دائما ما تسمع عزيزي القارئ مقولة "الإنسان أصله قرد"، لكن ما يتبادر إلى ذهنك في تلك اللحظة هو الشبه الكبير بين القرود والإنسان من حيث تفاصيل الجسد وأحيانا الذكاء، ولكن هل تكون تلك المقولة حقيقية؟.
إلى ماذا يرجع أصل الإنسان؟
يظل أصل الإنسان موضوعًا مثيرًا للجدل، وذلك منذ أن طرح العالم البريطاني تشارلز داروين نظريته حول التطور، فهناك من توافق مع تلك النظرية وهناك من عارضها ونفاها بالأدلة والبراهين العلمية.
من هو داروين؟
داروين هو عالم بريطاني ولد في 12 فبراير 1809، في منطقة شروزبري الإنجليزية، كما أنه تخصص في مجال الطبيعة الجيولوجية.
اكتسب داروين شهرته الواسعة، وذلك عقب أن أطلق نظريته للنشوء والارتقاء والتي تم نشرها عام 1859م والتي قد أحدثت ضجة كبيرة فمن الناس من أيدها ومنهم من خالفها.
إقرأ أيضًا: بعد انتشارها في بريطانيا.. تعرف على خطورة تناول لحوم القرود
تفاصيل نظرية داروين..
أما عن محتوى نظرية داروين، فهي تعتمد على أن كافة الكائنات العضوية أصلها يعود إلى كائن بسيط مكون من خلية واحدة وأن الكائنات بشكلها الحالي وتكوينها الجيني ما هي إلا نتاج تطور بيولوجي رعته الطبيعة على امتداد ملايين السنين.
ومن ثم فالطبيعة هي من تختار كائنات معينة من أجل تغيير جيناتها للتكيف مع البيئة، وهذا ما حدث مع الإنسان.
فنظرية داروين هي نظرية مبنية حقيقة وهي الإلحاد وأن الإنسان وجد من قبل الطبيعة و ليس من قبل الله عز وجل.
ملخص ما يراه داروين..
فيرى داروين أن الطبيعة هي من ساعدت الإنسان ليصبح على هيئته الحالية، فهو مر بتحول جذري من كائن بسيط كالقرد غير قادر على القيام بجميع مهام الحياة إلى كائن متطور له أعضاء تمكنه من القيام بالكثير من المهام.
إقرأ أيضًا: هل يجوز استخدام تحليل الحمض النووي لإثبات النسب أو نفيه؟.. الإفتاء تجيب
رأي معارض..
ومع انتشار نظرية داروين، نجد أن هناك العديد من العلماء الذين عارضوا تلك النظرية ومن بينهم بروفسور جامعة هارفرد أناتولي كليوسوف.
قال بروفيسور جامعة هارفرد بإنه عندما بدأ تدريس الحمض النووي للإنسان، بدأ الاعتماد بشكل كبير على الحيوانات الرئيسيةة القديمة وعلى رأسها الشامبنزي والتي أثبتت وجود طفرات في الحمض النووي تتشابه بنسبة 95% تقريبا، بين الإنسان وبين قرود الشمبانزي القديمة.
وأوضح "كليوسوف" أن وجود هذا التشابه الكبير في الحمض النووي بين الإنسان والشامبنزي القديم يعني وجود سلف مشترك، هذا السلف نتج عنه فرعين وهو الشامبنزي المعاصر بينما تطور الفرع الثاني ليصل إلى الإنسان ولكن ليس بالضرورة أن يكون أصل الإنسان قرد.
القول الراجح..
أما إذا أردنا الفصل في هذا الأمر، فإن نظرية داروين تعتمد على الإلحاد وهذا بالنسبة للشريعة قولا خاطئا، فالله عز وجل قد خلق آدم على صورته قادرًا على التكيف مع ما يحيط به، كما أن الله تعالى خلق كائنات حية كثيرة ومن ضمنها القرد كما خلق الإبل، والأسد، والكلب وغيرها من الحيوانات على صورتها وبنيتها البيولوجيّة التي هي عليها الآن، وكل ذلك يدل على عظمة الخالق.