يأمل المنتخب الأولمبي المصري في حجز تأشيرة التأهل لأولمبياد طوكيو مبكرًا، وقطع خطوة عملاقة نحو التتويج باللقب عندما يواجه نظيره الجنوب أفريقي مساء الثلاثاء، في ثاني مواجهات نصف نهائي النسخة 23 لكأس أمم أفريقيا تحت 23 عامًا.
المواجهة تعد حلقة جديدة في مسلسل الصراع بين عملاقي الشمال والجنوب اللذان خاضا مواجهات كثيرة على مستوى الأندية والمنتخبات، منذ بداية النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي فتفوق "الفراعنة"، في البداية ثم مالت الكفة بشدة لمصلحة "بافانا – بافانا" في السنوات الثماني الأخيرة.
تحدي الأقوياء
استحق المنتخبان الوصول للمريع الذهبي في هذه البطولة، حيث تربع منتخب مصر في صدارة المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط من ثلاثة انتصارات على مالي 1/ 0 وغانا3/ 2 والكاميرون 2/ 1، وبات الفريق الوحيد في هذه النسخة والثاني منذ انطلاق البطولة عام 2011 الذي يحقق هذا الإنجاز في مرحلة المجموعات.
أما منتخب جنوب أفريقيا فقد بلغ نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي بحلوله وصيفًا في المجموعة الثانية برصيد 5 نقاط من تعادلين مع زامبيا ونيجيريا 0/0 في الجولتين الأولى والثالثة وبينهما حقق فوزه الوحيد على كوت ديفوار بهدف دون مقابل.
حوار| فرج عامر: الصراعات تدمر الكرة المصرية وتوقف الدوري أضر بسموحة
غريب ونوتواني
تخطى شوقي غريب صاحب الـ 60 سنة المدير الفني لمنتخب مصر خيبة النتائج الهزيلة في تصفيات دورة أثينا 2004، عندما خسر الفريق معه المباريات الست أمام نيجيريا والسنغال وتونس، ونجح في قيادة هذا الجيل لبلوغ نصف نهائي هذه البطولة واقترب من تحقيق الحلم الأولمبي، وقيادة أحد المنتخبات المصرية لمشاركة عالمية أخرى بعد أن حقق المركز الثالث في كأس العالم بالأرجنتين مع منتخب الشباب قبل 18 عامًا.
بدوره قدم ديفيد نوتواني المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا أوراق اعتماده وأثبت جدارته بالمنصب، معوضًا إخفاقه مع منتخب الشباب في كأس الأمم الأفريقية 2015 بالسنغال، عندما غادر من الدور الأول بخسارتين أمام غانا ومالي وفوز يتيم على زامبيا.
المدرب الخمسيني يطمح في كتابة اسمه في سجل العظماء في بلاده كثالث مدرب وطني ينجح في التأهل للنهائيات الأولمبية بعد المخضرم إفرايم ماشابا الذي قاد جنوب أفريقيا في المشاركة الأولمبية الأولى في سيدني 2000، ونجح أوين داجاما في تحقيق نفس الإنجاز بإحراز المركز الثالث في النسخة الثانية لبطولة أفريقيا 2015 بالسنغال وشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
هؤلاء يصنعون الفارق
كلا المنتخبين خاض البطولة بتشكيلة من المحليين التي وصلت إلى 100% بالنسبة لمنتخب مصر، وأكثر من 85% بالنسبة لمنتخب جنوب أفريقيا.
في تشكيلة "أصحاب الأرض" برز حارس الزمالك محمد صبحي، والظهيرين كريم العراقي وأحمد أبو الفتوح لاعبا المصري وسموحة، بالإضافة لمتوسط ميدان فريق الجونة أكرم توفيق ونجما الأهلي والزمالك رمضان صبحي قائد الفريق، ومصطفى محمد هداف البطولة برصيد 4 أهداف.
في الجهة الأخرى برزت العديد من الأسماء في تشكيلة نوتواني وعلى رأسهم القائد تيرسيوس ماليبي مدافع أورلادو بيراتس وكاموهيلو ماهالاتسي لاعب وسط أكاديمية بريتوريا، وتيبوهو موكوينا لاعب سوبر سبورت وصاحب هدف الفريق الوحيد في البطولة أمام كوت ديفوار، بالإضافة للثنائي المحترف لوثر سينج جناح موريرينسي البرتغالي، وليل فوستر مهاجم سيركل بروج البلجيكي.
اللاعب رقم 12
لعبت الجماهير المصرية دورًا كبيرًا في تألق منتخبها في الدور الأول بحضورها المكثف ومؤازرتها للفريق حتى الدقائق الأخيرة، خصوصًا في لقاء غانا الثاني الذي ظل الفريق متأخرًا خلاله حتى أخر ثمان دقائق ثم حقق التعادل في الدقيقة 82 والفوز بعدها بست دقائق.
ورغم أن البعض راهن على إحجام أنصار "الفراعنة"، عن الحضور بسبب نقص الدعاية للبطولة خالفت الجماهير هذه التوقعات في الدور الأول، وتضاعف أقبالها على ملعب القاهرة حتى ناهزت الـ 50 ألفًا في لقاء الكاميرون وكل المؤشرات تؤكد احتشاد أكثر من 70 ألفًا في هذا اللقاء.
ذكريات سارة
ورغم أن الذكرى الأخيرة للكرة المصرية أمام نظيرتها الجنوب أفريقية لم تكن سارة بخروج المنتخب الأول أمام "الأولاد" في ثمن نهائي النسخة 32 لكأس أمم أفريقيا في يوليو الماضي، إلا أن العكس هو الصحيح للمنتخب الأولمبي الذي أطاح بعملاق الجنوب من الدور الأول للنسخة الأولى عام 2011 بالمغرب عندما تفوق عليه 2/ 0 ثم واصل نتائجه الإيجابية أمامه بتعادله 1/1 والفوز 1/ 0 في أخر لقاءين بينهما استعدادا للبطولة في 11 و13 أكتوبر الماضي.