قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن الدكتور بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، ترك بصمة واضحة خلال توليه المهمة في فترة كانت حافلة بالاضطرابات على الساحة الدولية، موضحًا أنه أضاف الكثير لهذا المنصب بفضل معرفته العميقة كعالم في القانون الدولي ومهاراته المتميزة كدبلوماسي بارع.
جاء ذلك في رسالة وجهها "جوتيريش"، ونقلها السفير ماجد عبد الفتاح، المندوب المراقب الدائم لجامعة الدول العربية بالأمم المتحدة، للمشاركين بالمؤتمر السنوي الأول لمؤسسة (كيمت بطرس غالي للسلام والمعرفة) أمس الخميس، الذي يوافق ذكرى ميلاد الدبلوماسي المصري البارز، الدكتور بطرس بطرس غالي، بحضور ليا بطرس غالي، الرئيس الفخري للمؤسسة، ووزيرتي التضامن الاجتماعي، غادة والي، والهجرة وشئون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، ونائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، السفير حمدي لوزا، وممدوح عباس، رئيس مؤسسة (كيمت بطرس غالي للسلام والمعرفة)، والدكتور علي الدين هلال، نائب رئيس المؤسسة، والدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، والدكتور مفيد شهاب الدين، والأمين العام السابق للجامعة العربية، نبيل العربي، والوزير الأسبق منير فخري عبد النور، والسفير مخلص قطب، الأمين العام للمجلس القومى لحقوق الإنسان، والفنانة يسرا.
وأكد "جوتيريش"، في رسالته، أن الراحل بطرس غالي، أعطى في تقريره التاريخي بعنوان (خطة للسلام) دليلًا مفصلًا للمجتمع الدولي للعمل بشأن حفظ وبناء السلام ومنع النزاعات.
وأكمل "جوتيريش"، أن بطرس غالي ، خلال توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة ، طور برنامجي عمل بشأن التنمية والديمقراطية ساهما في تعزيز المناقشات العالمية في هذا الشأن، مؤكدًا أن نتائج المؤتمرات الرئيسية التي ترأسها في مجالات البيئة والتنمية الاجتماعية والسكان وحقوق الإنسان وغيرها من القضايا المهمة وفرت أسس العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة اليوم سعيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف "جوتيريش"، أن جهوده الحثيثة ساهمت في تعزيز دور الأمم المتحدة، بعد انتهاء الحرب الباردة، لتصنع لنفسها مكانة تتناسب مع عصر جديد، موضحًا أن أبرز هذه الجهود هو خطوة إنشاء إدارة متخصصة لعمليات حفظ السلام.
واستطرد "جوتيريش": إن العالم لا يزال يصارع العديد من التحديات من الفقر إلى الصراع المسلح، كما يواجه تهديدات جديدة ومتزايدة ، بما في ذلك تغير المناخ وعدم المساواة وانتشار الكراهية وتراجع الثقة في بعض المؤسسات السياسية وتزايد ارتباط مناطق الصراع بالإرهاب والجريمة المنظمة، لافتًا إلى أن التقدم التكنولوجي حقق فوائد ملحوظة، ولكنه قد يشكل أيضًا أخطارًا ، بما في ذلك الجريمة الإلكترونية وتطوير أسلحة فتاكة ذاتية التدمير.
ولفت "جوتيريش"، إلى أن الشرق الأوسط لا يزال يواجه انقسامات كبيرة في منطقة كانت يومًا وطنًا لأحد أعظم رموز الازدهار والتعايش الثقافي، مشيرًا إلى أن العام المقبل يوافق الذكرى الخامسة والسبعين للأمم المتحدة، معتبرًا أنها مناسبة فريدة لنستمد فيها الإلهام من الكلمات الخالدة للأمين العام الراحل بطرس غالي حينما كتب عن الذكرى الخمسين لإنشاء المنظمة قائلًا: إن منظمة الأمم المتحدة لا بد أن تصنع التاريخ الذي سيميز هذا العصر، موضحًا أنه لابد من الاسترشاد بالموروثات التاريخية، ولكنها وحدها غير كافية مهما كانت حكيمة دون النظر لاحتياجات المستقبل.
وأختتم "جوتيريش" إنه شعر بالحزن لوفاة الدكتور بطرس غالي، قبل ثلاث سنوات، ولكنه يتذكر دومًا بكل تقدير التزام الدكتور غالي الواضح والقوي بميثاق الأمم المتحدة.