انتشر فيروس كورونا الذي يطلق عليه "التهاب رئوي شرق أوسطي"، وأدى بحياة ما يقرب من 500 شخص وأصاب أكثر من 24000 في الصين، ولكن ما يزال العلماء يتعلمون الكثير عن فيروس "كورونا.
وتم نشر دراسة في مجلة New England الطبية تكشف، أن "الأطفال قد يكونون أقل عرضة للإصابة، وإذا أصيبوا، فقد تظهر عليهم أعراضا أكثر اعتدالا من البالغين".
ومنذ ذلك الحين، سجل الأطباء بعض الحالات بين الأطفال: طفلة تبلغ من العمر 9 أشهر في بكين، وطفل في ألمانيا شُخّص والده بالفيروس أولا، وطفل في شينزين بالصين أصيب بعدوى دون ظهور أعراض.
وأكدت السلطات الصينية يوم الأربعاء 5 فبراير، أن طفلا في ووهان الصينية، أثبتت إصابته بالفيروس بعد 30 ساعة من ولادته؛ حيث تبين أن والدته مصابة بـ"كورونا". ولكن بالنسبة للجزء الأكبر، لا يبدو الأطفال عرضة للفيروس.
وفي حديثه مع Business Insider، قال ريتشارد مارتينيلو، وهو أستاذ مشارك في اختصاص الأمراض المعدية في كلية Yale للطب: "من كل ما رأيناه، ولأسباب غير واضحة لنا، يبدو أن الفيروس يؤثر بشكل أساسي على البالغين. كما أن بعض التقارير التي صدرت حتى الآن من الصين، كانت من مستشفيات للبالغين وليس من مستشفيات الأطفال".
وكشف خبراء الصحة أن انخفاض عدد الإصابات بين الأطفال أمر جيد، لأنهم أقل عرضة لغسل أيديهم وتغطية أفواههم والامتناع عن لمس الآخرين، وهي سلوكيات يمكنها نشر الجراثيم.
وتشبه أعراض فيروس "كورونا" الجديد، الأعراض المرتبطة بالالتهاب الرئوي أو الإنفلونزا: الحمى والسعال والقشعريرة والصداع وصعوبة التنفس والتهاب الحلق، كما يحمل "كورونا" تشابها صارخا مع "السارس"، الذي أودى بحياة 774 شخصا وأصاب أكثر من 8 آلاف فرد، بين نوفمبر 2002 ويوليو 2003. وانتشرت بعض حالات "السارس" بين الأطفال: 80 حالة فقط مؤكدة مختبريا و55 حالة محتملة أو مشتبه بها.
وأصيب معظم هؤلاء الأطفال بالحمى، وكان بعضهم مصابا بالسعال أو القيء أيضا.
وفي تقرير عام 2007، قرر خبراء من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية، أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أقل، يظهرون أعراضا أكثر اعتدالا من "السارس"، مقارنة بالبالغين. ولم يمت أطفال أو مراهقون بسبب الفيروس، ولكن ما يزال العلماء غير متأكدين من سبب ذلك.
وفي تفشي فيروس كورونا الحالي، يوجد تفسيران لسبب إصابة عدد قليل من الأطفال بالمرض: إما أنهم أقل عرضة للمرض في المقام الأول، أو أن هناك شيئا مختلفا حول كيفية استجابة أجسامهم للفيروس.
وقال ديفيد ويبر، أستاذ علم الأوبئة وطب الأطفال بجامعة "نورث كارولينا" في "تشابل هيل": "أعتقد أن السبب يرجع إلى الطريقة التي بدأ بها تفشي المرض".
وتعتقد السلطات الصينية أن الفيروس انتقل لأول مرة إلى الناس، من سوق المأكولات البحرية في ووهان حيث بيعت الحيوانات الحية.
وأضاف ويبر: "لا يوجد كثير من الأطفال يذهبون إلى سوق السمك".
وأُغلق سوق ووهان في 1 يناير، ومنذ ذلك الحين حظر المسؤولون المحليون بيع الحيوانات الحية في جميع أنحاء المدينة.
ومن المحتمل أيضا أن البالغين لا ينشرون الفيروس إلى الأطفال، لأن الناس يتوخون الحذر من خلال غسل أيديهم وتغطية أفواههم وعزل أنفسهم إذا شعروا بالمرض.
ولكن، مع استمرار تفشي المرض، يمكن أن تبدأ البلدان في الإبلاغ عن المزيد من الحالات بين الأطفال.
تجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة من فيروس الإنفلونزا، مثل الالتهاب الرئوي والفشل الكلوي، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض.