أزمة الرائدات الريفيات مازالت مستمرة، وفي حاجة أن تتدخل الجهات المختصة لحل مشاكلهن التي تواجهونهن في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد حاليا.
أمل التثبيت في عملهن، كرائدات ريفيات يتبعن وزراة التضامن الاجتماعي، حلم طال انتظاره، وشابت شعورهن ليحصلن على راتب وظيفي يناسب طبيعة أعمالهن الوظيفية التي يقمن بها.
مئات من الرائدات الريفيات، بمختلف المحافظات قضين أغلب سنوات أعمارهن التي لاتقل عن 10 أعوام في تقديم الخدمات المجتمعية المختلفة للمرأة سواء أكانت صحة أم تعليم فضلا عن قيامهن بمهام أخرى مختلفة، تنفيذا للفعاليات التي تنظمها لهم المديريات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وتكليفهن بأعمال تأخذ من أوقاتهن زمنا طويلا وجهدا كبيرا.
راتبهم الذي يتقاضوه هؤلاء السيدات اللاتي يعملن في صمت، لايتعدي مبلغ ال 250 جنيها، في ظل الزيادات التي تقرها الدولة على العاملين الموظفين بالقطاعات الحكومية، إلا أنهن حرمن من ذلك، على أمل التثبيت، والاعتراف بهن كبقية السيدات العاملات.
وتكمن مشكلة الرائدات الريفيات على مستوي جميع المحافظات، أنهن حينما استلمن العمل، قمن بالتوقيع على عقود وإقرارات بأنهن سيعملن تطوعيا فترة محددة، على أن يجدد العمل لهم سنويا، لحين تقنين أوضاعهن، وانتهزت مديريات التضامن الاجتماعي عملهن، وقاموا بتسخيرهن لخدمة المجتمع الذين يقطنون فيه وخاصة القرى في المحافظات الريفية، الأمر الذي لا يتحمله هؤلاء السيدات في ظل تلك الرواتب الزهيدة التي لا تلبي سبل المعيشة، وبناء عليه تعالت الصرخات من أجل استجداء المسؤولين والنظر لهم بعين الرحمة.
حقوق مهدورة
تقول صباح خشبة، إنها تعمل رائدة ريفية منذ ١٤ عاما، ولا تتقاضى سوى 250جنيه، راتب شهري، وأن مشكلة الرائدات تعمل منذ سنوات كثيرة، فنحن نعمل دون تأمين صحي أو اجتماعي، ولم يطبق علينا بدلات الحوافز، أو إصابة عمل، أو تعويض وفاة.
وأضافت، الرائدات الريفيات لا تتقاضى راتب محترم، حيث نعمل في مجالات عديدة مثل الصحة فنقوم بتوعية الأم والعمل في صحة الأسرة، وأيضا نعمل في مجال السياسة، من خلال إقناع المرأة بدورها فى المحتمع، بالإضافة إلة العمل فى الوحدات الاجتماعية فى المعاشات والمساعدات واستمارات تكافل وكرامة، واستمارات المشروطية وأعمال أخرى.
وتابعت، كل هذه الاعمال لانجد مقابل لها وأكبر مبلغ حصلنا عليه منذ 10شهور هو 350جنيه، وعددنا ٢٥٠ رائدة على مستوى الجمهورية.
نريد أن نتساوى بالرائدة الصحية التابعة لوزارة الصحة التي تم تثبيتها بالوزارة، ولها تامين صحي واجتماعى وراتب وحوافظ، قائلة: "نحن نعمل الصناديق الخاصة".
خدمة 20عاما
بينما قالت س.ع، رائدة ريفية من محافظة أسوان، إنها قضت ٢٠ عاما في تلك الوظيفة المؤقتة، وأنها تقوم بعملها هى وزميلاتها على أكمل وجه، وينفذن تكليفاتهن على أكمل وجه، لأنهن يريدن التعيين ويخافون أن يمسك عليهن أحد بحجة عدم التفاني في العمل.
وتابعت، لا أريد أن يكون مصيري مثل زميلاتي اللاتي قضين أكثر من ٣٠ عاما في خدمة المجتمع دون الحصول على حقهن وعدم إعطائهن حقوقهن لتلك السنوات اللاتي عملن بها.
وأوضحت، نحن في أسوان نعيش ظروف صعبة للغاية، ونحتاج لهذا التعيين، كما أنه لا يمكن ترك عملنا كرائدات ريفيات، لأن هناك الكثير من السيدات والأسر في حاجة للوعي، مضيفة أنها تشارك في حملة طرق الأبواب، وتقوم بصفة يومية للنزول للأسر في منازلهم لتوعية بخطورة ختان الإناث، وتنظيم الأسرة.
وأكملت، أتمنى من الوزيرة النظر إلينا، لأننا نقوم بأعمال ذات أهمية، حيث حاز ملف التسجيل فى برنامج تكافل وكرامة ومشروع المبادرات والأبحاث الخارجية والندوات والزيارات الميدانية جهدا كبيرا.
تعيين دون علم
بينما قالت س.ع، من محافظة كفر الشيخ، أنها تفاجأت بعد عشر سنين من عملها كرائدة ريفية، تتقاضى مرتب لا يزيد عن 250جنيه، أنها معينة وتم تثبيتها، ولم تنال على حقوقها حتى الآن، الأمر الذي دعاها لرفع قضية للمطالبة بحقوقها.
وتابعت، منذ عام 2017حتى الآن لم يهتم بنا أحد من الوزارة فيما وعدونا به من حقوق مثل تأمين اجتماعي وتأمين صحي، فهي وعود بلا تنفيذ.
وأضافت قائلة: " مش لازم نتظاهر علشان تثبتونا زى رائدات وزارة الصحة ونقلب الدنيا، احنا نتعبنا من كتر الشكاوي على صفحة الوزارة حسبى الله ونعم الوكيل فى كل واحد واقف فى طريق التثبيت وتحسين وضع الرائدات الاجتماعية ورجوع حقهم اللى ضايع من سنوات".
تقنين أوضاع
وطالبت م.ك، رائدة ريفية من محافظة المنوفية، بسرعة إيجاد حلول لهم، وتقنين أوضاعهن، من أجل تحقيق أهداف الدعم المجتمعي وتحقيق طموحات المرأة الريفية، فلايعقل أن نقوم بهذا الجهد الكبير، ولم نأخذ حقوقنا ونخضع لأقسي أساليب الاستنزاف المهني من المسؤولين بمديرية التضامن الاجتماعي.
وتابعت: "نحن فئة كبيرة وقوية، كلمتنا مسموعة بين القري والأحياء وجميع من يعرفنا يثق في كلامنا دون تفكير ولاجدال نحن نعشق هذه البلد ونريد أن ناخذ حقنا منذ سنوات عديدة لا نريد الوقفات أو البلبلة للبلاد نحن على دراية لما يرغبونا به الأعداء من زعزعة وانقسام، ولا نحب أن يصل بنا الأمر لهذه الدرجة لهذا نرجوا حل مشكلة الرائدات بتغيير اللائحة، فهناك من الرائدات مجموعة معينين في هيئة محو الأمية لتعليم الكبار ، وأيضا منهم مؤمن عليهم في جمعيات أهلية نرجوا البحث وتثبيت الآخرين، وهذا لا يتعدى أكثر من ألف ونصف رائدة.
تأخر المكافآت
وقالت أخرى، من محافظة الأقصر، أنه يصعب على الرائدة الريفية الوصول لحقها فنجد ضعف المرتبات التي قد تتأخر شهور مما يجعل كثير من الرائدات الريفيات يبتعدن عن العمل، وأيضا تعنت بعض الموظفين الذين يسهموا في عدم صرف مستحقات الرائدة الريفية بالكامل ولكن يوجد من يساهم معنا من المسئولين ولكن عددهم قليل.
مطالبات بالمساواة بالرائدة الصحية
وتابعت، نرجوا من وزارة التضامن الاجتماعي رفع مكافآت الرائدات الريفيات وصرفها شهريا ومعاملتهن مثل الرائدة الصحية حتى يتم رفع تدريب وعمل الرائدة الريفية أما بالنسبة لنا فنحن نشكو دائما من تأخير المرتبات فقد تصل إلى أكثر من ثلاث شهور فهل تستطيع الرائدة أن تنفق على بيتها وتتحمل كل هذه الشهور بلا مرتبات رغم أنها قليلة جدا إلى مصروفات هذا العصر فنرجو من وزيرة التضامن الاجتماعي تقديم طلب إلى رئيس الجمهورية أو وزارة المالية لرفع المرتبات وتحديد قانون يجعل الرائدة الريفية موظفة لها ما للموظفة من حقوق وبذلك نتقدم ونعمل ونحن مطمأنين دون معاناة.
تاريخ الرائدة الريفية والحضرية
بدأ عمل الرائدة منذ حرب ٧٣ لمساعدة رجال الجيش للوصول لأهالي المقاتلين الذين استشهدوا في الحرب ومواساتهم ومساعدتهم للحصول علي حقوقهم ومستحقاتهم، وهذا بأمر من قيادة الجيش في هذا الوقت.
واجتمعت القيادات العسكرية علي هذا واختيارهم سيدة أو اثنين من كل حي أو قرية لمساعدتهم لدخولهم المنازل بوجود الرائدة.
ومنذ هذه الفترة بدأ عمل الرائدات سواء في المدن أو في القرى، وكان عمل الرائدة تطوعي ونسبة هؤلاء الرائدات لوزارة الشئون الاجتماعية" التضامن الاجتماعي حاليا".
وينحصر عمل الرائدة الريفية في جميع أعمال التوعية للمرأة سياسياً وصحياً وثقافياً، ومعرفة دور المراة في المجتمع وأهميته، وأيضا العمل بالوحدات الاجتماعية والقيام بمساعدة رئيس الوحدة في البحث الميداني للمواطنين.
وتعد الرائدة همزة الوصل بين المواطن والجهات التي تقدم له أي مساعدة أو خدمة ووجود المراة في الميدان العام أثناء الانتخابات دليل علي قدرتها في تغيير المجتمع وأن الرائدة لها قدرة في المنطقة وتغيير الرأى وهذا ما شاهدته الدولة الفترة الماضية.
الرائدة الريفية مُلمة بكل مشاكل المنطقة وحلها بأسلوب حضاري وتعمل مع المجلس القومي للمرأة، ورغم كل هذا التاريخ لايعترف أحد بهن، ولا يحصلن على حقوقهن.