف وأنقى هواء في العالم؟
هذا السؤال أجاب عنه العلماء والخبراء، بعد دراسة علمية، نشرت في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" وفقا لما ذكره موقع سكاي نيوز البريطاني.
فقد كشفت الدراسة أن أنظف هواء في العالم يقع فوق المحيط الجنوبي بالقرب من القارة القطبية الجنوبية.
ليس هذا فحسب، بل وصف العلماء هواء تلك المنطقة بأنه "أصيل" ولا يتأثر بالتلوث، وقالوا إن القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" تبدو معزولة عن التلوث والغبار من القارات الأخرى إلى الشمال.
وأوضح علماء من جامعة ولاية كولورادو أن الهواء الذي يغذي السحب السفلية كان خاليا من أي جسيمات ناتجة عن نشاط بشري أو غبار من قارات أخرى.
وكانت سفينة بحثية قد أبحرت من تسمانيا، جنوبي أستراليا، إلى مسافة 40 كيلومترا من حافة الجليد في القطب الجنوبي لإجراء "التنميط البكتيري" من عينات مرشح الهواء.
غير أن العلماء وجدوا أن الهواء كان نظيفا جدا، وكان هناك القليل من الحمض النووي للتحليل.
وقال المؤلف المشارك للدراسة توماس هيل "تمكنا من استخدام البكتيريا في الهواء فوق المحيط الجنوبي كأداة تشخيص لاستنتاج الخصائص الرئيسية للغلاف الجوي السفلي".
وأضاف أن الجسيمات التي اكتشفوها كانت مرتبطة بالبكتيريا البحرية من رذاذ البحر، مع عدم وجود ملوثات من خارج المنطقة.
وتتعارض نتائج هذه الدراسة مع دراسات أخرى من المحيطات في نصف الكرة الشمالي وشبه المداري، والتي وجدت أن معظم الميكروبات تنجرف من القارات المعاكسة.
وأوضح هيل: "يبدو أن أنتاركتيكا معزولة عن انتشار الكائنات الدقيقة وترسب المغذيات من القارات الجنوبية باتجاة الجنوب".
وخلصت الدراسة، بشكل عام، إلى أن المحيط الجنوبي هو واحد من الأماكن القليلة جدا على الأرض التي تأثرت قليلا بالأنشطة البشرية.
يذكر ان أنتارتيكا والقطب الجنوبي المكان الابرد على الكرة الأرضية والمغطى بالجليد على مدار السنة.
تعتبر أنتارتيكا موقع هام في حفظ الموارد البحرية الحية على الكرة الأرضية حيث تحتفظ الكثير من دول العالم بمراكز للبحث العلمي هناك عاملين على إبقاء المنطقة نظيفة وخالية من التلوث, إلا أن نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري تأثير سيئ على قارة أنتارتيكا وذلك لاحتمالات ذوبان القارة المتجمدة من ارتفاع درجة حرارة الأرض والذي سيشكل خطرا عاما كل الأرض والبشرية وسيسبب في انهيار مجموعات من الطبقات الثلجية الضخمة في البحر متبعثرة على شكل آلاف الجبال الجليدية منذرة الباحثين بالخطر بسبب سرعة تزايد ذلك وهناك معاهدة تعرف بأسم معاهدة أنتارتيكا للحفاظ على البيئة في انتارتيكا.
فمعاهدة أنتارتيكا تحرم أي إجراءات ذات طبيعة عسكرية في القارة القطبية الجنوبية أو إنشاء قواعد عسكرية أو أجراء أي تجارب على الأسلحة في الوقت الذي تسمح فيه لأي فعاليات وبحوث سلمية.
من غريب الأخبار عن أنتارتيكا جاءت به CNN في نهاية عام 2003 (هو قيام مجموعة من ثمانية أشخاص، أربعة إسرائيليين ومثلهم فلسطينيون، رحلة تمتد على 35 يوما في القطب المتجمد الجنوبي يطلق عليها "كسر الجليد" في محاولة منهم للفت الأنظار إلى السلام