اكتشف الباحثون فيروسات تصل عمرها إلى آلاف السنين داخل طبقة جليد، مما دفعهم إلى ابتكار طريقة للبحث عن بقايا الفيروسات في عينات الجليد القديم.
ووفقا لما نشره موقع biorXiv.org، بأن هذا الاكتشاف حققه علماء من عدة مراكز علمية أمريكية.
وتعتبر الفيروسات في طبقات الجليد عمليا كالأرض المجهولة بالنسبة للإنسان، وقد وجد الباحثون مصدرين فقط في الأدبيات العلمية والمؤلفات المنشورة فيها ذكر لهذه الفيروسات، ففي عام 1999 أعلن الباحثون عن اكتشاف آثار بيولوجية كيميائية لفيروس فسيفساء الطماطم في جليد غرينلاند عمرها 140 ألف سنة. كما عثروا على جزيئات شبيهة بالفيروسات في طبقة جليد القطب الجنوبي على عمق 2.7 كيلومتر، ولكن لم يذكر الباحثون أي شيء عن فك شفرة جينوم هذه الفيروسات، لذلك قرر الباحثون تغطية هذا النقص الآن.
فقد درس الباحثون نموذجين من هضبة التبت أخذا في عامي 1992 و2015، دون مراعاة شروط التعقيم اللازمة. لذلك اضطروا إلى إجراء عملية تنظيف النموذجين من التلوث البيولوجي اللاحق.
ومن أجل اختبار الطريقة التي اتبعوها، أنشأوا أسطوانات صناعية من مياه معقمة ولوثوا سطحها بالبكتيريا والفيروسات. بعد ذلك رفعوا طبقة الجليد السطحية، وغسلوا الأسطوانات بكحول الإيثانول لإذابة طبقة جليد سمكها 0.5 سنتيمتر، وبعد ذلك غسله الأسطوانات بماء معقم، لإزالة طبقة ثانية بسمك مماثل.
وبعد كافة هذه الإجراءات، حلل الباحثون دقائق الجليد وتأكدوا من عدم وجود أي أثر للتلوث. استخدموا هذه الطريقة في عينات جليد التبت.
واكتشف الباحثون في الجليد القديم 33 نوعا من الفيروسات، 28 منها لم تكن معروفة للعلماء سابقا. كما اكتشفوا أيضا أنواعا مختلفة من البكتيريا. ويعتقد الباحثون أن جميع هذه الأحياء المجهرية سقطت في الجليد من الهواء الجوي.
والمثير للاهتمام، أن تركيب هذه الأحياء المجهرية في الجليد يتغير بحسب العمق، ووفقا للباحثين، هذا انعكاس للتغيرات المناخية التي حصلت في التبت خلال العصور المختلفة.