سعد الدين: دولة الاحتلال "تتفلق" والنهاية عمل فني فقط لا غير
شومان: إسرائيل تخبط راسها في الحيط
الشناوي: نحن في حالة معركة حقيقة وليست تقليدية
على ما يبدو أن الماراثون الرمضاني في مصر مختلف 180 درجة عن غيره، ليس لكم المسلسلات الهائل فقط في هذا الموسم، ولكن أيضا لأن به بعض الأعمال الدرامية أثارت عاصفة في قلب دولة الاحتلال والتي جعلت وزارة الخارجية الإسرائيلية تصدر بيانا غاضبا، وكان على رأس تلك المسلسلات هو مسلسل "النهاية" بطولة النجم يوسف الشريف.
وتواصلت جريدة "بلدنا اليوم" مع عدد كبير من نقاد الفن ، لتوضيح مفهوم قصة المسلسل وسبب بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية.
قال الناقد الفني أحمد سعد الدين إن مسلسل النهاية يعتبر تغيرا كبيرا في نوعية الدراما ، قائلا "يجب أن يحدث هذا منذ وقت طويل، ويعتبر أول مسلسل مصري يتحدث عن المستقبل و هذة النوعية من الدراما المصنفة تحت بند الخيال العلمي، وتعاني من قلة إنتاجها في الدراما العربية لذلك يصعب استيعابها من المشاهد العربي، لعدم تناولها قبل ذلك"، موضحا أن مشكلة المسلسل في هذا الوقت هوعند مناقشته لتحرير القدس وفلسطين ركز فقط على الأمة العربية وليست الدول الموجودة كدول.
وعلق أحمد سعد الدين على رد بيان إسرائيل على المسلسل و مطالبتها بوقف عرض المسلسل قائلا:"تتفلق"، لسبب أن هذا المسلسل عمل فني فقط لاغير، وليس من حق أي دولة أن تجبر رأيها في الفن وتحدد من الدول التي تنهار أو تبني، لأن كل ذلك من خيال المؤلف، ومن حقها أن تسيطر على قنواتها وإعلامها وليست على وطن آخر وليس لديها الحق في سيطرتها على الفن بشكل عام".
وأكد "سعد الدين" أن هناك أعمال أخرى كانت بمثابة الصداع في رأس الكيان الصهويني مثل مسلسل "الثعلب" و"دموع في عيون وقحة" و"رأفت الهجان" ، مرجعا السبب إلى أن هذة الأعمال كانت تناقش قضية المخابرات وحياة الجيش.
وتابع:"وبالفعل هم لايحبون هذه النوعية التى تحتوي على الأعمال الحربية البطولات الملحمية ، وللأسف الدراما المصرية لم تتناول هذه الأعمال بكثرة ، لكن يجب علينا وعلى صناع الدراما مناقشة هذه القضية وهذه النوعية من الأعمال" .
وأكد سعد الدين أن هناك نوعية من المسلسلات يكون هدفها الحقيقي هو تحفيز مواجهه الكيان الصهويني، قائلا:" فالبرغم من وجود معاهدات سلام، لكن هذا لايمنع أن يكون بيننا وبينهم حروب وهذة الحروب ليست بالضرورة حروب عسكرية وإنما حروب ثقافية تكنولوجية، وهذة الأعمال تساعد على تحفيز الروح الوطنية للمشاهد العربي، حتى لمواجه الإرهاب الموجودين داخل دولتنا".
وعن مسلسل أم هارون الكويتي الذي يعرض حاليا حلقاتة الأولى، ويناقش حياة اليهود في هذة الدول العربية، علق أحمد سعد الدين على هذا المسلسل، قائلا:"استغربت كثيرا عرض هذا المسلسل في هذا التوقيت، لأنه من المعروف أن اليهود كانوا يمكثون في بلاد كثيرة ولم نشاهد من قبل وجود عمل خليجي يناقش حياة اليهود في الخليج ".
واختتم سعد الدين حديثة قائلا: "إن إسرائيل دائما في الماضي والحاضر تهاجم أي عمل فني، يستقبل من خلاله سقوط دولة إسرائيل، وهذا يعتبر من أمهر الدعاية الصهيونية وتحاول كسب التعاطف العالم إليها من خلال هذة الأحداث" .
أفكار مختلفة.
وكانت الناقدة حنان شومان لديها رأي آخر في هذة النوعية من المسلسلات، موضحة أن قصة مسلسل النهاية مختلفة وخارجه عن المألوف التى تعود عليها المشاهد العربي.
وقالت "شومان":" كان يجب أن يحدث هذا الأمر منذ وقت طويل ولكنه قد فتح المجال قليلا لأفكار مختلفة، فلا يجب أن تكون الدراما في حياتنا إما دراما اجتماعية مثل الحب والزواج والطلاق، أو مشاكل الفقر والثراء".
