ضرب فيروس "كورونا" الاقتصاد الصيني، وأثر على مبيعات شركة التكنولوجيا الأغلى في العالم "آبل"، خلال الربع الأول من العام الحالي.
وصرحت الشركة، في بيان، إنها قد لا تتمكن من تحقيق الهدف، الذي وضعته قبل حوالي ثلاثة أسابيع، في ما يتعلق برقم المبيعات الخاص بها خلال الربع الحالي من العام والذي ينتهي في مارس 2020، حيث توقعت الشركة إيرادات لهذه الفترة تتراوح بين 63 و67 مليار دولار.
وقالت الشركة، إنه في ظل تفشي الوباء الجديد في الصين، فإن مرافق التصنيع الخاصة بالشركة هناك تعمل بوتيرة أبطأ من المتوقع، كما لا تزال بعض متاجر التجزئة الخاصة بالشركة في الصين مغلقة، أو تعمل لساعات أقل من الطبيعي، مما يؤدي بدوره إلى نقص في عرض هواتف "آيفون" المتاحة للبيع في العالم.
ويتوقع محللون، انخفاض الطلب الصيني على الهواتف الذكية بواقع النصف خلال الربع الأول من العام الحالي، وذلك بسبب استمرار تفشي المرض، حيث تعتبر الصين أكبر سوق لهذه الأجهزة في العالم.
وفي إطار ذلك، قد توفى 1900 شخص في الصين، بالإضافة لإصابة 72 ألفا، بسبب فيروس "كورونا" الأمر الذي دفع ملايين الصينيين الالتزام بمنازلهم حتى بعد انقضاء عطلة السنة القمرية الجديدة التي جرى تمديدها، مما أحدث تأخيرا في إعادة تشغيل المصانع بالإضافة لانقطاع في سلاسل الإمدادات من السلع الضرورية.
أدى انتشار فيروس كورونا في الصين، وما ترتب على ذلك من إجراءات احترازية للحيلولة دون وصوله إلى مقاطعات أخرى في البلاد، فضلا عن التدابير التي تتخذها الدول الأخرى لحماية مواطنيها من وصول الفيروس، إلى انعكاسات اقتصادية على الاقتصاد العالمي والصيني، قد تكون ممتدة الأثر إلى ما بعد الإعلان نهائيا عن القضاء على الفيروس، وتلاشي حالة الفزع العالمي من السفر إلى الصين.
من الصعب حاليا تكوين صورة شاملة محددة المعالم والأطر عن أثر فيروس الكورونا على الاقتصاد الصيني ووضع تلك الآثار في سياقاتها الاقتصادية المختلفة، لكن بالتأكيد هناك بعض القطاعات التي تضررت بالفعل في الوقت الحالي وعلى رأسها قطاع السياحة والنقل والتجارة.
وفي هذا الشأن قال الكاتب الفرنسي، فريدريك شيفر، في تقرير نشرته صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، إنه بعد 18 شهرا من التوترات، كان الهدف من توقيع الاتفاق التجاري مع واشنطن في 15 يناير جلب مزيد من الانتعاش للاقتصاد الصيني.. لكن يبدو أن الحكومة الصينية لم تأخذ بعين الاعتبار انتشار وباء فيروس كورونا الجديد والتدابير الصارمة لمحاولة احتوائه والقضاء عليه.
ويضيف شون روش، المحلل في "ستاندرد آند بورز" أن انتشار فيروس كورونا يؤثر على الصين في منتصف العام القمري الجديد، وهي فترة تنفق فيها الأسر أكثر من المعتاد على السفر والترفيه والهدايا".
وأضاف شيفر أن السياحة في الصين تضررت كثيرا جراء الفيروس، وألغى ملايين الصينيين رحلاتهم خلال العام الجديد، وبات محظورا على وكالات السفر بيع بطاقات الرحلات السياحية المنظمة وحجز الفنادق، وشكل ذلك ضربة موجعة للصناعة المحلية، و للعديد من الوجهات المفضلة للسياح الصينيين الذين حرموا من زيارتها في آسيا، مثل تايلاند وفيتنام واليابان والفلبين، وفي فرنسا أيضا، كما عانت السلع الكمالية والنقل الجوي والسلع الفاخرة بشكل خاص من تغير ثقة المستثمرين.
وأدى انتشار فيروس كورونا إلى إعلان العديد من الدول إيقاف رحلاتها إلى الصين فيما طالبت دول أخرى رعاياها بضرورة مغادرة البلاد خشية التعرض للإصابة بالوباء القاتل، وقال مجلس السياحة العالمي إن توقف أو إلغاء الرحلات إلى الصين سيدخل العالم في أزمة اقتصادية كبيرة جراء خسائر في القطاع السياحي.
وأطلق المجلس تحذيرات من الأخطار الاقتصادية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا في الصين وعدد من الدول الأوروبية، لافتا إلى أنها ستترك آثارا اقتصادية طويلة الأجل على السياحة في العالم.
وقالت رئيسة المجلس، جلوريا جيفارا: "أثبتت لنا الحالات السابقة أن إغلاق المطارات وإلغاء الرحلات الجوية وإغلاق الحدود غالبا ما يكون لها تأثير اقتصادي أكبر من تأثير الوباء نفسه".
وارتفعت، تكلفة التأمين على ديون الصين بعد أن أكدت السلطات ظهور سلالة جديدة من الفيروس التاجي يمكن انتقالها بين البشر، ما زاد المخاوف من تضرر الاقتصاد في وقت تتباطأ فيه بالفعل وتيرة النمو. بحسب وكالة رويترز.