لوحات سينمائية مرسومة بعناية.. هكذا يمكننا أن نصف فيلم "المومياء" للمخرج شادي عبد السلام الذي تحل اليوم، 8 أكتوبر، ذكرى وفاته، إذ رحل في مثل هذا اليوم عام 1986.
فيلم "المومياء" تم إنتاجه عام 1969، لكنه عُرض جماهيريا في مصر للمرة الأولى 1975، بعد رحلة طويلة في المهرجانات السينمائية الدولية، حصد فيها جوائز عديدة ونال شهرة كبيرة وسط صناع "الفن السابع" في العالم.
الفيلم من بطولة أحمد مرعي وزوزو حمدي الحكيم وعبد العظيم عبد الحق، فيما ظهرت الفنانة نادية لطفي كضيفة شرف، ويحكي قصة اكتشاف مقبرة فرعونية في البر الغربي، وأثر ذلك على قبيلة "الحربات" التي كانت تعيش على التنقيب عن الآثار، وكيف سيؤدي ذلك إلى أزمة للبطل الباحث عن تراثه وموقعه بين الماضي والحاضر.
وفي لقاء تلفزيوني مع المخرج صلاح أبو سيف، من تقديم المذيعة والممثلة ناهد جبر، عام 1971، تحدث شادي عبد السلام عن فيلمه الأشهر، الذي لم يكن قد عُرض في مصر جماهيريًا آنذاك.
ولم يستطع "عبد السلام" الجزم بأنه استقر على أسلوب معين في السينما، إذ أنه لم يخرج إلا فيلما واحدًا من النوع الروائي الطويل، لكنه أوضح أنه تأثر في "المومياء" بدراسته للعمارة والفنون التشكيلية، والتصوير.
وكشف أنه كان يهوى التصوير الفوتوغرافي منذ الصغر: "من وأنا عندي 8 سنين كنت بصور، وكنت بحمّض في البيت عندنا"، مضيفًا أنه في الفيلم: "ماكنتش فارض أسلوب معين، كنت شغال بإحساسي".
وتوقع شادي عبد السلام أن يجد من سيتحمس للفيلم عندما يُعرض جماهيريًا في مصر، خصوصا على مستوى النقاد وصناع السينما، لكنه وبصراحة قال إنه لا يظن أن "المومياء" سيحقق نجاحا جماهيريًا عريضًا، مكتفيا بالقول: "لو قدر ينجح 10 % في مصر و10 % في الدول التانية حتى يقدر يغطي تكاليفه تجاريا".
أسماء أبو اليزيد.. سمراء الممر تخطف قلوب السوشيال ميديا
وسألت المذيعة شادي عبد السلام "هل تعرض الفيلم لأي حرب سياسية في الخارج"، فرد بأنه يعتقد أن العمل الجيد تعجز أمامه المحاربات السياسية، وضرب مثالا بما حدث معه في مهرجان "فينيسيا".
وقال المخرج الراحل: "في مهرجان فينسيا، كان فيه أكتر من 600 ناقد وصحفي سينمائي، تقدمت بفيلم قصير هو الفلاح الفصيح وفي نفس اليوم تقدمت إسرائيل بفيلم قصير منافس، وحصلت أنا على الجائزة".
ثم سرد رحلة "المومياء" في المهرجانات السينمائية الدولية، ووصل إلى مهرجان "لوكارنو" الدولي بسويسرا، عندما وصل الفيلم المصري للمسابقة النهائية، لكنه تسبب في إلغاء المهرجان.
"ندى أنبوبة".. حدوتة فتاة تعمل من أجل علاج شقيقها العاجز (فيديو)
حكى "عبد السلام": "في لوكارنو، عندما وصل الفيلم للمرتبة العليا بدأت عركة هيئة النقاد عليه، كان فيه قصادي فيلم سويدي وكان لازم الجائزة تكون بالإجماع، لكني وصلت للأغلبية، كان باقيلي صوتين أو تلاتة على الإجماع، لكنهم رفضوا يصوتوا لأسباب سياسية بينهم وبين بعضهم مش بسببنا إحنا".
وأضاف ساخرًا: "المعسكرين الكبار اتعاركوا مع بعضيهم فلغوا المهرجان كله"، مشيرا إلى أنه في السنة المقبلة، أي 1972، لن يُقام المهرجان أيضا لأن "العركة" وصلت للصحافة كفضيحة للمرجان، ثم عقّب مازحًا: "كل ده من تحت راس المومياء".