كشفت دراسة حديثة أن أفراس النهر التي املكها تاجر المخدرات الراحل الكولومبي بابلو إسكوبار، تشكل "كابوسا بيئيا" في كولومبيا.
ورغم مقتل "إسكوبار" قبل نحو 27 عامًا، فإن أخبار تاجر المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار لا تنقطع، وآخرها أخبار أفراس النهر التي امتلكها، التي كشفت دراسة حديثة أنها تشكل "كابوسا بيئيا" في كولومبيا.
وكان بابلو إسكوبار يلقب بـ"ملك المخدرات" وذاع صيته في مختلف أنحاء العالم بدءا من سبعينيات القرن الماضي، حتى قتل على أيدي الشرطة الكولومبية في ديسمبر 1993.
ومع مئات ملايين الدولارات التي كان يمتلكها، عاش إسكوبار حياة مترفة، إذ امتلك مجمع "هاسيندا نابوليز"، الذي امتد على أرض مساحتها نحو 20 كيلومترا مربعا، وضم مبان فاخرة وحديقة منحوتات وحديقة حيوانات.
وضمت الحديقة حيوانات من مختلف قارات العالم، إلا أنه تم توزيع معظمها على حدائق حيوانات أخرى بعد وفاة إسكوبار، باستثناء أفراس النهر.
وكان "ملك المخدرات" قد اشترى 4 أفراس نهر من حديقة حيوانات في كاليفورنيا وأحضرها إلى "هاسيندا نابوليز" في ثمانينيات القرض الماضي، إلا أن عددها وصل الآن إلى نحو 80، لا يزال بعضها يوجد في المكان نفسه، بينما هرب بعضها الآخر وانتشروا في البحيرات المجاورة.
وحذر باحثون من التأثيرات السلبية التي خلفها وجود أفراس النهر هذه على المياه في كولومبيا، إذ درسوا على مدار عامين نوعية المياه (واحتوائها على البكتيريا والفيروسات والفطريات) في البحيرات التي تضم فرس النهر ومقارنتها بتلك التي لا تعيش فيها الحيوانات.
وقال أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، جوناثان شورين، الذي شارك في الدراسة: "هذا النوع الفريد من الحيوانات له تأثير كبير على النظام الإيكولوجي في موطنه الأصلي بإفريقيا، ووجدنا أن له تأثيرا مشابها عند استيراده إلى قارة جديدة تماما مع بيئة وخصائص مختلفة".
وأضاف: "من الواضح أن هذا التأثير قد يشمل عواقب سلبية على جودة المياه ومواردها، لأنها تؤدي لانتشار الطحالب والبكتيريا الضارة."، وفق ما ذكر موقع مجلة "نيوزويك" الأميركية.
وتمضي أفراس النهر أيامها في الأكل على الأرض، قبل أن تنتقل إلى الماء ليلا وتتغوط أثناء نومها، وتغير كيمياء الماء ومستويات الأكسجين.
وأصبحت أفراس النهر الخاصة بإسكوبار تعيش في 4 بحيرات على الأقل في المنطقة، وانتشرت منها إلى أنهار مجاورة. وتزداد المخاوف من زيادة أعدادها بشكل كبير كونها نشطة جنسيا بشكل أكبر من مثيلاتها في إفريقيا، نظرا للظروف "المثالية" في كولومبيا، بوجود المياه الضحلة وغياب الجفاف.
وقال شورين: "إذا تابعنا نمو أعدادها، فإننا نلاحظ أنها تميل إلى الارتفاع بشكل كبير.. وفي العقدين المقبلين، قد يكون هناك الآلاف منها".