"صور هادئة تتحول إلى أصوات مفزعه في لحظات تعد هي الأقصي في عمر انسانيتنا، أصوات تنظرنا بوجود التحرك الفعال ليس نحو عالم مثالي أو مدينة فاضله ولكن على الأقل نحو عالم لم يتخلى عنه انسانيته، حيث تقدر فيه الحياه وتحفظ فيه الأوطان ويصان فيه السلام".. كلمات بسيطة من أعلى المنصات الشبابية بمدينة السلام شرم الشيخ، ومن خلال منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة لـ300 ألف شابًا وفتاة من 196 دولة، أستطاعت أن تبعث رسالة للعالم بأهمية تكاتف جهود الحكومة والشعب والبلدان لمواجهة الإرهاب والصناعة الشيطانية، التي تحاول بشكل مستمر في تدمير البلدان العربية.
صناعة شيطانية
لم تُكن المرة الآولى الذي يحرص فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تجميع شباب العالم في وقت واحد ومن خلال المنصات الحوارية لمناقشة بعض من القضايا العامة ولتبادل الأراء لإيجاد الحلول لتلك الأزمات التي تعاني منها الدول العربية لاقتلاعها من جذورها، وتعد قضية "الإرهاب" هي الأزمة المشتركة بين بلدان العالم، بالرغم من أنه يحذر دائمًا الشعوب من خطورته ومطالبة التكاتف مع الدول التي تقاتل وتواجه الإرهاب خصوصا أن الدول تنمو ولا تقل، واليوم ومن خلال النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم، أكد على أن الشباب العربي هم أكثر الفئات المستهدفة من قبل التنظيمات الإرهابية.
وأكد الرئيس، على أن الهدف من منتدى شباب العالم هو الاستماع إلى الآراء والتنوع في الفكر للموضوع الواحد، متابعًا: "نتحدث عن تحديات الأمن والسلم الدوليين، وانتوا سمعتوا عن الإرهاب، والإرهاب صناعة شيطانية تستخدم أدواتها في الإنسان وتقدمه لتحقيق الأهداف".
وتابع الرئيس السيسي: "الإرهاب هو الساتر لأي شيء ولا يستطيع أحد أن يوجه اتهام نتيجة وجود غطاء الإرهاب للكثير من الأهداف التي تسعى بعض الدول لتحقيقها".
وأكمل الرئيس السيسي: "أخطر ما في الإرهاب هو استخدام الفكر والعقيدة لتحقيق أهداف ومصالح سياسية.. ولذلك نحن بحاجة للتعرف على أهداف الإرهاب وطالما وجدت المصالح والأهداف للدول سيتم ابتكار أدوات جديدة في استخدام الإرهاب".
طاعون العصر
كما أكد الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على أن الإرهاب والتطرف هما طاعون هذا العصر، لافتا إلى أن كثيرا من الأمور مرتبطة بهذا الأمر، والمتمثلة في السياسة والأمن والتنمية.
وأشار "العثيمين"، إلى جهود رؤساء الدول في مكافحة الإرهاب، حيث رفعوا شعار "لا للإرهاب والتطرف"، مؤكدًا أن هناك وسائل مشروعة لمن يطالبون بحقوقهم فى أى مجتمع بعيدة عن التطرف والإرهاب، وهم "الصحافة، والبرلمان، والقوانين الوطنية".
11 سبتمبر ساهمت في زعزعة الأمن
وأشار سامح شكري وزير الخارجية، إلى أن أحداث 11 سبتمبر وما بعدها من أعمال الإرهاب لها تأثير في زعزعة السلم والأمن الدوليين، ليس فقط ذلك وأنما الإرهاب ترتب عليه الصراعات الداخلية التي تولدت في سوريا وليبيا واليمن، والتدخلات في الكثير من دول المنطقة.
وتابع سامح شكري: "التنظيمات الإرهابية انتشرت في المجتمعات وتوسعت رقعة التنظيمات الإرهابية مستغلة عدم استقرار الأوضاع في المنطقة، والدليل على ذلك أن الجميع شهد إقامة تنظيم داعش في سوريا والعراق نتيجة انتشار أعمال الإرهاب وعدم الاستقرار والأمان".
مواجهة الإرهاب للحد من الهجرة
ومن جانبه، أشار مفوض شئون الهجرة في الاتحاد الأوروبي السابق ديميتريس أفراموبولوس، إلى أن الإرهاب والهجرة وكل هذه التحديات مسئولية كبيرة من الجميع للنهوض بالدول.
وأضاف أنه يجب مواجهة الإرهاب للحد من ظاهرة الهجرة، لافتا إلى أن غالبية القادة بارعون في التحدث وغير بارعين في العمل، لافتًا إلى أن عنصر الاستقرار في المنطقة مطلوب، واختيار شرم الشيخ لتكون عنصرا للنقاش يبرهن على رغبة مصر في ريادة الأمن والاستدامة والاستقرار على مستوى العالم.
وأوضح أن الهجرة هي وقود الوطنية والكرة التي تهدد المبادئ الأساسية التي بنى عليها الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أنه يجب على أوروبا تقديم الدعم لجميع الدول بالمنطقة.
ونوه إلى أن تنظيم داعش الإرهابي انهزم على الأرض لكنه ما زال موجودا على الإنترنت، مشددا على أنه لابد من إرساء تعاون قوي بين الدول لمواجهة الإرهاب والحفاظ على السلام.