فوجئ المتابعون للشأن السياسي والحزبي، خلال انتخابات اللجان النوعية بدور الانعقاد الخامس والأخير من الفصل التشريعي الأول بمجلس النواب، بعودة حزب "مستقبل وطن"، لاستمرار مسلسل السيطرة على مقاعد البرلمان، وذلك من خلال خوضه لمعركة شرسة خلال دور الانعقاد الحالي، حيث استطاع حشد نواب حزبه، للسيطرة على أكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان ليكون له الصوت السامع والوحيد بالقرارات، ويأتي ذلك تحت ستار ائتلاف دعم مصر والذي يرئسه نائب رئيس الحزب الدكتور عبد الهادي القصبي.
النهاية المبكرة
وبالرغم من ذلك إلا أن الأمر لم يتغير كثيرًا عن دور الانعقاد الماضي، فقد حصل الحزب على 17 لجنة من أصل 25 لجنة، وكأن الدور لم ينتهى وخاصة أن النواب هم نفس رؤساء اللجان، وستظل الكيانات باقية في أماكنها؛ ربما يوجه ذلك إلى مكانتهم والحنكة السياسية وخبرتهم في إدارة الأمور وخدمة المواطن البسيط.
انتصار مستقبل وطن
ولكن الغريب هذه المرة أنه بعد انتهاء الانتخابات وإعلان النتيجة النهائية والرسمية للجان النوعية للبرلمان، طل علينا الكيان الشبابي كما يطلق عليه "مستقبل وطن"، للاحتفال وتهنئة أعضائه على الصفحة الرسمية للحزب، معلنين عن الأسماء الكامله لهم، ولكن بالبحث عن أسماء هؤلاء الكوادر والكيانات في قائمة نواب البرلمان 2015، نجد أن أغلبهم ينتمون لأحزاب أخري وربما مستقل، وعلى سبيل المثال وليس الحصر النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان، والنائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، والنائب محمد الكومي، المنتمين لحزب المصريين الأحرار.
والنائب أحمد رسلان، وسامي هاشم، وجبالي المراغي، وهمام العادلي، وهشام الحصري، ومحمد العماري، وأحمد بدوي، وهؤلاء التابعين للفئة المستقلة داخل برلمان 2015، ليس فقط ذلك وإنما انضم للحزب كلًا من النائب طلعت السويدي، عضو حزب الوفد سابقًا، والنائب عمرو صدقي، والنائب حسين عيسي، والنائب كريم درويش.
الاتفاقات السرية للكيان الشبابي
ولأول مرة فى تاريخ الحياة الحزبية ينتصر حزبًا على آخر، وهذا يدل على أن "مستقبل وطن" انتصر في استقطاب عدد من أعضاء "المصريين الأحرار والوفد" ليس فقط ذلك وإنما المستقلين أيضًا، وذلك من خلال الاجتماعات السرية التي كانت تتم بينهم خلال نهاية خلال شهر رمضان بعام 2018، لإتمام الاتفاقات السرية وتوقيع استمارة "مستقبل وطن" بعيدًا عن أنظار الآخرين، وحان الوقت للإعلان بشكل رسمي.