خلال ذكرى "وعد من لايملك لمن لا يستحق" والمعروف بوعد بلفور، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، بريطانيا باقتناص الفرصة السياسية للعب دور فاعل وجوهري في حل قضية شعب فلسطين السياسية المسؤولة عنها عبر قرن من الزمن من خلال الاعتذار لشعبنا، والاعتراف بمسؤوليتها القانونية والسياسية عن الظلم الذي أوقعته به.
ودعا عريقات في بيان صحفي، صدر عنه، لمناسبة حلول الذكرى الـ102 لصدور وعد بلفور المشؤوم، إلى الاعتراف بدولة فلسطين، والدفع بمبادرات عملية كفيلة بترجمة إرادتها في ردع الاحتلال والاستيطان وعمليات التطهير العرقي التي تقودها سلطة الاحتلال لترسيخ نظام عنصري استعماري يستند إلى قانون القومية العنصري - وليد وعد بلفور-.
وقال: "على الرغم من أن هذا الإجراءات لن تمحو وحدها نتائج وآثار الاستعمار، إلاّ أنها ستشكل نموذجا لسائر أعضاء المجتمع الدولي للقيام بواجباته لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط وحول العالم".
وأضاف: "لقد آن الأوان لبريطانيا أن تتصرف بمسؤولية لإحداث تحول نوعي ملح نحو إحقاق الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني التي رفضها وتنكر لها بلفور قبل أكثر من قرن"، مشددا على أن فلسطين لا زالت الضحية لهذا الوعد الاستعماري وصنيعته دولة الاحتلال التي تيمنت بوعد بلفور في إنكار الحقوق السياسية لشعبنا وحقه المشروع والأصيل في تقرير المصير".
وأوضح: "لتحقيق ذلك، على بريطانيا والمنظومة الدولية دعم القرارات الدولية جميعها التي أصدرتها لحل القضية الفلسطينية، وايجاد آليات لتنفيذها، بما فيها قرار مجلس الأمن 2334، وقرار مجلس حقوق الإنسان إصدار قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات العاملة بالاستيطان وتحديثها سنوياً، وحظر استيراد منتجات المستوطنات، وكل ما يفرزه المشروع الاستيطاني الاستعماري، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا وصولاً إلى إنهاء الاحتلال، وتجسيد سيادة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتوفير حل عادل لقضية اللاجئين وفقاً لقرار الأمم المتحدة 194".
وأشار عريقات إلى أن فلسطين تمثل اليوم المعيار الحقيقي لحماية القانون الدولي وتمسكنا به وبإنفاذه.
وفي سياق متصل، أكد عريقات أن فلسطين تقوم بمتابعة واجباتها الداخلية من أجل مواجهة التحديات والمشاريع التصفوية، والشروع في إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وإنهاء الانقسام، وتعزيز دور منظمة التحرير، وتحصين أبناء شعبنا بالصمود بوطنهم القومي فلسطين، والتمسك بحقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة.
كما حيا قوى التضامن الدولي المتصاعد ومبادراته المدنية والشعبية الدولية مع حقوق شعبنا، والتي تقوم بدور عظيم في الدفاع عن منظومة القيم الدولية والقانون الدولي في مواجهة الموجة الرجعية العنصرية الشعبوية التي تستعيد عصر الاستعمار، وقهر الشعوب بالقوة، وتجسيد شرعة الغاب.