رأى دكتور منير محمود، الباحث في الشأن الإسرائيلي، أن بنيامين نتنياهو وصل باليمين المتطرف إلى أسوأ أوضاعه، في إشارة إلى ما يحدث حاليا في إسرائيل من حل الكنيست عقب فشل كل من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي ورئيس حزب الليكود وكذلك بيني جانتس قائد تحالف "أزرق أبيض" في تشكيل الحكومة وعقد الانتخابات مرتين.
وقال منير محمود في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم": "لن يتم حل الوضع سريعا، فهذا الأمر مبني على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيستغل كل كبيرة وصغيرة في ثغرات القانون الخاص بالانتخاب السياسي، ويتشبث بكرسيه على الرغم من أنه يوجد إجماع سواء يمينا أو يسارا فيما يتعلق بالوضع الذي يوجد به حالة شلل لأن نتنياهو لا يريد أن يعترف بإمكانية رفع الحصانة عنه في التحقيقات لأنه متهم في العديد من القضايا الثقيلة وليست بالهينة والذي سوف يدان فيها آجلا أو عاجلا ولكنه يعمل على كسب الوقت وذلك على الرغم أن هناك اقتناع حالي داخل حزب "اليكود" أنه في جميع الأحوال لن يصلح لأن يكن رئيسا للوزراء لكن الوضع الحالي من ناحية اللوائح والقوانين في إسرائيل فسوف تسمح له الجلوس في الحكم لمدة شهرين آخرين إن لم يكن أكثر".
وأضاف:" من ناحية الجانب الإجرائي، فهناك وقت ممنوح لكي يتم إجراء انتخابات داخل حزب الليكود من أجل اختيار العنصر الأول الذي على أساس سيخوضون به انتخابات لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، فأعتقد أن هذا الأمر سيأخذ وقت حتى شهر يناير أو فبراير للاستقرار على الشخص الذي سينافس به الحزب الانتخابات الثالثة، ومع ذلك ليس هناك من يتوقع أن التشكيل القادم أي ما بعد عصر نتنياهو إلى أين سيذهب".
وتابع "محمود": لكن الاجماع العام هو التقليل والتخفيف من وضع اليمين المتطرف والذي وصل به نتنياهو إلى أسوأ أوضاعه منذ توليه كرئيس للوزراء ولكن مازلنا لا نعلم هل سيكون هناك حكومة وسط أم سيكون موجود لأول مرة يستعينوا بعرب 48 أو القائمة المشتركة، وإن حدث هذا فإنني أرى أنه سيكون هناك تغيير جذري في الخريطة السياسية في إسرائيل أو المفاوضات المقبلة".
واستطرد الباحث في الشأن الإسرائيلي:"ومع ذلك لست من المتفائلين بخصوص هذا الأمر لأن هناك أيديولوجيات بتحكم السياسة في إسرائيل وهناك دائما مخاوف خاصة بالتوجه إلى هذا الأمر إعطاء عرب 48 حقهم وهو المفترض رقم 2 في القائمة من أجل تشكيل الحكومة لأن هذا الأمر مرتبط بفكر أيدلوجي مرتبط بالأرض والاحتلال والصهيونية بصفة عامة، والوضع سيتضح خلال الأسابيع القادمة".
وأكد "منير" أن نتنياهو أصبح يحتضر سياسيا، مضيفا:" نتنياهو يحاول أن يظل أكبر قدر من الوقت حتى لا يُحكم عليه ولكن في النهاية تم الإجماع على أنه لم يعد مؤيد له سوى الجزء البسيط جدا من المستوطنين غير الشرعيين والمتطرفيين لأنه كان يمنحهم اليد الحرة طول الوقت الماضي ".
وعند سؤال المتخصص في الشأن الإسرائيلي عما إذا كانت قضايا الفساد هي أحد العوامل وراء حل الكنيست الإسرائيلي، فقال "منير":"لم يحل الكنست بسبب فساد نتنياهو ولكن بسبب إجراءات داخله من بينها عدم نجاح نتنياهو أو حزب أزرق أبيض في تشكيل الحكومة، فعدم وجود تشكيل حكومة يستلزم وجود جولة أخرى من الانتخابات على الرغم من تكاليفها المالية فخلال الشهور السابقة لم ينجح أحد في تشكيل الحكومة ومن ثم أصبحت مثل لعبة الدومينو، ومن جانب آخر ليس هناك إجماع على أن تكون الحكومة ذات أغلبية لأن الحزب الثالث بعد القائمة وهو حزب "إسرائيل بيتنا" والخاص بـ "أفيجدور ليبرمان" اليميني المتطرف آخذ موقف من نتنياهو والعرب والذي أصبح رمانة الميزان والقبول بشروطه لكي يقيم اتحاد".
وتابع:" الاتجاه في إسرائيل حالياا هو الانتخابات دهاخل حزب الليكود لاختيار الشخص الذي سينافس على تشكيل الحكومة الإسرائيلية ويكون في شهر يناير أو فبراير القادم".
أما عن الدور الأمريكي في دعم نتنياهو، فقال متخصص الشؤون الإسرائيلية:"فهو بعيد تماما عن فهمنا كمحللين في الشرق الأوسط، فالداخل الإسرائيلي يرفض هذا التدخل من الرئيس الأمريكي ويرو فيه تدخلهم في شؤونهم والبقاء على الفساد، ولكن عملية المصالح بين البيت الأبيض واللوبي الصهيوني وكل مؤسسات الدولة هناك هو ما يدفع دونالد ترامب لاستمرار دعمه لنتنياهو لأنه بيخطب ود اللوبي والمصالح الشتركة هي من تجعله يقف معه لآخر لحظة لأن اليهود والإعلام الأمريكي تضمن له فترة ولاية أخرى عندما تتم الانتخابات الثانية ومع ذلك لن ينفع نتنياهو دعم ترامب والأخير يفعل هذا من أجل ولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وفي النهاية الملعب الإسرائيلي من الداخل هو من سيحدد مصير نتنياهو سواء بحكم قضائي أم بجولة جديدة".