يدخل تشيلسي الإنجليزي مواجهة قوية أمام بايرن ميونخ الألماني، في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد ما يقارب ثماني سنوات على اللقب الوحيد الذي فاز به الفريق اللندني بالمسابقة، حيث مكنه الفوز بضربات الجزاء الترجيحية على الفريق البافاري من أفتناص اللقب الوحيد في تاريخه.
وكان هذا الانتصار في ملعب "أليانز أرينا"، تتويجا لسنوات عديدة من التطور لتشيلسي، وهي اللحظة الحاسمة في تاريخ النادي منذ أن أصبح الروسي رومان أبراموفيتش مالكا للنادي، بالإضافة إلى أربعة ألقاب للدوري الإنجليزي،احدها تحقق بعد هذا التاريخ.
وكان الفريق الفائز بلقب عام 2012، مليئا باللاعبين الذين كانوا في قمة عطاءهم في ذلك الوقت، مثل الإيفواري ديديه دروجبا وجون تيري وفرانك لامبارد، وهم جميعا لاعبين أصحاب خبرة دولية.
ويمثل الجيل الحالي للفريق، نفس المرحلة السابقة لكن مع لاعبين أصغر في السن، مثل تامي أبراهام وماسون ماونت، وهي مواهب تبشر بمستقبل كبير للنادي.
ومع تولي فرانك لامبارد مسؤولية تدريب الفريق في الموسم الأول، فإن هناك حالة من الثقة بين جماهير النادي في قدرة الفريق للسير على الطريق الصحيح للعودة إلى القمة، وعلى الرغم من أن مواجهة الفريق أمام بايرن غدا الثلاثاء، ستحيي ذكريات نهائي عام 2012، فإن لامبارد يركز فقط على كيفية تجاوز الفريق الألماني والوصول إلى دور الثمانية.
وربما يتعين على لامبارد اتخاذ بعض القرارات الصعبة، خاصة في اختيار التشكيل، مع وجود الفرنسي أوليفييه جيرو الذي يسعى للحصول على مكان في التشكيل الأساسي بعد أن سجل هدفا خلال المباراة التي عاد بها إلى المشاركة ، وتحقق فيها الفوز على توتنهام 2 / 1.
وشارك جيرو، الذي فاز بكأس العالم مع منتخب بلاده قبل عامين، كأساسي في مباراتين فقط هذا الموسم، لكن خبرته الكبيرة ربما تكون عاملا في مواجهة صعبة مثل بايرن ميونخ.
واعتبر جيرو أن الفوز على توتنهام، ربما يمثل نقطة تحول بالنسبة لفريقه بعد أن فقد تشيلسي بعض الثقة حينما يلعب مباريات على أرضه ووسط جماهيره.
وربما يستطيع جيرو الحفاظ على مكانه في التشكيل الأساسي، بدلًا من إبراهام، حيث قال لامبارد إن جيرو ضرب مثالًا يحتذى به للجميع في الوقت الذي لم يكن يشارك فيه مع الفريق.
وقال لامبارد: "كان دائما ملتزما، حتى في الوقت الذي لا يلعب فيه بانتظام، كان رائعا للغاية معي منذ البداية حتى الآن، وهذا هو السبب في إنه يمكن أن يقدم أفضل أداء حينما يشارك".
وتابع : "شخصيته في غرفة تغيير الملابس، أداءه على ارض الملعب، إنهاءه للهجمات بإمكانياته العالية، وكذلك إنكار الذات، جيرو فاز بكأس العالم، وهو جيد للغاية مع اللاعبين الشباب من حوله، إنه يريد التدرب على أعلى مستوى في كل يوم، وهو يعرف إمكانياته بشكل جيد ويقدم كل شيء".
وبدأ لامبارد مباراة توتنهام بطريقة 3 – 5 – 2 ، وذلك من أجل الاستفادة من إمكانيات جيرو والظهير الإسباني ماركوس ألونسو، وربما يكرر الأسلوب ذاته أمام بايرن.
وقال مدرب تشيلسي إن أي لاعب يشارك كأساسي أو يبقى على مقاعد البدلاء، يجب أن يكون ملتزما بنسبة 100 بالمئة في أداءه".
وأضاف: "لا أحب أبدا ترك اللاعبين على دكة البدلاء لأنهم من الفريق، يلزم اللاعب أن يشعر بالوحدة مع الفريق وكأنهم عائلته، إنه أمر صعب للغاية لكنه جزء من مهمتي".
وتابع لامبارد: "اللاعبون يتحملون أيضا مسؤولية الأداء، سواء كانوا أساسيين، أو جاؤوا من مقاعد البدلاء، وحتى لو كانوا خارج القائمة فهم يعملون من أجل الحصول على فرصتهم في الفريق"ز
وواصل: "إما أن يبقوا خارج القائمة أو يغيرون موقفهم للعودة مرة أخرى إلى الفريق ويسير تدريبهم في الاتجاه الصحيح، أنا أمنح بعض الوقت لذلك الأمر، ربما لأنني عانيت منه كلاعب في عدة مرات، لكن الشيء الواجب فعله هو التطور بسرعة شديدة".
الحديث اقترب من النهاية، والآن هو الوقت المناسب لتشيلسي مع لامبارد من أجل المضي قدمًا.