كشف علماء عن إمكانية إنشاء المنازل الجديدة باستخدام مواد بناء مثل الخشب وغيره من المواد البيولوجية، بدلاً من الأسمنت والخرسانة، وذلك لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 20%، مما ينعكسبشكل إيجابي على صحة الأفراد.
ووفقاً لما جاء في مقال نشره العلماء في معهد بوتسدام الألماني المتخصص في دراسة المناخ بمجلة "Nature Sustainability" العلمية، أوضح العلماء أن زيادة عدد السكان وخاصة في المدن الكبرى يؤدي إلى زيادة الطلب على إنشاء منازل جديدة حيث تستخدم بكثرة مواد بناء مثل الأسمنت والخرسانة اللذين يعتبران مصدرا رئيسا لغاز ثاني أكسيد الكربون .
ومن جانبها، قالت باحثة المناخ الروسية في معهد بوتسدام، "غالينا تشوركينا"، إن تلك المشكلة يمكن أن تتحول إلى وسيلة لمقاومة الاحترار العالمي وذلك عن طريق الانتقال إلى استخدام الخشب في قطاع الإنشاء.
يذكر أن المهندس البريطاني، جون سميثون اخترع الأسمنت في منتصف القرن الـ18 ومنذ ذلك الحين لم تتغير تكنولوجيا إنتاجه. وهو خليط من الحجر الجيري والطين والجبس ويتحول كل ذلك إلى مادة صلبة عند مزجه بالماء والهواء.
ويتسبب إنتاجه في انبعاث كميات ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون وأيونات المعادن الثقيلة وغازات سامة أخرى إلى الجو.
ويمكن مقارنة وزن تلك الغازات بوزن الأسمنت المنتوج نفسه، ما يجعل قطاع إنتاجه من أكبر المصادر لانبعاث غازات الاحتباس الحراري.
ومن جانبها، اقترحت العالمة الروسية، تشوركينا، وزملاؤها بحل تلك المشكلة عن طريق الانتقال إلى استخدام الخشب في قطاع الإنشاء، الأمر الذي يحول القطاع من مصدر انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون إلى مصدر رئيسي لامتصاصه.
وأظهرت الحسابات التي أجراها العلماء أن استبدال 50% من الأسمنت والخرسانة بالخشب أثناء إنشاء المنازل الجديدة في العالم يؤدي إلى امتصاص مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، أما استبدال 10% فقط من مواد البناء بالمواد الخشبية فيتسبب في امتصاص 250 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.