يواجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الآونة الأخيرة العديد من الأزمات، فمن ناحية الصراعات التي فتحها في كل من ليبيا وسوريا وصراعاته مع الدول بسبب التدخل في شؤونهم الداخلية وعلى صعيد آخر، فإن الطاغية العثماني يواجه العديد من المشكلات داخل بلاده وهي الانقسامات الداخلية بعدما فقد السيطرة على أكبر مدينيتن في بلاده وهما أسطنبول وأنقرة.
وجاءت الطامة الكبرى والتي أصبحت سلاح ذو حدين وهي جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19)، فهذا الفيروس التاجي كشف العجز الذي يواجهه الطاغية العثماني، فمن ناحية استخدمه معارضيه من أجل وضع المسمار الأخير في نعشه، فيما حاول أردوغان استخدام هذه الكاثة في صالحه من أجل تعزيز موقفه أمام معارضية.
وتعليقا على هذا الأمر، قال محمد ربيع الديهي، الخبير في العلاقات الدولية والشأن التركي:" من المؤكد أن طموح أردوغان الاستعماري والتوسعي يهدد بقائه في السلطة خاصة وأن دعم أردوغان للإرهاب والجماعات المسلحة في ليبيا وسوريا يأتي على حساب الشعب التركي ومن أمواله وهو الامر الذي برز اثناء التعامل مع أزمة كورونا ومن قبلها التدهور الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم والبطاله في تركيا كنتاج طبيعي للدعم التركي للارهاب في المنطقة العربية؛ بل ما يؤكد أن عرش اردوغان في خطر هو تصريح اردوغان بأن الحزب في الحاكم في تركيا فقد الكثير من المؤيدن ولذلك على أعضاء الحزب العمل على جزب المواطنين للتصويت لصالح اردوغان وحزبة، هذا فضلا عن المعارضة في الداخل التركي للافعال أردوغان والدور التي تقوم به تركيا في المنطقة العربية وهو الأمر الذي انعكس بطبيعة الحال على المواطن التركي الذي أصبح يدرك أن استمرار اردوغان في الحكم يعني مزيد من سياسات كميم الافواه والسجن إضافة إلى المزيد من التدهور الاقتصادي التي تعيشه تركيا نتيجة لهذه السياسات".
وفيما يتعلق بتصريحات أردوغان الأخيرة بدعم الوفاق رغم انقسامات بلاده الداخلية، فقال الخبير في العلاقات الدولية في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم":" لا شك في أن أردوغان يدرك تماما خطورة الأوضاع في تركيا وكذلك لا يستطيع التخلي عن طموحة وحلمة في أحياء الخلافة العثمانية والذي يري أن ليبيا هي آخر متنفس له لتحقيق هذا الحلم خاصة وأن سوريا والجيش العربي السوري بدأ في السعي نحو استعاد المناطق المحتلة من تركيا والقوات المواليه له فضلا عن أن اردوغان يدرك جيدًا أن الاوضاع الدولية بعد ازمة كورونا سوف تتغير تمامًا وأن الموقف الدولي الرافض للدور التركي في ليبيا سوف يكون أكثر صرامة مما كان علية قبل أزمة تفشي فيروس كورونا خاصة وأن أردوغان كان يتلقي هزائم موجعة في كلا من ليبيا وسوريا في ظل تقدم للقوات الجيش الوطني الليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر، وهو الأمر الذي يدفع أردوغان للاستغلال الانشغال الدول لمواجهه كورونا والعمل على تقوية موقف حكومة الوفاق في ليبيا وهو الأمر الذي بات مستحيل في ظل الرفض الشعبي في ليبيا للدور التركي ودعم الليبيين لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر".
