أعلنت جامعة القاهرة حصادها في ملف تمكين المرأة لعام 2019 والذي جاء ثمرة لما تضمنته وثيقة الثقافة والتنوير التي أطلقها الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة في عام 2017، وشارك في إعدادها مجلس ضم نخبة من أبرز المفكرين والأساتذة المصريين، وارتكزت الوثيقة على أنه "لاتمييز على أساس الجنس أو العرق أو الدين، أو أي نوع من أنواع التمييز" وتم تفعيل هذا المبدأ في كل قطاعات الجامعة وتطبيقه بقوة.
وشدد رئيس الجامعة على ضرورة العمل بكل السبل العلمية والعملية الممنهجة لتغيير الصورة المغلوطة عن المرأة لدى الرجل الشرقي، مؤكدًا أن بداية التغيير نحو المساواة ونحو تعزيز قيم العدالة تبدأ بتغيير الأفكار، وأن هذه الصورة تحتاج أن تتحول للنظر إلى المرأة كإنسان، وكذلك المرأة تنظر إلى الرجل كإنسان، مشيرًا في حديثه عن وضع المرأة انه في حال تغيرت الصورة الذهنية المغلوطة سيتغير الكثير من السلوكيات.
ولدى الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة، موقف ثابت عبر عنه في كتاباته المختلفة، وهذه الفلسفة هي التي قادت خطته نحو دعم المرأة في الجامعة، حيث يؤكد في كتابه (نحو تأسيس عصر ديني جديد) على أهمية العمل في بيئة تنافسية عادلة للجميع. فهو لا يتحدث عن تمكين المرأة أو تمكين الرجل، ولكن يؤكد على تمكين الكفاءات باعتباره المعيار الأساسي.
وانطلاقًا من مشروع تطوير العقل المصري وتغيير طرق التفكير، كان من أهم مظاهر هذا المشروع والتي تم الاهتمام بها اهتمامًا خاصًا هو تمكين المرأة وتغيير الصورة النمطية لدى الرجل عن المرأة، ويظهر ذلك من خلال عدة قرارات ومؤشرات يتصدرها إشادة أمينة عام الأمم المتحدة بعمليات نشر قيم التسامح وقبول الآخر والمساواة التي تمت في جامعة القاهرة، وإشادة المجلس القومي للمرأة بضم 5 نساء إلى عضوية مجلس الثقافة والتنوير الذي أنشأه رئيس جامعة القاهرة في اغسطس 2017.
وشهد عام 2019 عدة قرارات لتمكين الكفاءات من النساء بصرف النظر عن النوع؛ حيث تم تعيين أول نائبة لرئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، وتعيين 7 عميدات كليات وهي: الإعلام - التمريض - العلاج الطبيعي - الطب البشري - الحاسبات والذكاء الاصطناعي - والدراسات العليا للتربية، والصيدلة، وتكليف مجموعة كبيرة من عضوات هيئة التدريس في مناصب قيادية على مستوى الجامعة مثل المدن الجامعية، وشؤون العروض التقديمية، والمكتب الدولي وغيرها، وتعيين إدارة أكاديمية كاملة من السيدات لكلية الإعلام حيث تم تعيين 3 وكيلات للكلية بالإضافة إلى عميدة الكلية.
وصدرت عدة قرارات لتمكين المرأة في المناصب الإدارية بجامعة القاهرة خلال عام 2019 منها تكليف سيدة بمنصب أمين مساعد الجامعة للشؤون المالية، وتكليف مديرات عموم لكثير من الإدارات العامة مثل : الموازنة، والدراسات العليا والبحوث، والعلاقات الثقافية، والصناديق والحسابات الخاصة، والتفتيش المالي والاداري، ومركز المعلومات والتوثيق، والمشتروات، بالإضافة إلى عدة أمينات للكليات، مثل الآداب ودار العلوم والهندسة وغيرها.
ونتيجة لتوفير بيئة تنافسية عادلة في جامعة القاهرة وتمكين مفهوم الكفاءة لا الجنس، علاوة على جهود مشروع تطوير العقل المصري، بالإضافة الى عوامل عديدة أخرى، أدت كثيرا إلى تغيير مفاهيم وتصورات الطلاب، كان انتخاب طالبة لأول مرة في تاريخ جامعة القاهرة لتكون رئيسة لاتحاد الطلاب.
وعقدت جامعة القاهرة بالتعاون مع وزارة الأوقاف بروتوكولًا لتدريب الواعظات الجدد بالمهارات اللازمة في الاتصال الفعال مع الجمهور؛ وتم تخريج الدفعة الأولى، وعقدت حاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية دورات متخصصة لرائدات الأعمال السيدات والبنات؛ إيمانا من الجامعة بأهمية تمكين المرأة على الصعيدين الاقتصادي والمجتمعي، وأن تمكين المرأة له أثار ممتدة على أكثر من جانب أهمها قدرة النساء دوما على تمكين غيرها وتشجيع التشغيل.
ورشحت الجامعة عددًا كبيرًا من عضوات هيئة التدريس من قبل مجلس الجوائز بالجامعة للحصول على جوائز الدولة المختلفة خلال عامي 2017 و 2018، كما نظمت الجامعة احتفاليات كبرى للأم المثالية في جامعة القاهرة وتكريم للمرأة المصرية وأمهات وزوجات الشهداء.
وأجرت جامعة القاهرة أول دراسة بحثية حول المرأة الجامعية والإعلام، بعدد من أساتذة كلية الإعلام ومجموعة عمل بحث "الإعلام والجمهور النسائي بالجامعات المصرية- دراسة حالة جامعة القاهرة"، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، أهمها شيوع الصورة السلبية لدى الجمهور النسائي بالجامعة نحو الصورة الإعلامية للمرأة، وغياب الحقائق في الإعلام المصري وغياب المهنية والتخصص العلمي. و تنظيم ندوات للتوعية ولقاءات دورية لتحقيق التوافق.
وعمل الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، على تغيير وتطوير سياسات وحدة مناهضة التحرش حيث أصبحت ذات نطاق عمل أوسع وتحولت إلى وحدة لمناهضة العنف ضد المرأة؛ حيث أن التحرش هو أحد أشكال العنف ضد المرأة وهناك أشكال أخرى للعنف من الممكن أن تتعرض لها المرأة داخل الجامعة مثل التهديد والابتزاز والتنمر وتشويه السمعة، كما قام رئيس جامعة القاهرة بإعادة هيكلة الوحدة ، وتطوير طريقة عملها على مستويات أكثر تعددًا، وتقوم هذه السياسات على ثلاثة محاور، أولها محور التوعية حيث تهدف الوحدة لرفع وعي كل من الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس وأفراد الأمن الإداري بالجامعة بقضايا العنف ضد المرأة وأشكاله وكيفية مجابهته، وثانيها محور الدعم القانوني والنفسي وذلك من خلال وضع آلية للشكاوى داخل الجامعة، حيث تقوم الفتيات والسيدات التي تعرضن لأحد أشكال العنف والإيذاء النفسي أو الجسدي بتقديم شكوى للوحدة وتقوم الوحدة بالتحقيق في الشكاوى من خلال الشئون القانونية للجامعة.