في عالم كرة القدم، ربما تكون مباراة واحدة أو إصابة واحدة كافية لتغيير الحالة المعنوية داخل جدران النادي، وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية عندما واجه ريال مدريد كبوة صعبة تمثلت في هزيمة أمام ليفانتي أفقدته صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم وكذلك إصابة النجم إيدين هازارد.
وانتهت سلسلة طويلة من 15 مباراة حافظ فيها ريال مدريد على سجله خاليا من الهزائم، وخسر أمام ليفانتي صفر / 1 مساء السبت لينتزع برشلونة صدارة الدوري، كما أصيب النجم هازارد لتزداد الأمور سوءا بريال مدريد قبل مباراته المرتقبة غدًا الأربعاء أمام مانشستر سيتي الإنجليزي في ذهاب دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا.
وبعد أن خسر بهدف وحيد سجله خوسيه لويس موراليس من التسديدة الوحيدة من جانب فريق ليفانتي في المباراة، تضاعفت أحزان ريال مدريد وجماهيره عند الإعلان عن احتمالات غياب هازارد بسبب الإصابة ربما حتى نهاية الموسم.
وكان ريال مدريد قد أهدر نقطتين أيضا بالتعادل في مباراته السابقة مع سيلتا فيجو 2 / 2 وهو ما مهد الطريق أمام انفراد برشلونة بصدارة الدوري، علمًا بأن ريال مدريد سيصطدم بغريمه برشلونة في مباراة الكلاسيكو المرتقبة يوم الأحد المقبل ضمن منافسات الدوري.
وكان هازارد قد خرج من الملعب محمولًا على المحفة الطبية إثر إصابته في الكاحل الأيمن، وصرح زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد للصحفيين عقب المباراة "الأمر لا يبدو جيدا، فهي نفس الساق التي تعرض لإصابة سابقة فيها".
وكان هازارد قد غاب عن الملاعب طوال 82 يومًا إثر تعرضه لشرخ في الكاحل خلال المباراة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في دوري الأبطال في نوفمبر الماضي، وقد عمل بجدية من أجل استعادة اللياقة التي ظهر بها خلال أفضل فترات تألقه مع تشيلسي في الموسم الماضي.
وعلى زيدان أن يجد الحلول للتغلب على غياب المهاجم البلجيكي الذي سجل 21 هدفا في كل المسابقات لفريق تشيلسي خلال الموسم الماضي، وكان يحمل أمال ريال مدريد بشكل كبير في الثلث الأخير من الموسم.
وجاءت الظروف التي يعيشها ريال مدريد لتجدد الحديث عن البرتغالي كريستيانو رونالدو النجم السابق للفريق، والذي يلعب حاليا ليوفنتوس الإيطالي.
وركزت وسائل الإعلام الإسبانية في الأيام الأخيرة على إحصائية تفيد بأنه خلال 93 مباراة لريال مدريد منذ رحيل رونالدو، أخفق الفريق في التسجيل في 21 مباراة.
بينما أخفق الفريق في التسجيل في 36 مباراة فقط من إجمالي 438 مباراة شارك خلالها رونالدو مع الفريق.
ويمتلك زيدان قائمة طويلة يمكنه الاختيار منها وإيجاد الحلول أملا في تعويض غياب هازارد، حيث يبدو جاريث بيل لائقا كما يمكن لكل من البرازيليين الشابين فينيسيوس ورودريجو جوس وكذلك لوكاس فاسكيز وإيسكو المشاركة.
وفي مواجهة مانشستر سيتي ومديره الفني بيب جوارديولا، ربما يدرك زيدان جيدًا أن محاولة الاحتفاظ بالكرة ستكون أفضل سياسة ممكنة للتعامل مع المباراة، كما يمكنه الاستعانة في التشكيل الأساسي بلاعبي خط الوسط المتألقين توني كروس ولوكا مودريتش وفيدي فالفيردي وكاسيميرو.
وربما يستمد ريال مدريد بعض الطمأنينة من الإحصائيات أيضًا، حيث أنه رغم أهمية هازارد وقدراته، فإن غيابه ليس بالضرورة أن يؤثر بشكل كارثي، حيث أن المباريات التي شارك بها شهدت سبعة انتصارات وخمسة تعادلات وهزيمتين.
وفي المباريات التي غاب عنها هازارد، حقق الفريق 14 انتصارًا مقابل ستة تعادلات وهزيمتين.
كذلك غاب هازارد في أغلب المباريات الــ15 التي حافظ فيها ريال مدريد على سجله خاليا من الهزائم، وقد قدم فيها الفريق مستويات جيدة ربما يتطلع إلى تكرارها في مواجهة مانشستر سيتي.