بعين مصابة، وذراع واحدة، أصر البطل المقاتل، جندي إسماعيل بيومي، أحد أبطال حرب أكتوبر من قوة سلاح المهندسين، الفرقة 19 مشاة - قطاع الجيش الثالث الميداني، على عبور قناة السويس، لاستكمال بطولته، رغم دمائه السائلة وقوته التي كادت أن تُنهك من استمرار هجوم العدو وسقوط صواريخه، ورغم توسلات زملائه، بمغادرة الموقع رفض إسماعيل الانسحاب، وأصر على خوض الحرب حتى الانتصار .
الجندي إسماعيل بيومي أحد أبطال حرب أكتوبر المجهولين، الذي وصفه السادات في لقاء معه بأنه "قاهر خط بارليف"، فهو أول من عبر القناة بعد تحطيم الساتر الترابي "خط بارليف" البالغ ارتفاعه 25 متر، والممتد من بورسعيد حتى قناة السويس، والذي وصفه الخبراء بأنه يحتاج إلى قنبلة نووية لاختراقه، ولكن قوة وشجاعة وإصرار أبطال أكتوبر على النصر مكنت دبابتهم ومدرعاتهم و مدفعية المياه من تحطيمه .
يروي "اسماعيل" تفاصيل مشاركته بحرب أكتوبر 1973، بأن يوم 6 أكتوبر وأثناء تغلبهم على الساتر الترابي، سقط صاروخ، يحمل 4 قنابل على اللانش الذي كانوا يستقلونه، فدمر الصاروخ عينه، ولكن رفض مغادرة موقعه، وفي يوم 22 أكتوبر، كانت هناك تكليفات بحماية الموقع، حتى لا يتمكن العدو من التسلل، فقاموا بالتصدي وتدمير 17 دبابة إسرائيلية رغم القنابل المدمرة، والمحرمة التي كانت تستخدم لإباديتهم.
وفي يوم 24 أكتوبر ، أثناء تمشيط طيران العدو للسويس والمعروفة باسم حصار السويس، سقط صاروخ بجواره أثناء تواجده بأحد الحفر لحماية الموقع، وبعد أن انتهت الغارة، أزاح التراب عن جسده، وجد أن ذراعة كان قد تهشم، فحاول زملائه إقناعه بمغادرة موقعه ولكنه رفض، وظل مستقر لما يقرب من 3 ساعات بالحفرة، وبعد أن هدأت الغارة قام بتقبيل ذراعه وقراءة الفاتحة عليه، ودفنه فى الحفرة التي كانت يستقر بها.
وبعد دقائق من دفن ذراعه، بدأ رحلته لعبور القناة بذراع واحدة وعين مصابة، حتى لا يتمكن العدو، من الدخول للضفة الشرقية، عن طريق الضفة الغربية للقناة، وعند وصوله للضفة الشرقية كان الساتر عاليا فظل متمسك بالشعب المرجانية، ليلة كاملة تحت قصف نيران العدو.
حصل المقاتل اسماعيل بيومي على درع وزارة الدفاع ودرع الجيش الثاني والثالث وجمعية المحاربين، ولقبه الرئيس الراحل السادات خلال لقائه به بأنه "قاهر خط برليف" .