في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا في مختلف أنحاء العالم وارتفاع أعداد المصابين به وضحاياه، يتزايد الحديث والتكهنات يوما بعد يوم بشأن دورة الألعاب الأولمبية المقبلة المقررة في العاصمة اليابانية "طوكيو 2020" في يوليو وأغسطس المقبلين.
وفي اجتماع المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية المنعقد اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، لا يبدو أي من الخيارات والاحتمالات المتاحة مثاليا، حيث تقتصر الاحتمالات على الإلغاء والتأجيل وتغيير مكان الاستضافة أو إقامة الدورة طبقا لما هو مقرر.
ولا تزال اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة للأولمبياد في اليابان، تتمسكان بانطلاق الدورة في الوقت المحدد في 24 تموز/يوليو.
وقال الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية قبل أيام :"الاستعدادات والتصفيات تتواصل. تجرى طبقا للجدول المحدد."
ولكن ماذا يمكن أن يحدث إن لم يجر احتواء أزمة انتشار الفيروس في الأشهر المقبلة؟ وماذا ستكون عواقب إلغاء أكبر حدث رياضي في العالم يشارك فيه نحو 11 ألف رياضي؟.
وقال ماكس هارتونج رئيس لجنة الرياضيين الألمانية في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"هذا سيشكل مأساة بالنسبة للعديد من الرياضيين."
وأشار هارتونج، نجم رياضة المبارزة، إلى أنه يشعر بالفعل بأن انتشار فيروس كورونا يلقي بظلاله على الاستعدادات للدورة الأولمبية، التي من المفترض أن تكون الثالثة في مسيرته.
وأوضح "لم يعد بالإمكان الحديث بشأن تصفيات التأهل، مثلما كان الوضع قبل أولمبياد لندن 2012 وأولمبياد ريو 2016. فالضبابية تزداد."
وأعلن الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية أنه يتابع التطورات الخاصة بفيروس كورونا بمسؤولية وبشكل مكثف.
وقال ألفونس هورمان رئيس الاتحاد "في كل قرار يتخذ، تكون الأولوية لمصلحة الرياضيين وكل أعضاء الفريق."
وقال ريتشارد بوند، العضو الأكثر استمرارا في اللجنة الأولمبية الدولية، إن اللجنة لا يزال أمامها فرصة من الوقت حتى نهاية مايو المقبل لاتخاذ قرارها بشأن دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو 2020".
ومن جانبه، قال باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية قبل أيام "لن أضيف الوقود إلى نار الشائعات"، ويتوقع المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية عدم اتخاذ قرار حاسم بشأن طوكيو 2020 خلال هذا الأسبوع.
وأكد المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية على "التزامه الكامل لإنجاح دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو.
وذكر المجلس في بيان خلال اجتماعه اليوم :"تم بالفعل تشكيل فريق عمل في منتصف شباط/فبراير الماضي يضم اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة للأولمبياد ومدينة طوكيو وحكومة اليابان ومنظمة الصحة العالمية".
وتابع :"يقدر المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية ويدعم كافة الإجراءات التي تم اتخاذها، والتي تشكل جزءا مهما من خطط طوكيو لاستضافة بطولة آمنة".
ومن جانبها، قالت سايكو هاشيموتو وزيرة الأولمبياد في اليابان، اليوم الثلاثاء إن بنود العقود المتعلقة بأولمبياد طوكيو 2020، تسمح بتأجيلها إلى وقت لاحق خلال عام 2020.
وأوضحت أنه من الممكن تأجيل الدورة طالما أن الموعد الجديد سيكون خلال عام 2020، وذلك في ردها على سؤال أحد المشرعين خلال جلسة للجنة الميزانية في البرلمان.
وقالت هاشيموتو "اللجنة الأولمبية الدولية لها الحق في إلغاء الدورة الأولمبية بطوكيو، فقط في حالة عدم إقامتها خلال هذا العام."
ومن المفترض مشاركة نحو 11 ألف رياضي في الدورة الأولمبية المقررة في طوكيو بين 24 تموز/يوليو والتاسع من أغسطس، وتليها دورة الألعاب البارالمبية التي تنطلق في 25 آب/أغسطس.
وبدأ ظهور فيروس كورونا في الصين وتفشي فيها ثم انتشر إلى عدة دول أخرى، وقد أودى حتى الآن بحياة أكثر من ثلاثة ألاف شخص وأصيب به أكثر من 90 ألف شخص حول العالم.
وسجلت اليابان حتى الآن نحو 990 حالة إصابة مؤكدة، من بينها نحو 700 حالة لأشخاص كانوا على متن سفينة "دايموند برنسيس" السياحية التي خضعت للحجر الصحي في يوكوهاما.
ومن ناحية أخرى أعلن مجلس الرياضات البارالمبية في اليابان اليوم الثلاثاء إلغاء حدث تجريبي لمنافسات الرجبي بالكراسي المتحركة، بسبب انتشار الفيروس، علما بأن الحدث كان مقررا في منتصف أذار/مارس الجاري.