مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، تتابع سوق صناعة السفر المشهد عن كثب، بينما يعيد المسافرون ورجال الأعمال النظر بشأن إلغاء الرحلات أو تأجيلها، فيما تطبق بعض الدول قيود السفر.
ومع ذلك لا تزال بعض الطائرات تحلق في الأجواء، ولا يزال هناك من يسافر وسط تفشي الفيروس، وإن كان ذلك يعني حمل عبوات إضافية من المطهر في الحقائب.
وعندما تستقل الطائرة، وتجلس على مقعدك، قد تجد نفسك تعيد النظر في أسس النظافة داخل الطائرة، وتتساءل عن مدى نظافة الطائرة قبل ركوبها.
وتحدثت CNN مع شركات الطيران والخبراء في مجال الطب للاطلاع على الإجراءات المتخذة للتأكد من أن البيئة التي تنقل المسافرين صحية قدر الإمكان، وما يمكن للركاب القيام به للتأكد من سلامتهم.
إجراءات التنظيف العادية
يقول كريستيان روني، مدير شركة "JetWash Aero"، وهي شركة تنظيف متخصصة في مجال الطيران، ومكلفة بخدمة المناولة الأرضية للطائرات، إن عملية التنظيف تختلف وفقاً لجدول الطائرة المعنية.
وعندما تكون فترة توقف الطائرات محدودة، فإن طاقم الطائرة يقوم بما يطلق عليه روني اسم "التنظيف المباشر"، مثل إزالة الصحف القديمة ونفايات الركاب، في نهاية الرحلة.
ويوضح روني أنه "عادةً ما يتم التنظيف الأساسي والشامل للمقصورة في أوقات المساء، أو عندما يتوفر وقت توقف إضافي، وتشمل العملية تنظيف المراحيض، ومسح الأدراج وتطهيرها، وصناديق الأمتعة العلوية، والمقاعد. وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى ساعة أو أكثر".
ويشير روني إلى أن شركات الطيران تقوم دائماً بجدولة موعد "تنظيف داخلي عميق" كل شهر أو 6 أسابيع. وتستغرق مدة التنظيف الشامل عدة ساعات خلال هذه الخدمة.
ويضيف روني أن "بعض المطهرات التي نستخدمها فعالة ضد مجموعة واسعة من مسببات الأمراض، ومن المعروف أنها تعطل الفيروسات المعقدة ذات الخصائص المشابهة لسارس وإنفلونزا الطيور، وغيرها من الفيروسات والبكتيريا".
وتوفر تلك المطهرات حماية مضادة للميكروبات لمدة تصل إلى 10 أيام، بحسب ما يقول روني.
ما هي الإجراءات التي تتخذها الطائرات قبل الإقلاع؟
وترى ستيفاني بيرون، وهي مضيفة طيران متقاعدة مؤخراً اعتادت العمل لدى الخطوط الجوية الأمريكية، من خلال تجربتها، أن معايير تنظيف الطائرات تختلف بين شركة طيران وأخرى.
وتقول بيرون لـ CNN إنه في كثير من الأحيان تصعد على متن الطائرة وتضطر إلى إخبار شركة الطيران المسؤولة أن "الطائرة في حالة يرثى لها وبحاجة إلى تنظيفها من جديد"، موضحةً أن الأمر يختلف طوال الوقت، فأحياناً تأتي في الصباح لتجد أن الطائرة خضعت لتنظيف عميق في جميع أقسامها.
النظافة الشخصية للمسافر
ويوضح روني كذلك أن بعض شركات الطيران طلبت إجراءات إضافية في ظل الوضع الحالي، قائلاً: "لقد رأينا زيادة في متطلبات مستويات التطهير، والرش، والتبخير داخل المقصورة، بينما تتطلع شركات الطيران إلى معالجة المخاوف بشأن فيروس كورونا".
ولكن يعتقد الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب في قسم الأمراض المعدية بجامعة فاندربيلت، أنه ليس هناك الكثير مما يمكن أن تفعله شركات الطيرن لمنع انتشار فيروس كورونا.
ويقول شافنر إنه نظراً لانتقال العدوى غالباً من شخص لآخر، فإن البيئة الجامدة للطائرة ليست هي المشكلة، مضيفاً أنه لا يزال من الحكمة مسح الأسطح، ولكن في نهاية المطاف، يعد غسل اليدين هو أهم خطوة وقائية.
ويوافق الدكتور باولو ألفيس على هذا الرأي، قائلاً "الإجراء الأكثر فعالية والأكثر بساطة الذي يجب على المسافرين اعتماده هو غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون. وإذا لم يتوفر الصابون والماء، عندها يجب استخدام معقم اليدين".
ويوضح ألفيس، الذي يحضر حالياً ورشة عمل في الاتحاد الدولي للنقل الجوي في سنغافورة، والتي تهدف إلى معالجة التأثير العام لفيروس"COVID-19"، أنه "يجب مسح سطح مائدة الطعام، إذ يمكن أن تلتصق القطيرات بعد السعال أو العطس. ويجب على المسافرين الحفاظ على نظافتهم الشخصية جيداً على متن الرحلات الجوية، وقبلها وبعدها، وكذلك تجنب لمس الوجه".