"أنا الشعب".. كلمات دارت بين الفنان نجاح الموجي وجورج سيدهم بمسرحية المتزوجون، حيث تدور الأحداث حول مشاكل المتزوجين في مصر من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، حيث قال جورج لـ"الموجى" والذي كان يمثل دور مزيكا، "قولي يا واد يا مزيكا، ليك في السياسة" فرد مستنكرًا "ليَّ في السياسة؟.... أنا الشعب"، فقال له: "طب تعرف إيه عن سياسة الوِفاق"، قال "سياسة يا بخت من وَفَّق راسين في الحلال"، فكان الرد التاريخي "دي سياسة أمك"، ومن هنا اصطحب الفنان أعمله السنمائية التي كانت تتحدث بشكل ما عن الواقع الذي كان يعيش فيه.
فأستطاع أن يحقق نجاحا كبيرا في عالم الفن ليس وهو على قيد الحياة فقط، وإنما بعد وفاته، فظلت أعماله خالدة، غير أنها أصبحت مادة دسمة تصلح لإيفيهات يتداولها رواد السوشيال ميديا حتى الأن، وبالرغم من أنه ترك الوظيفة الحكومية بعدما كان وكيل وزارة الثقافة، واعتقد البعض أن السبب في ذلك خوفه من غدر الأيام ليبتعد عن الأجواء السياسية، إلا أنه لم يستطع أن يتركها ليحقق الكثير من النجاحات والشهرة، فضلًا عن أنه لعب دور جيدًا وبعث رسالة قوية في السياسة.
فهو لم يكن مجرد "كومبارس" يصطف محبيه على مقاعد السينما لمشاهدة الكوميديا، ولكن تألقه وحب الناس له جعل من "حلمي" أحد أقرب الممثلين إلى قلوب مشاهديه، لملامحه البسيطة، التي تكاد أن تصل إلى عنان السماء ببشرة سمراء لامعة، وجبهة حملت خطوطها هموم الزمان الذي ترك أثره عليه، واقفًا منتصف القامة أمام الفنان أحمد عبد العزيز، ليجيب عليه بصيحة خافتة لكنها مدوية في أسماع الظالمين، قائلًا: ""تحيا مصر وتحيا تحيا، في كل ناحية، الكل قال، تحيا مصر في المصانع في المزارع وفي الجبال، بس انتوا سيبوها تحيا، وهي تحيا وتبقي عال".
وبالرغم من تجسيده لكثير من الأعمال الفنية منذ أن تطرق للحياة السينما، بعد أن كان موظفًا في وزارة الثقافة، ووصل إلى منصب وكيل أول وزارة الثقافة، ولكن لخناقته المستمرة مع الموظفين بسبب خروجهم عن النص ومبادئ الوظيفة، ترك الوظيفه الحكومية متجهًا إلى الأعلام السينمائية والتي كان أغلبها تعبر عن السياسية وأوضاع البلد.
وفي عام 1991، تناولت السينما المصرية شخصية السادات في فيلم تحت عنوان "زيارة السيد الرئيس"، وتدور قصته حول انتشار شائعة في إحدى القرى، بأن القطار الذي يستقله الرئيس المصري وضيفه الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون خلال زيارته إلى مصر عام 1974 سيمر على هذه القرية لكن القطار لم يتوقف، وجسد شخصية السادات بشكل ساخر في الفيلم الفنان الكوميدي نجاح الموجي.
ولكنه لم يتوقف عن ذلك الحد، حيث أنه امتلك من الجرأة ما يكفي للهجوم على الحزب الوطني في تصريحاته الصحفية، كما أنه قال إن فيلمه "التحويله" تعرض للظلم في مهرجان القاهرة السينمائي بسبب مشهد "تحيا مصر" الذي قاله.