"تخبط رأسها في الحيط" ، بهذة الكلمات عبرت حنان شومان عن عدم رضاها على بيان السفارة الإسرائيلية بوقف تصوير البرنامج موضحة:" إسرائيل تعمل اللى هيا عاوزاه، ولأن لو بنرد بالديانات على ما يقدم من الفن الإسرائيلي هيكون في أكثر من بيان، ومن المفترض أن لا نهتم كثيرا ببيانات أو شجب أو اعتراض إسرائيل".
وأكدت حنان شومان أن هناك بعض الأعمال الإسرائيلية تكون كثيرة وسيئة للغاية من حيث الفن، ومع ذلك لم تستهدف هذة الاعمال مشاهدة المواطن العربي بالرغم من إتاحة عرضها على منصات كثيرة بدون قيود، وفي المقابل هم حريصون على رصد كل عمل يخص دولتهم، مضيفة:"هذا خطأ ويجب علينا رصد جميع أعمالهم الفنية كجهات رسمية أو إعلام".
ووصفت حنان شومان هذه الدعابه الإسرائيلة بالمقولة "أغلبيهم بالصوت يغلبوكم"، وذلك لأنهم دائما ما يحاولون إظهار بأنهم ضحايا، قائلة:"هذه حاجه تاريخية من قديم الزمان ، خاصة أن فكرة الضحية قائمة عليها الكيان الصهيوني، وهذا مخالف تماما لحقيقتهم" .
واعتبرت حنان شومان عدم رصد المواطن العربي أعمال المجتمع الإسرائيلي من حيث الفن والأدب وكل ما يقدموه من المنصات يعتبر جهل من الشعوب العربية، مضيفة:" علينا أن نرصد عدونا، وهذا الإختلاف بينا وبينهم، فإحنا كسالة قد نوصل بها إلى مرحلة الغباء عكسهم تماما حريصون على أى أفعال تمت لهم من القريب أو من بعيد".
وفي النهاية تمنت حنان شومان أن يتجه صناع الدراما لتصنيع هذة الأعمال وتكون على مدار العام وليس في رمضان فقط، لأن هذا يبعث الروح الوطنية لدى المشاهد، خاصة أن تتمتع بحالة سلام مع هذة الدولة وهذا لايمنع أن هناك حرب فعلية تكنولوجيا وثقافية ونفسية، مضيفة:"الشعب العربي لم يدرك هذة الحرب ولكن هذة الأعمال تعمل على التذكير بإننا دائما في حالة حرب فعلية ويجب مواجهتها بمختلف الفنون والطرق".
وفي نفس السياق قال الناقد طارق الشناوي إنه لا يستطع إعطاء الرأي النهائي إلا بعد مشاهدة العمل كاملا وإعطائة فرصة لمعرفة قصة المسلسل، لكن في كل الأحوال يوسف الشريف "سابق بنقطة".
واستنكر طارق الشناوي رد فعل إسرائيل إتجاه هذا المسلسل، قائلا:"إسرائيل دائما عندهم توجس من أى موقف في الفن أو الثقافة التى تطرحها الدراما المصرية، خاصة أن هذا ليس المسلسل الأول الذي يثير غضبهم مثل مسلسل حارة اليهود بطولة الفنانة منة شلبي ، فمنذ عرض الحلقات الأولى من المسلسل أعربت إسرائيل عن سعادتها بالمسلسل وقالت إنه يظهر اليهود في صورة جميلة، لكن بعد تسلل الحلقات تحول موقف السفارة تماما تجاه المسلسل وقالت المسلسل بدأ يأخذ مسارا سلبيا وتحريضيا ضد دولة إسرائيل، واستخدم الشخصيات الإنسانية ليهود الحارة كقناع ليعادي دولة إسرائيل".
وأضاف طارق الشناوي أن الفن المصري يصل للملايين من المشاهدين وهذا سبب خوف إسرائيل من الفن المصري مثل مسلسل رأفت الهجان والذي سبب لهم قلق أيضا في نهاية الثمانيات .
وأكد طارق الشناوي أن الدول العربية ومصر خاصة تمتلك سلاح قوي وفي الاستطاعة أن يتم توجيه في الاتجاه السليم وهو سلاح قادرعلى مواجاتهم وهو الفن، خاصة أن مسلسل النهاية تنبأ بعدم وجود دولة إسرائيل بعد مائة عام، مؤكدا :"أننا في حالة معركة حقيقة وليست تقليدية".
واختتم الشناوي حديثة، قائلا: "ليس هناك قاعدة في نوعية هذة المسلسلات الثقافية فتعمل على تحفيزهم لمواجه العدو الإسرائيلي،لكن هناك كتاب ومخرجين ونجوم لديهم موقف استراتيجي من إسرائيل بالرغم على المستوى السياسي هناك أشياء أخرى تتم".
شاهد.. آخر ظهور لـ مادلين طبر "صور"
"شتمني بوالدي".. تفاصيل رد لطيفة القاسي على أحد متابعيها "فيديو"