تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة القديرة مديحة كامل، تاركة خلفها العديد من الأعمال الفنية التى تظل خالدة في أذهان محبيها.
وتعد مديحة كامل واحدة من أبرز جميلات السينما المصرية، وهي فتاة أحلام الشباب، بسبب خفتها وحضورها الطاغي، وجاذبيتها التي لا تقاوم.
وشهدت مديحة كامل العديد من المحطات الصعبة، والتي دفعتها في نهاية المشوار لاعتزال الفن، وحينما قدمت "رابعة العدوية" أول أدوارها، حصلت من خلاله على لقب أحسن ممثلة مدرسية، وقدمت مسرحية مدرسية تحمل نفس الاسم، خلال مرحلة الإعدادية بالإسكندرية، أما في القاهرة فالبداية كانت عام 1964م بعدة أدوار صغيرة في السينما والمسرح.
وقامت مديحة كامل بالمشاركة في العديد من عروض الأزياء، قررت الالتحاق بكلية الآداب في جامعة عين شمس، عام 1965 لمواصلة دراستها، جنبا إلى جنب، مع المحاولات المستمرة لصعود سلم النجومية، والتي كللت بالنجاح أمام وحش الشاشة فريد شوقي، عندما شاركت في بطولة فيلم 30 يوم في السجن نهاية الستينات من القرن الماضي.
ولفتت مديحة كامل الأنظار حولها بعد بطولتها الأولى قليلا، تزامنا مع بعض الأزمات التي حاصرت صناعة السينما المصرية في ذلك الوقت، لكنها عادت في أدوار البطولة مرة أخرى، خلال حقبة الأفلام اللبنانية، التي شهدت إنتاج مصري لبناني مشترك، ورغم أن تلك الأفلام لم تحقق قبولا نقديا، لكنها كفلت لها انتشارا جماهيريا واسعا في أوساط الشباب، واعتبرها الجمهور واحدة من أجمل وجوه السينما المصرية.
وبدا التحدي بعد ذلك مع المخرج كمال الشيخ بعد أن وافقت على بطولة فيلم الصعود إلى الهاوية أمام النجم محمود ياسين، وهو الدور الذي هربت منه أغلب نجمات السبعينيات، لتعلن مديحة كامل عن نفسها كممثلة من العيار الثقيل وليست مجرد وجه جميل يصلح في أدوار الأغراء فقط.
وبين البراءة والإثارة في الأداء، بالإضافة إلى جاذبية الوجه، كانت عناصر القوة التي اعتمدت عليها مديحة كامل خلال مشوارها ال فن ي، وقد قامت بتقديم ما يزيد على 70 فيلما منها الكثير من علامات السينما المصرية، رغم الظروف الصحية السيئة التي عانت منها حتى في المراحل المبكرة من حياتها، فتجربة الإصابة بسرطان الثدي لم تكن الأزمة الأولى التي واجهتها بل سبقتها متاعب مستمرة مع القلب سببت لها جلطة مفاجئة، أثناء تصويرها لمسلسل الأفعى عام 1975م.
وعاشت مديحة كامل في نهاية حياتها أيضا صفحات مؤلمة مع المرض امتدت لما يقرب من 10 شهور قضتها طريحة الفراش في مستشفي مصطفى محمود، وكان فيلم "بوابة إبليس" هو آخر أعمالها عام ١٩٩٣ بجوار ال فن انين محمود حميدة وهشام عبدالحميد، وقررت الاعتزال بعده.
وتهوي مديحة كامل تصميم الملابس، وخططت لإنشاء مصنع تريكو بعد اعتزالها ال فن ، لكن القدر لم يمهلها لتطوير هذا المشروع، وكان عشقها لتصميم الملابس دافعا لها للاحتفاظ ببعض المقتنيات الخاصة من مشوارها ال فن ي حتى بعد اعتزالها، منها ملابسها في فيلم الصعود إلى الهاوية.
ولم تكن مديحة كامل من هواة المكياج، وكانت تعتمد على براءة ملامحها في صناعة هالة من الجاذبية أحاطت بها طوال مشوارها ال فن ي وكفلت لها محبة الجمهور، وكان أقرب أصدقائها من داخل الوسط ال فن ي كل من النجمتين الكبيرتين ميرفت أمين وسهير رمزي.
تزوجت مديحة كامل ثلاث مرات، الأولى كانت من رجل الأعمال "محمود الريس" وأنجبا ابنتهما الوحيدة "ميرهان"، ثم تزوجت بعد ذلك من المخرج السينما ئي شريف حمودة، أما زواجها الأخير فكان من المحامي "جلال الديب".