بعد تضييق الخناق.. "الدول الاسكندنافية" ملاذ جديد للإرهابية

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 | 11:16 مساءً
كتب : مصطفى عبدالفتاح

بعد العديد من الضربات التي واجهاتها في المنطقة العربية وبعض المناطق في القارة الأوروبية ذهبت جماعة الإخوان المسلمين إلى دول شمال أوروبا الاسكندنافية، السويد والنرويج والدنمارك، حيث وجدت فيها المناخ المناسب الذي يشجع على النمو، بعيدا عن المضايقات الأمنية والاعتقالات والتضيق الاقتصادي عليها، حيث تمارس أفعالها المشبوه بهذه الدول، لكن مأخرا تيقظت السويد ضد هذه الأعمال.

فقدخرجت تقارير تدين الأخوان المسليمن بالهيمنة على الكثير من المنظمات المدنية الحيوية بالسويد، وتعمل بشكل موازي على ذلك في الدنمارك والنرويج، وذلك من خلال التسلل داخل العديد من المنظمات الهامة بالبلاد، ويرى الأخوان أن هذه الدول هي البديل الامن لهم من الدول العربية وكذلك دول جنوب أوروبا أنجلترا وفرنسا وألمانيا التي زاد فيها الخناق من قبل اليمين المتطرف، الذي يسعى إلى تشويه صورتهم حول العالم.

ويطالب بطردهم من بلادهم دائما حتى وصل الأمر إلى ارتكاب مجازر ضد المسلمين بسبب افعالهم التي يراها الغرب هى من أفعال المسلمين ككل، لذلك وجدت الجماعة الدول الاسكندنافية ملاذ لأهدافها، حيث ذكرت دراسة أجريت في السويد بجامعة مالمو أن الأخوان المسلمين في تواصل دائم مع الكثير من المسؤولين على المستوي الرسمي في المجالس النيابية ومسؤولين من الوزارات ومنظمات حقوقية، كما أن العديد من الجمعيات الإسلامية على علاقة بالإخوان المسلمين، أبرزها جمعيات الإغاثة وجمعيات الشبان المسلمين والرابطة الإسلامية بالنرويج التي تعتبر مقر للإخوان، وتعمل على بناء مجتمعات موازية داخل الدلو الاسكندنافية بقيم تختلف عن قيم المجتمع السويدي وعاداته، لذلك توجهت الإنظار نحو الجماعة في هذه البلدان واعملها المشبوهه.

قال عمرو فاروق، الباحث في حركات الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان الإرهابية والتيار السلفي بدأ في التعمق بشكل كبير في الدول الأوربية وغير الأوروبية، مشيرًا إلى أن هامش الحريات هو العامل الرئيسي في التوجه إلى تلك الدول، إضافة إلى الأوضاع والظروف الاقتصادية الموجودة في تلك الدول.

وأضاف فاروق لـ"بلدنا اليوم" أن عناصر الجماعة بعضهم نجح في إنشاء مراكز إسلامية وجمعيات خيرية، موضحًا أن مادعم تلك الخطوة هو وجود تنظيمات قوية خارجية بتلك الدول، ضاربًا المثل بالتنظيم السلفي العالمي المتوجد بالخارج والذي لا يعلم الكثيرين عنه معلومات كافية وهذا التنظيم تابع لها مؤسسات قوية وضخمة جدًا تخدم في نهاية المطاف.

وذكر خبير الحركات الإسلامية أن تنظيم الإخوان متشعب وله أطر واستراتيحية يتحرك من خلالها في كافة دول العالم ليس قارة بيعنها أو دول بعينها، مشيرًا إلى أنه في وقت الصراعات يكون هناك خطط بديلة لهذه الجماعة مختلفة عن وقت التمكين ومنها التوجه إلى الدول الاسكندنافية.

وأكمل أن الدول الاسكندنافية بها ظروف وأوضاع تناسب الجماعة فهي دولة رخوة إلى حد ما وبهاهامش للحريات فهناك مساحة لتأسيس مؤسسات اجتماعية وخيرية تنجح في تحقيق الهدف المرجو منها وتكون كغطاء للتنظيم وتحركاته، وبناء على تلك الخطوة قم بقياس أي مكان تتحرك فيه الجماعة.

وذكر فاروق أن نهج الإخوان يعتمد على استقطاب عناصر من تلك الدول في المجالس التشريعية وغيرها يستخدمونها لتمرير ما يرونه من قوانين وتشريعات تخدم أهدافهم، وبذلك ينجحون في تأسيس دولة داخل الدولة، مشيرًا إلى أن عدم استقرار تنظيم الجماعة في الدول العربية لم يزعزع الجماعة كثيرًا، لأن التنظيم الدولي موجود بالفعل وقوي وهو ينتشرون في دول جديدة بدعم منه مثل محطة الدول الإسكندنافية الأخيرة.

قال خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، إن الإخوان بعد طردهم من البلاد ذهبت القيادات في البداية إلى قطر وتركيا، أما الأفراد العاديين فكان أغلب تواجدهم في جنوب شرق أسيا ودول أفريقية مثل جنوب أفريقيا.

وأضاف القيادي الإخواني السابق لـ "بلدنا اليوم" أنه خوفًا من التضييق الأمني والمطاردة في الدول المتواجدين فيها، بدأوا في البحث عن دول بها هامش حرية كبير ولا تمنع تقييد حرية أي شخص إلا بأدلة قوية ثابتة، مشيرًا إلى أنهم عند البحث وجدوا مبتاغهم في الدول الإسكندنافية فبحثوا هناك عن اللجوء السياسي.

وذكر الزعفراني أن هذه البلاد تمثل لهم عنصر أكثر أمان عن غيرها مثل تركيا وقطر والدول المتواجدين فيها، موضحًا أن الدول الاسكندنافية ليست بعيدة عن إنجلترا التي تمثل عامل أمان كبير لهم ومركزًا رئيسيًا لتواجد الجماعة، مشيرًا إلى أنهم دائمًا يبحثون عن عامل الأمان والدليل على ذلك توجههم إلى كندا في وقت سابق.

وتابع القيادي الإخواني السابق أن الجماعة الإرهابية تسيطر على الدول الإجنبية المتواجدة فيها عبر المراكز الإسلامية المنتشرة هناك، مبينًا أنه وعبر هذه الخطوة يكون في استطاعتهم تدبير أماكن وإيواء لعناصر الجماعة القادمين، لافتًا إلى أنهم في الوقت الحالي هدفهم البحث عن مكان أمن ولا يفكرون في عنصر الدعوة والانتشار كما كان يحدث في السابق.

وأوضح الزعفراني أن جماعة الإخوان الإرهابية الدول الاسكندافية ستكون منطقة ارتكاز جديد لهم يستخدمونها كقواعد يطلقون منها سهامهم للدول العربية مثل مصر وسوريا وغيرها من الدول.