وتابع "الديهي:"ومن هنا يمكننا القول أن الدور التركي في ليبيا سيكون له تاثير سلبي على الأمن القومي المصري خاصة وأن ليبيا تعد تهديد مباشر للأمن القومي المصري فعدم استقرار الأوضاع في الداخل الليبي وانتشار الإرهاب يهدد الحدود المصرية الليبية وهو الأمر الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار في هذه المناطقة والجدير بالذكر هنا أن الدور التركي في ليبيا يهدد الدول الاوروبية أيضا بصورة مباشر فعدم ضبط الحدود ووجود إرهاب في ليبيا عني سهولة انتقال الإرهاب عبر المتوسط إلى أوروبا فضلا عن تزايد معدلات الهجرة غير الشرعية، ومن الواضح للجميع أن أردوغان يتدخل في ليبيا لعدة أهدافة على رأس هذه الاهدف هو إزعاج الدولة المصرية التي حطمت الحلم التركي الإخواني بقيام ثورة 30 يونيو 2013 ورفض حكم الإخوان بعد ثورة شعبية كبيرة تبعها وعي عربي بخطورة الدور التركي في المنقطة".
وأضاف الخبير في الشأن التركي:" بالفعل تعد أزمة كورونا نقطه محورية في عرش أردوغان خاصة وأن أعداد المصابين بالفيروس كل يوم في تزايد والنظام التركي يضلل الشعب التركي والمجتمع الدولي ولا يعترف بالأرقام الحقيقية نهيك عن أن الخدمات في أنقرة تقدم لاشخاص بعينهم دون الأخرين وهو الأمر الذي يعني أن النظام التركي ينتقي الاشخاص المقربين منه والمواليين له لحمايتهم من خطر الفيروس فضلا عن سوء الإدارة التركي لهذا الملف والذي أدت إلى تفشي الفيروس بصورة كبيرة بين المواطنين فضلا عن التصفية الممنهجة للقطاع الصحي في تركيا والذي قام بها أردوغان منذ عام 2016 حيث فصل أكثر من 20 ألف عامل في المجال الصحي بينهم أطباء واساتذه اقسام وغيرهم من التخصصات المهمة؛ لذلك تعتبر ازمة كورونا نقطة محورية في مصير أردوغان السياسي فبعد انتهاء الأزمة سيكون هناك رفض شعبي لأردوغان نظرا لسوء ادارتها هذا في الداخل اما في الخارج ستعيش تركيا عزلة دولية خاصة وأنها سعت لاستغلال الانشغال الدولي بأزمة كورونا وقامت بدعم وتجهيز الإرهاب بل وسعت لتحقيق الطموح التوسعي في العالم".
واستطرد الديهي :"من المحتمل أن يستخدم أردوغان أزمة كورونا في الاطاحة ببعض معارضية ولكن هذا الأمر بات صعب للغاية لأن المواطن التركي يدرك جيدا أن المعارضة التركيا ليس لديها شئ لتفعلة فمن يمسك بزمام الأمور هو أردوغان وحزبة حيث يمتلك أردوغان أغلبية برلمانية فضلا عن كونية هو السلطة التفيذية لذلك لا يستطيع أن يحمل المعارض المسؤولية في تفشي الفيروس أو التخاذل في مواجة الفيروس فضلا عن أن بعض حكام البلديات التي يحكم فيها المعارضة طالبوا بحظر تجوال واجراءات وقائية كثيرة والنظام التركي تعمد تجاهلم وعدم الاستماع إلى نصائحهم".
أما عن تقويض حريةالصحافة، فقال الديهي:"في الواقع عملية تقويض الحريات الصحفية في تركيا ليس وليد اللحظة أو اليوم بل هو عملية ممنهجة يتبعة النظام التركي للقضاء على الصحافة خاصة وأن اردغان يكن عداء شديد للصحافة والحريات الصحفية وهو الامر الذي اتضح بصورة جلية أثناء حضورة جلسات اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية 2019؛ حيث هاجم مراسل قناه فوكس نيوز واصفة اسالت المراسل وكانها استجواب امام النيابة، هذا فضلا عن أن اعداد اعتقال الصحفيين في تركيا كل يوم في تزايد نهيك عن أن هنا اكثر من 10 الف صحفي تركوا وظائفهم بدون نظرًا لقمع النظام التركي والتضيق على الصحفيين، نهيك عن سيطرة النظام التركي على أكثر من 95% من وسائل الاعلام في تركيا".
موضوعات ذات صلة:
بعد مرور 30 عاما.. السودان تكشف عن مكان دفن ضباط حركة رمضان 1990
ارتفاع عدد إصابات فيروس كورونا فى الصومال لـ1421 حالة
الجيش الليبي: تسليم المرتزقة لن يتم إلا بعد انتهاء التحقيقات معهم