قالت الدكتورة هبة البشبيشي، الباحثة في الشئون الإسرائيلية والأفريقية تعليقا على تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعودة القارة السمراء إلى أحضان تل أبيب: "نتنياهو يحاول أن يخرج من الأزمة الداخلية وانتصار تحالف أزرق أبيض في الانتخابات الإسرائيلية عبر تحقيق أي مجد خارجي ينسب له سواء في تطوير العلاقات الخارجية الإسرائيلية في إفريقيا أو دولة من الجوار وبشكل خاص دول جوار الجوار لأن كل ما يحيط به دول عربية فيهرب إلى محيط أكثر اتساعا وهو الدول الإفريقية، فسعية واتجاهه للسودان ومقابلة البرهان رئيس المجلس الانتقالي هو تحول نوعي في العلاقات السودانية الخارجية، فإسرائيل سعت كثيرا لعلاقات مع السودان أيام البشير وقبله ولكنه لم يحدث".
وتابعت البشبيشي: "بالنسبة لإثيوبيا، فنستطيع أن نقول أن هناك تحول في العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية وهي في حالة برود على عكس كل ما يقال فمنذ أن تقلد آبي أحمد في الحكم ويحاول أن يثبت أن ليس له ولاء للعرب كما يقال في الصحافة لإسرائيلية وأن كل ولائه لإثيوبيا، فعلى الرغم من زيارة آبي أحمد ولبس "الكيباة" اليهودية إلا أن علاقته مع إسرائيل باردة وأن توجهه إلى الإمارات ودول الخليج فهو يدعوهم للتعاون بشكل دائم والاستثمار في إثيوبيا وهذا تسبب في صدمة لإسرائيل".
وتابعت: "أما بالنسبة لنتنياهو ففكرة أن نتنياهو يعتمد على العلاقات الخارجية ويؤمن وضع إسرائيل خارجيا هذا لا يهم المواطن الإسرائيلي بتوفير كافة وسائل الحياة، كما حدث في صفقة القرن كان رد فعلها بارد جدا داخل إسرائيل والتي كان رافض لها المواطن الإسرائيلي ولم تكن أنها هامة في عملية السلام مع الفلسطينيين".
واستطردت البشبيشي، قائلة: "يسعى نتنياهو منذ عام 2008، توطيد علاقاته مع دول إفريقيا من زيارات إثيوبيا وغيرها، ومع ذلك السفارة الإسرائيلية في القاهرة أعلنت أن إسرائيل ليس لها تأثير على قضية سد النهضة لأن سد النهضة احتياج إنساني فإثيوبيا يجتاحها كل عام فيضانات تقضي على الأخضر واليابس وعلى الإنسان والحيوانات ففكرة السيطرة على نهر النيل في تلك النقطة شئ مهم جدا وأساسي".
أما عن سد النهضة، فقالت الباحثة في الشؤون الإفريقية والإسرائيلية: "إسرائيل ليس لها خبرة في بناء السدود وإدارتها وكذلك فهي دولة نامية، وليست أمريكا أو روسيا فالشئ الذي تقدمه هو تدريبات فهي دولة تعيش على المعونة الأمريكية فكيف لها بأن تعطي للدول الفريقية، فالسد يمول من الصين وإيطاليا، وإسرائيل قزم دولي وقزم سياسي عالمي لا يستطيع تمويل مثل هذا السد".
أما عن الانتخابات الإسرائيلية والمزمع عقدها في 2 من شهر مارس القادم، فقالت البشبيشي:" لم تكن العلاقات الخارجية كجزء من السياسة الخارجية الإسرائيلية كانت جزء من نجاح أي من رؤساء وزراء إسرائيل، فهم لهم حسابات خاصة مثل الحسابات الخارجية فعلى سبيل المثال الرئيس الأمريكي وتعامله بعجرفة مع الشرق الأوسط في حين أن في بلاده حقق امتيازات ومنها قضى على البطالة وغيرها".
وتابعت: "هناك جرد سنوي يحدث لنتنياهو وما تم تحقيقه للمواطن الإسرائيلي ومن بينها مشروع القبة الحديدية التي تعد من ضمن الامتيازات لنتنياهو ، وكذلك فكرة الاقتصاد وما حققته إسرائيل".