لم تدرك الشعوب جيداً حقيقة ما يحدث حولها من ثورات للربيع العربي، ولعلنا ندرك جيداً أن للثورة قوانين وأنظمة وحدود أن تخطت ذلك سيتحول الأمر الى كابوس يؤدى بحياة الكثيرين بدون ثمناً الأ خراب بلدانهم، وذلك ما حدث فى اليمن وسوريا والعراق وليبيا، ولنقف عند أمراً ونتفق عليه جيداً أن قبل قيام ثورات الربيع العربي كان الأمر جيداً للجميع، ولكن بعد تلك الثورات سقت الشعوب طعماً مختلف عن طعم الحياة طعماً ممتليء بالدم والخراب وصراخ الأمهات والأطفال.
لندرك جيداً أن الفكر الجيد والوعي للشعوب أمر هام للمواطن، وهو من أهم الأسباب الرئيسية فى الحفاظ على الدولة وهو الأمر الذى ترسخه وتحققه أنظمة الدولة من خلال دافع حبها للوطن، فعلى الرغم من كل التحديات والصعوبات التى كانت تواجه الدولة المصرية من أرهاب وأشاعات كاذبة وتلفيق للتهم واللعب على أثارة الفتنة داخل الدولة ، ألا أن الدولة المصرية وتحت قيادة رجال الدولة الأوفياء من رجال القوات المسلحة والتخطيط القيادي الناجح للرئيس عبد الفتاح السيسى نجحوا فى الحفاظ على الدولة المصرية من الضياع وأصبحت من أقل الدول التى تأثرت بالربيع العربي.
جنة اليمن تحولت إلى خراب!
لم تصل الثورات العربية الا لمرحلة واحدة وهى أن تأكل أبناءها بعد أن أكلت نفسها ودمرت أوطانها، لأن الثوار لم يفكروا لدقيقة واحدة فى سؤال هام ؟ وهو ماذا سيحدث بعد ذلك، ماذا سنفعل بعد سقوط النظام؟ فلم يكن لديهم أى تخيل للمستقبل القادم وكيفية نقل السلطة من نظام الى نظام أفضل! فأذا نظرنا الى دولة اليمن سنجد أن بعد قيام الثورة بفترة بسيطة تحول الأمر الى "عسكرة الثورة اليمنية " وهو تكوين ميليشيات مسلحة وأرهابية تسللت داخل الدولة اليمنية وقامت بعمليات تخربية داخل الدولة " من خلال ميلشيات مسلحة "الحوثيين" التى جعلت من دولة اليمن خراب، حتى توصل الأمر فى تصريح لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن، أكدت أنه يوجد مدن كثير دمرت بالكامل وأن الوضع الإنساني هناك كارثي، كل ذلك كان بسبب حقيقة الثورات العربية ودمارها للدول، فالثورة اليمنية قامت وكان اليمن موحداً وأصبح الآن ممزقاً وعلى شفا التقسيم الحقيقى، وتلعب فيه إيران وحلفائها.
حرقت سوريا بنيران الخيانة
تحول ثورات الربيع العربى من السلمية إلى المولوتوفية إلى الأسلحة الثقيلة إلى الاغتيالات إلى التفجيرات فالثورة السورية بدأت بيضاء ثم قتل وجرح فيها قرابة مليون إنسان وغمرت سوريا الدماء، فالثورة السورية انتهت بتقسيم البلاد، واحتلالها من تركيا وإيران وروسيا والميليشيات الشيعية والتكفيرية وميليشيات الأكراد، والجولان تحتله إسرائيل، وكل هؤلاء تقاتلوا دون أن يطلق أحدهم رصاصة نحو الجولان المحتل.. وفشل الثوار فى تحويل الثورة بعفويتها وشعبويتها غير المنظمة إلى دولة القانون بانضباطها وحزمها، وكذلك إصرار بعض الحكام على البقاء حتى آخر نقطة فى دماء شعوبهم لأنهم يعشقون السلطة ولا يريدون مغادرتها حتى لو تحطم كل شىء.
ثورة القذافى وخيانه السراج
قامت الثورة على القذافى وليبيا موحدة والآن تحولت إلى جزر منفصلة تدار بالريموت كنترول من الخارج، فقد قتل فى الثورة الليبية الجيش الليبى كله،حيث تشهد الساحة الليبية العديد من المتغيرات الداخلية والخارجية التي تؤثر بصورة كبيرة على مستقبل ليبيا، فالتدخل التركي والقطرى، عن طريق دعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة "فايز السراج" بالإضافة إلى دعم الجماعات الإرهابية المسلحة وتزويدها بالمعدات والسلاح في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، جعل من ليبيا وكر للأرهاب كل ذلك تسبب فى ضياع ليبيا وأهلها .
محاربة الأرهاب.. وترتيب دواليب الدولة المصرية
على الرغم من الظروف غير الطبيعية التى كانت تمر بها مصر والمخطط الإعلامية المضللة للشعوب في العالم والتدخل الخارجى ضد الدولة المصرية والعمليات الأرهابية والفتن وأثارت الشائعات الأ أن الشعب المصري وتحت قيادة راشدة وقوية استطاع التغلب على كل تلك الصعوبات ، فقد دافعت القوات المسلحة المصرية بدماءها وأرواحه عن الوطن لانتهاء المخطط الذى كان يريد أسقاط الدولة وأن يمنع هؤلاء من أن تسقط الدولة فى أيديهم وأن تعود المسؤولية إلى أهلها الطيبين وإلى أهل الحق وأهل العدل، فقد استطاع رجال القوات المسلحة وتحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تعمل بصمت وبكفاءة وبنفس كريمة إلا كل الخير.
وها هي مصر تقف شامخة وصامدة وأبية ومستقرة بعد 8 سنوات من ثورة 25 يناير2011، ويعيد من جديد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ترتيب دواليب الدولة، ووضع خطة الإنقاذ الاقتصادي، ومحاربة الإرهاب، وإعادة مصر لمحيطيها الإقليمي والدولي، لتتبوأ المكانة اللائقة بتاريخها وعظمة شعبها، الذي ألهم العالم أجمع في 30 يونيو، وصحح مسار ثورته، وأحبط مخطط تحويل مصر لمقر لحكم تنظيم الإخوان الإرهابي، في مشهد أدهش العالم أجمع، وليضع مصر على قاطرة التنمية، والعودة للريادة من جديد، وكانت كلمة السر في نجاح الثورة المصرية في تحقيق أهدافها، بعد الشعب المصري، صاحب القرار في التحرك، عقيدة الجيش، الذي وقف متماسكًا وحمى الإرادة الشعبية، التي قالت لا لحكم مبارك، ولا لحكم الإخوان، وارتضت طريقًا ثالثًا للبناء والنهضة والاستقرار، في ظل انشقاقات طالت جيوش المنطقة، وأودت بالدول لمصير مجهول.